أحشفة وسوء كيلة!


سوسن البرغوتي

أدت مرحلة التهدئة إلى تخدير فصائل وطنية، لتصبح بدورها بوقاً آخر للسلطة. لكن هذا البوق تعهد بوظيفة أُوكلت إليه بالتهديد والوعيد، حاملاً العصا بحجة وشعار صلاح المقاومة الوطنية على هواه، يلوح بها لمن عصى عرابين أوسلو.

حماة الديار.. السلام بريء منكم، ومم اقترفتم من آثام بحق أعدل قضية على وجه الأرض.. وحجم هائل من الحجج باتت توظف  شهداء كتائب الأقصى التي شرعت إلى تحجيم بطولات سابقة وعطاءات لا تخفى على أحد، لتتحول بقدرة قادر إلى شرطي ينفذ أوامر القيادة الفلسطينية.

صدق المثل العربي "رضينا بالبين، والبين لم يرضَ بنا"!. فهل هكذا تورد الإبل..؟

كنا نلاحق السلطة الحالية بوجوب وضع حد للفساد والمحسوبيات والتسلّط، لنجد أنفسنا اليوم في مأزق آخر أشدّ وأقسى!. إذ يبدو أن الرئيس الذي توقعنا منه رد اعتبار ولو ذرة في العيون، نجح ببراعة في تحويل الجناح العسكري لفتح إلى "قبضايات" يلاحقون كل من يشهر كلمة حق. فهل أصبحت المعارضة الفلسطينية التي تنادي بإسقاط الفساد الذي وعد الرئيس الفلسطيني بمواجهته، سيفاً يطعنون به من يرفض علناً الاحتلال.؟ ويواجه المرتزقة بمصائب حلت على الشعب الفلسطيني، نتيجة الصمت على الحرس القديم.؟ لكن مع ظهور أنياب جديدة تُغرس في قلب مصلحة فلسطين والفلسطينيين الشرفاء.

رابطوا فرساننا وصابروا، فمعركتنا اليوم، ليس في مواجهة الاحتلال فقط، بل في فضح الممارسات التعسفية التي تجعلهم بالاستمرار فيها أكثر شراسة على مواجهة الشمس الساطعة.

الوطن ليس ولن يدوم لهؤلاء، بل سيبقى وهم يرحلون، والجهاد قدّره الله على المؤمنين، وأقل الجهاد قول كلمة حق في حضرة سلطان جائر تعددت أدواته وأساليبه، ولكن مهما طال ليله، الفجر قادم لا محالة. قياديون يُولدون اليوم، ويدافعون عن شرف الهوية والكرامة الفلسطينية بصدورهم العارية.

تحية لصمود البروفسور عبد الستار القاسم ، ومعك نقول لا لأزلام الاحتلال، وإن اختلفت أسلحتنا سنشهرها في وجه التيار الاستسلامي. وغداً موعد الحساب العسير مع  من ينتهك مقدساتنا، ويعمل على إهانة رؤوس رجال ما خُلقت إلا لتقول حيّ على عهد الجهاد والنضال.

وسنمضي في النضال، لم يعد للتهدئة ورقة توت تختفي وراءها، وكفانا نظلم وطناً أثخنته الجراح والنكبات.

كفاكم حماة الديار تجاهلا ، تغتصبون ما بقي من كرامة وتقايضونها بعرش يصبح يوماً المسمار الذي سيُدق في نعش من يقمع ومن يحاول أن يُسكت صوت الحق.

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع