زيادة الخير خيرين

21/7/2004

بقلم: حمدي فراج *

أصدر الرئيس ياسر عرفات أوامره بتشكيل لجنة تحقيق في محاولة الاغتيال التي تعرض لها النائب الاصلاحي نبيل عمروالذي اطلقت عليه النيران من بندقية M16 اثناء جلوسه مع افراد اسرته في شرفة منزله الكائن في حي الطيره برام الله في حوالي العاشرة مساء واصيب في ساقه بأكثر من رصاصة، والبعض قال بسبع.

تشكيل لجنة تحقيق في هذه الجريمة، هو القرار الصائب، خاصة حين يكون صادرا عن اعلى منصب في الدولة /في السلطة الوطنية / في الثورة / في المنظمة/ خاصة وان الرجل عدا عن انه نائب منتخب في المجلس التشريعي، فانه رجل هذه الدولة/ السلطة / الثورة/ المنظمة. فقد شغل عدة مناصب على جميع المراحل التي مرت بها هذه القيادة، آخرها وزير الاعلام في حكومة ابو مازن، حيث حل محل الوزير المخضرم ياسر عبد ربه، ولكي لا يلتبس الأمر على من يحبون الالتباس، فان ابو مازن هو محمود عباس، الذي اولاه الرئيس ثقته بتشكيل اول حكومة للدولة الوهم، ولكن سرعان ما عزله، او باللغة الدبلوماسية، قبل استقالته ليعين بدلا منه احمد قريع الذي أحضره من رئاسة المجلس التشريعي ليعين بدلا منه رفيق النتشه والذي سرعان ما انقلبوا عليه ليعين بدلا منه روحي فتوح، ولسرعان ما يعلن قريع عن تقديمه استقالته من رئاسة الوزراء، فلا نعرف ان كان سيعود رئيسا للمجلس التشريعي ام لأي مصلحة او بزنس آخر.

اما المنصب الذي شغله الجريح نبيل عمرو قبل وزارة الاعلام، فكان مستشارا للرئيس في هيئة الاذاعة والتلفزيون بعد ان أزكمت رائحة فساده المناخير، وحادثة الاغتيال التي اودت بمنسقه العام هشام مكي، اوساط القيادة شيعته شهيدا وأذكر ان الرئيس شخصيا مشى في جنازته، والبعض حاول تلبيس القصة لجيش الاحتلال او لمخابراته او لوحداته الخاصة، ولكن هذا لم ينطلي على أحد، حتى على تلفزيونه الذي اغفل المسأله وما عاد يذكرها على الاطلاق، وكأن المرحوم حرم حتى من شرف الموت على يد الاحتلال، وهو الذي نفهمه نحن ابناء هذه الارض، بأنه الشرف الذي ما بعده شرف.

لكن نبيل عمرو لم يستطع على ما يبدو ان يتواصل طويلا في منصب المستشار لهيئة الاذاعة والتلفزيون، لأنه ببساطة لم يتمكن من معرفة موازنة هذه الهيئه، قال: الله وحده يعرف كم تبلغ الميزانية. لكن قبل ذلك حصل على حظوة ان يحصل على رخصة جريدة يومية اسمها الحياة الجديدة، ولسرعان ما اكتشف ان الناس لا يقبلون عليها، شأنها شأن كل اعلام يتنفس من رئة السلطان حيث تم الحاقها مباشرة وعيني عينك الى ملاك السلطة، فأصبحت تصدر يدون ان تتذيل باسمه، لتتذيل باسم رئيس التحرير فقط على انه مشرفها العام. وبهذا قضي عليها قضاء مبرما، لتنفي انها ترسخ لحياة جديدة، بل لتقول لنا: ساق الله على الحياة العتيقة.

اما ما قبل اوسلو، فقد شغل الرجل منصب سفير المنظمة في موسكو، عندما كانت الأخيرة عاصمة للاتحاد السوفياتي، لا لروسيا.

المهم، أمر الرئيس بتشكيل لجنة تحقيق في حادثة محاولة الاغتيال، وهو الامررقم مئة او ألف او أكثر، انا لا اعرف، ولكني اعرف انها كثيرة جدا جدا جدا اوامر تشكيل لجان التحقيق، التي نسمع فقط عن تشكيلها ولا نسمع ابدا عن نتائجها، وعلى صعيد نبيل عمرو نفسه فقد تشكلت لجنة للتحقيق فيمن اطلق الرصاص على منزله قبل حوالي سنه، لكن النتيجه صفر كبير. وليس هذا المهم في هذا الموضوع، بل ما نشرته وفا اليوم على ما نسبته لمتحدث رسمي من ان وحدات مستعربة خاصة هي التي اطلقت على نبيل عمرو، ترى لماذا لم تنل منه كما نالت من مئات المستهدفين؟ لكن لا بأس قد يكون قد أغشي على قلوبهم وعيونهم وبارودتهم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الداعي لتشكيل لجنة تحقيق طالما ان الجاني معروف؟ قد يجيب أحدهم: (زيادة الخير خيرين)، وحسبنا الله ونعم الوكيل ...

* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم.

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع