وما خفي أعظم…!!
...
بقلم :توفيق الحاج
**
الرائحة النتنة تزكم الأنوف..ولا تجدي معها أفخر أنواع العطور الباريسية.
الوجوه القبيحة..سيئة السمعة داخليا وخارجيا لازالت تقفز على ظهورنا
كالضفادع وتمتص دمنا ولا تجدي معها كل عمليات التجميل السياسي .
الفساد المحلي هو والاحتلال حجرا رحى تطحن أحلامنا وطموحاتنا في الحرية
الأول ..يصادر الهوية والوطن ،والثاني..يقبض الثمن..!!
**
آخر صيحة في عالم الفساد السياسي الفلسطيني هي فضيحة الأسمنت.. ، والأمر
باختصار كما سمعنا وقرأنا أن قادتنا لهم اليد الطولى في بناء الجدار
العنصري الذي ملانا الدنيا ولولة ودعاء عليه .
قادتنا العظماء أدوا المهمة بتفان و إخلاص..وقبضوا بالشيكل أو بالدولار لا
فرق
المسئولون المشار إليهم بالبنان في هذه الفضيحة وغيرهم في فضائح أخرى
باعوا كل شيء وتاجروا بكل شيء
كنا نعرفهم حتى قبل القدوم الكبير الذي حل علينا ببركات أوسلو ،وقبل أن
يكتشف المجلس التشريعي د ام نومه أمر بعضهم بعشر سنوات على الأقل .
**
الفساد الفلسطيني الرسمي بدأ حقيقة منذ الانقضاض على "الشقيري"وتحول زلم
الثورة الى مرتزقة للبتر ودولار..والى تجار بارعين في سوق الوطنية والقضية
الضائعة..!!
من لا يصدق عليه أن يتقصى أخبار وممارسات رجال ومكاتب منظمة التحرير
–ليس
كلهم للأنصاف-في أوروبا ودول النفط
كانوا يعيشون في هيلمان وبرستيج الفيلا والسيارة الفارهة ولا اعظم سفير
والولاء أولا للزعيم المقيم ثم المصلحة فالزعيم القائد وان بقي شيء
فللوطن..!!
كان الفلسطيني المنفي الذي لا واسطة له يتعفن على الأبواب قهرا على قهر في
تصديق معاملة وقد ينجح في لقاء الملك أو الأمير دون ان ينجح في مقابلة
سعادة السفير..!!
أذكر مرة أنى ألححت في طلب مقابلة سفير المنظمة في بلد ما لأمر هام وعاجل
وتحقق طلبي في اليوم الثالث وبعد ثلاث ساعات من الانتظار قابلني واقفا
عابسا وأنهى المقابلة بعبارات جافة وهمس لي أحد الحاضرين أن السفير كان
الله في عونه يؤدي مهام وطنية غاية في الأهمية مع الراقصة س..!!
**
نعود لموضوعنا..
لم يكن خيالي قادرا على تصور أن يشيد صرح الجدار العظيم بحصة فلسطين من
الأسمنت المصري .
ان هذا الواقع الفضائحي يجبرني على التساؤل باكيا
ترى ماذا فعل باسمنا هولا ء الساقطين منذ بدء الثورة وحتى اللحظة..؟وكم
خطيئة ارتكبوا بحق اليتامى والأرامل..؟؟
كم شهيد بيع..؟وكم معتقل ترك مقابل ابتسامة عبرية أو كاس شمبانيا في منتجع
ايلات ..؟!!
كم من العمليات الفدائية التي أجهضت وقتل أ فرادها بفضل التعاون الحميم
بين العدو و الخونة الكبار..!1
ماذا فعلوا في مفاوضات أوسلو وطابا و..و..؟وكم ارض تنازلوا عنها بطيب خاطر
عند رسم الخرائط..؟
كم من الملايين أنفقت على مهرجانات استقبال الزعيم وجولاته مع حاشية فاسدة
وبطانة بائدة..!! دون حسيب أو رقيب..؟!
من كان يجرؤ أو سيجرؤ على محاسبة من يعتبرون أنفسهم دائما فوق القانون
والقضية..؟
لقد بددوا معظم ما تسولناه على المظاهر الفارغة والدعاية الكاذبة..
لقد كانوا ولازالوا أسوا محامين عن أعدل قضية..,لن نرى الفرج إلا إذا نزلوا
طوعا أو كرها عن ظهورنا..
**
لا يمضي أسبوع إلا ويعلن الفاسدون عن أنفسهم بفضيحة أو مصيبة .
أناس ثورجيين كانوا مثل"الصحن بعد غسيله"وفجأة نراهم أصحاب رؤوس أموال
وأبراج ..!!وعيوننا تسأل من أين..؟!! ولا مجيب.
منهم الوزراء والسفراء والتابعون .
يكفي أن تكون عضوا بارزا في حركة"خذ واجري" أو تنظيم "نعم للزعيم" لكي تنزل
عليك النعم والشيكات..
المجلس التشريعي..يحاول كل مرة على استحياء وبعد أن تخرب مالطة أن يحقق في
الفضائح ..دون جدوى .
لماذا..؟
الجواب سهل جدا لمن لا يريد دفن رأسه في الرمال
الفساد فساد الرأس ..والفاسدون هم أعضاء في التنظيم الحاكم ..والتنظيم
الحاكم يحميهم بأغلبية في المجلس التشريعي..بس خلاص.
أراهنكم ان قضية الإسمنت وغيرها ستقيد ضد مجهول..!!كما حدث في الماضي.
**
كلمة أخيرة
لمعالجة الفساد وبصورة جادة لابد من انتخابات حرة لتغيير الهرم المهترىء من
القمة إلى القاعدة .ليس بحسب الرغبة الأمريكية,إنما بحسب الحاجة الفلسطينية
..!! مع ضرورة بناء جهاز محاسبة قوي ونزيه لا يأتمر بأمر أحد مهما ارتفع
شأنه ولا يهاب في الحق لومة متنفذ ويستطيع أن يوقع أشد العقوبات بحق كل
مفرط وخائن .
|