اسمعوا حكايتنا مع سعادته


بعد التحية والاحترام للسادة المحترمين مصطفى الغريب والسيد الدكتور جمال المجايدة والسيد مأمون رشيد والى كل من تطرق للحديث عن الممارسات الشاذة لبعض سفرائنا لمدى الحياة او الخالدين او المحنطين أو الأشاوس.


أيها الاخوة الأعزاء لقد ذكرتم الفساد المنهجي المتفشي في معظم سفاراتنا كما أن الأخ مصطفى قد ركز في مقاله على فساد سفاراتنا في الدول العربية واردت القول ان الفساد في سفاراتنا في الدول العربية ليس الا القليل من ما يجري في سفاراتنا في اوروبا وفي العالم وهذا ما يدفعني لان أقول بان الفساد الذي نتحدث عنه هنا لم نتظرق اليه من باب الحقد الشخصي على اي من هؤلاء السفراء او من باب الحسد او الحقد الطبقي كما يحلوا لبعض السفراء أن يطلق عليه وليس من باب الرغبة في جلد الذات بل هو نابع من حبنا لوطننا وشعبنا وحرصنا على مؤسسات هذا الشعب العظيم ولان هذه التجاوزات المشينة للأسف الشديد حقيقة على الأرض أصبحت معروفه لاعدائنا قبل أصدقائنا بسبب عدم وجود من يحاسب او يعاقب من مسئولينا ونحن نصلي دائما لله عز وجل من اجل ان يتحرك مسئولينا لاجتثاث هذا الوباء والفساد الأخلاقي ,والمحزن في كل ما ذكرناه يا أخي مصطفى او ذكره الاخوة الأفاضل الذين تطرقوا للحديث عن هذه الافة هو أن الوزارة المسؤولة عن هذه السفارات وهي وزارة الشؤون الخارجية والدائرة السياسية والقائمين عليهما لم يقوموا بأي أجراء فعلي بحق هؤلاء بالرغم من انهم يعرفون جيدا حجم الفساد المالي والأخلاقي بل الأمني في بعض الحالات للسفراء او للمحسوبين عليهم وانا أتحدث هنا عن الخلل الأمني ليس من فقط من باب تآمر بعض سفرائنا مع اجهزة مخابرات الدول التي يخدمون فيها ويتفاخرون بانهم من رجالاتها ليس حبا وولاء لهذه الدول بل خوفا من ان ان ترفع هذه الاجهزة الغطاء عن عمليات التهريب والتجارة التي يمارسونها مقابل خدماتهم الجليلة وسفراؤنا هم افضل ممن يختلق المبررات ويستورد المصطلحات ليطلقون على هذه العلاقة المشبوهه تسمية تعاون في مكافحة الارهاب في ظل المتغيرات الدولية او عمل وطني من باب الحاجة لتنظيف الجالية من الشوائب , او من المتطلبات التي يفرضها العمل الدبلوماسي لبناء الثقة بين السفير والدولة لخدمة القضية .


اما عن كونهم مخلدين فانا اتفق معكم بانهم اصبحوا محنطين وليسوا مخلدين فقط مع التنبيه بان القضية ليست متعلقة فقط بسنوات خدمة هذا السفير او ذاك بل ان بعض السفراء لم تتجاوز سنوات عملهم في هذه السفارات اكثر من ثلثي عدد اصابع اليد الواحدة وربما تكون من السفارات الاخيرة التي تم افتتاحها لفلسطين وهم كما يدعون من الجيل الشاب الذي يريد ان يشارك في بناء الوطن ولو اخطأ فان ذلك لعدم وجود تجربه سابقه لهم وهذا ما يبررونه لعدم درايتهم حتى بابسط قواعد العمل الدبلوماسي فلم يسبق ان عملوا في السلك الدبلوماسي وحتى انهم لا يحملون شهادات جامعية وتم تعينهم إكراما لفلان وعلان.


فما هي النتيجة
السرقة والاختلاس بالجملة وبشكل علني ، شق الجالية واضعاف ومحاربة كل محاولات لم الشمل وتوحيد صفوف الجالية ،الفساد الاخلاقي لسعادته ومن لف لفه حتى عرف به القاصي والداني وحجة سعادته مره اخرى بانه ما زال شابا في منتصف العمر وهو يعاني جدا من الوحدة في سبيل الوطن والقضية لان زوجته واولاده يعيشون في الوطن بعيدين عنه وبالتالي فان من حقه ان يفعل ما يشاء لانه لا يستطيع السفر كل اسبوع الى فلسطين ليفرغ ما يحمل بداخله من طاقه متفجرة بل ان المعاناة الحقيقية برأي سعادته هو انه مضطر لان يسافر كل 15 يوم واحيانا كل ثلاث اسابيع وفي الشهر الذي لا يسافر فيه تحضر زوجته والعائلة وهذا لا يكفي لكي تظهر له السلطة امتنانها له على معاناته بصرف 20 تذكرة سفر له سنويا له لزيارة زوجته وأولاده في فلسطين عدى عن عشرات التذاكر التي تصرف لزوجته وابنائه في السنة الواحدة لزيارته هنا لذلك فان من واجبات الدولة حسب اعتقاد سعادته بان تتغاظى عنه وتغلق عيونها عندما يقضي سعادته لياليه الحمراء في صالات الرذيلة وعندما يستخدم شقته الفارهة التي يستبدلها كل شهرين واحيانا كل شهر قبل حضور زوجته واولاده خوفا من ان تشتاق اليه احدى عشيقاته وتتفاجأ بوجود زوجته في البيت او تشتاق له واحدة ممن امتهن الحرفه فوجدت نفسها قريبة وارادت ان تعرج اليه لتشرب كاسا من الكونياك الفاخر الذي سبق ان جربته مع سعادته او ان تحصل لنفسها على علبه سجائر فاخرة من النوع الذي يصر سعادته على ان يجلبه لنفسه من اوروبا عبر شركة خدمات نقل خاصة لانه اعتاد في بيتهم ان يستخدم كل ما هو اورجينال ولا يؤمن بالتقليد وهنا نقول اللهم كف عنا شر جائع شبع ، وقد سبق ان حدث بان حضرت اثنتين من زبائنه المعجبات بكرمه ونخوته عندما يطلبن منه الحديث مع صديقه السفير الفلاني لتامين فيزة لهن لزيارة ذلك البلد الاوروبي الذي يتعامل باليورو ويقدر الجمال والخبرة التي تتمتع بها صبايا هذا البلد ولان العمل في الدولار اصبح موضه قديمة خاصة في بلد تتحضر بعد عشرين سنه لدخول الاتحاد الاوروبي اذا ما نجحت ثورتهم البرتقالية المهم ان الحظ في تلك الليلة لم يحالف سعادته فاخطات احداهن رقم الشقه وقرعت باب الشقة الفاخرة المجاورة والتي لا تختلف في مدخلها عن شقه سعادته فهو يعيش في شقه اجرتها الشهريه 4000 دولار امريكي وفيها اثاث بقيمة 77000 دولار اشتراه من اموال الفلسطينين الذين يموتون جوعا وحسرة المهم النتيجة ان الجار الأرمني الاصل الذي علقت بينه وبين زوجته بالرغم من انها سمعت بأذنيها ورات بعينها بعد ان اعتذرت الفتيات عن الخطأ كيف دخلن الى شقه سعادة السفير الذي كان ينتظرهن مع رفيق وحدته الملقب بالعثل أي العسل ولكنه الغث المهم ان سعادة السفير استقبلهن بحفاوة لا يستقبل بها وزير خارجية ولم يعرف بالخربطة التي حدثت قبل دقيقه عند مدخل شقة الجيران ولم تهدأ الجارة التي تيقنت بان مقصدهن كان الجار المحترم الا بعد ان قدم زوجها شكوى في صباح اليوم التالي لمالك الشقة وهدد بان يرفع شكوى لوزارة الخارجية اذا لم يغادر السفير البناية خلال اسبوع والمضحك انه عندما تمت مراجعه السفير بعد الهمز واللمز من بواب العمارة وحتى وصلت الى مسامع ابناء الجاليات العربية وبالتالي الى وزارة خارجية الدولة التي يعمل بها و تمت مراجعته من ابناء جاليته الحريصين على سمعه وطنهم بدء بالصراخ والشتم واستعراض العضلات وأسترسل بالحديث عن تاريخه النضالي وبدء سعادته الذي لم يسمع احد به في ايام النضال بالدفاع عن نفسه بان يسمي المسؤولين والوزراء والقيادات باسمائها المجردة لايهام الجالسين بانه رجل ذو تاريخ وقوي ولا يخاف من احد وهو ند لهم بتاريخه العريق وها هو الدليل انه يسمي الوزراء باسمائهم حتى دون ذكر الصفة او العائلة او حتى الكنية ويضيف هل من حقكم انتم ان تعيشوا حياتكم وليس من حقي هل انتم تمتلكون مقومات الرجولة وانا لا امتلكها ؟عفوا يا سعادة السفير اذا كنا نحن كذلك كما تدعي لا قدر الله فنحن طلبه لا نمثل الا انفسنا وحسب ولكننا حملنا امانة ان نكون سفراء لوطننا بعلمنا واخلاقنا وتفوقنا بدراستنا وبشرح قضيتنا العادلة في هذا البلد الذي نحن فيه اما انت فانك تمثل فلسطين بمعاناتها وجروحها وعذاباتها .


والعجيب ان في كل مره ننصح هؤلاء السفراء نتحول حسب قولهم الى اعداء السفارة واعداء الوطن الذين لا يريدون بان يكون لفلسطين سفارات او يتهموننا بان لنا اهداف ومطامع شخصية او اننا من المعارضة او اننا لا نحب السفير لان السفير طويل او قصير او لونه كذا او منبعه كذا وما اكثر التناقضات التي يستطيعون استخدامها واللعب بأوراقها الكثيرة لكسب تعاطف هذا المسؤول أو ذاك أو لتبرئة أنفسهم أمام هذا المسؤول او ذاك ولكل مسؤول عندهم حجه جاهزة تقدم له مع الهدية القيمة .او مع تقديم الولاء فهم كل يوم يقدمون الولاء لعشرات المسؤولين عشرات المرات فإذا اكتشف أمرهم أو اختلفوا مع هذا الوزير او ذلك المدير القوا بأنفسهم في أحضان الأخر وهكذا تدور الأيام .


بالله عليكم أيها السفراء قولوا لنا من هو هذا الشيخ الذي لقنكم وحفظكم هذا الدرس عن ظهر قلب كي يحاكمه التاريخ بكل التهم بالفساد والخيانة والفئوية والإقليمية وبالكفر وحتى بالردة.


وفي النهاية نتمنى بان يقرأ سعادته هذه الرسالة ليعلم بأننا جاهزين دائما لوضع كل ما لدينا على الطاولة ونرجوا من الاخوة في وزارة الشؤون الخارجية والدائرة السياسية والأجهزة الأمنية في السلطة أن يبدءوا بالعمل على اجتثاث هذا الوباء سريعا قبل أن يتحرك الشرفاء في جالياتنا وهم كثيرون جدا ليأخذوا بزمام المبادرة لوقف هذه المهازل.


كما أدعوكم إخواني الأعزاء المهتمين بمعرفة الحقيقة عن قرب لزيارتنا هنا في بلد الثورة البرتقالية .
مع تحياتي وأمنياتي بلقائكم.


رامي العوض ra_a3_1970@ukr.ua

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع