حفلات سعادة السفير



بقلم:عبدالله عيسى

ذكر د.إبراهيم حمامي في مقاله الأخير بان السفير الفلسطيني في بريطانيا وجه 1500 دعوة لشخصيات فلسطينية وعربية وبريطانية لحضور حفل راقص .
ويقول د. إبراهيم حمامي:" ...دعوة لحضور حفل العيد يوم 14/11/2004 في أحد مطاعم لندن من مؤسسة تدعى (International Arab Charity).
إلى هذا الحد بدا الأمر طبيعي ولا مشكلة فيه، ولكن ما أن بدأت قراءة برنامج الليلة المذكورة حتى صعقت وأصبت بالصدمة فالترويج والدعاية هي لحفلة راقصة لرقصات الفلامنكو والرقص الشرقي"هز الوسط" أو كما وصف في الدعوة (Gorgeous Belly Dancing)!.لم يكن الأمر ليستلزم التوقف عنده لو أن الرسالة الإلكترونية صادرة عن البريد الشخصي لممثل السلطة ، أو كانت دعوة فردية لهذا الشخص أو ذاك لمشاركة الداعي الرقص والغناء، لكن الدعوة والدعاية "الراقصة" انطلقت من البريد الرسمي لممثلية السلطة في لندن وتحت إسمها وعنوانها ومباركتها وتزكيتها وللقوائم البريدية الرسمية، والتي أعتقد جازما أن المدرجة أسماؤهم عليها ارتضوا ذلك ليتواصلوا مع هموم وقضايا الشعب الفلسطيني وللتضامن معه وليس لتلقي رسائل "هز الوسط" في مطاعم لندن، خاصة إذا علمنا أن أغلب من بالقائمة هم من المسؤولين والمتعاطفين الأجانب مع قضيتنا". انتهى الاقتباس.


والحقيقة أن ما ورد في مقال الأخ إبراهيم أمر مشين للسفارة الفلسطينية في بريطانيا التي وجهت دعوات لحفل راقص عندما كانت وما زالت قلوب الشعب الفلسطيني تدعو الله بالشفاء العاجل للرئيس أبو عمار ولو كانت سفارتنا سفارة محترمة لاعتذرت عن هذا الاحتفال الراقص كما تفعل السفارات المحترمة في مناسبات كهذه وفي ظروف صعبة تواجه بلد السفير ولكن يبدو أن سفارتنا المحترمة لاعلاقة لها بما يعانيه شعبنا وبالحالة الصحية للرئيس أبو عمار.


هي لامبالاة وعدم إحساس بالمسئولية من سفارتنا وفي جميع الحالات ما هي الحفلات التي تقيمها سفارة فلسطينية للرقص الشرقي و غالبية شعبنا يتضور جوعا وهدمت منازله وتشردت العائلات الفلسطينية في رفح وجباليا ويوميا نودع الشهداء بالجملة في قطاع غزة والضفة الغربية ..هل هي رقص على الجراح أم على جثامين الشهداء؟!.


وإذا سأل سائل في هذا الحفل الراقص :"كيف تقيمون هذا الحفل وانتم تقيمون الدنيا وتستصرخون العالم حول معاناة الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال ونسبة من هم تحت خط الفقر في مناطق السلطة تجاوزت 70%؟!".


لقد توحد شعبنا بكل اتجاهاته في الداخل والخارج وجسد وحدة وطنية رائعة والتفاف حول الرئيس أبو عمار والكل يعلم أن كلمة معارضة قد انتهت من القاموس أمام هذه الأزمة وندعو الله بان يعيد الزعيم والرمز الفلسطيني سالما إلى ارض الوطن وقد ودعناه بدموع الأمل والرجاء بالشفاء ..
ولا نستطيع أن نقول الآن اكثر مما قاله د.ابراهيم سوى كلمة واحدة:" قليل من الاحساس يا سفارتنا.

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع