على من تسن السيوف والى من تذهب الغنائم؟

بقلم: إبراهيم حمدي *

إننا على مشارف العام الخامس لانتفاضة شعب عظيم خط بدمائه ملحمة من اعظم وأنبل صور التضحيات وهي التضحية بالنفس. لقد وصلت تضحيات الشعب الفلسطيني إلى حد ابهر العالم ولكن يحزنني أن أقول إننا نسير في الطريق الخاطئ. لست مستسلما أو ممن يقبلون بسلام الجبناء الذي نادى به عرفات.

هناك وجهة نظر خاصة بي أود لو تقبلها بعضنا على أنها أصوات نبعت من داخل قلب يعتصر كل يوم على شهداء إن كتبت لهم الحياة لكانوا عظماء بالفعل ودليلنا على هذا التضحية العظيمة بالنفس.

فعلى من يجب أن تسن السيوف؟

علمتنا الأيام أن العدو هو أي شخص يحاول أن يغتصب ما هو لي أو لوطني، فان سلمنا بأن إسرائيل عدو واضح للعيان وليست لنا قدره على مواجهتها في الوقت الحالي بهذه الطريقة التي نتعامل بها خاصة في ظل وجود العملاء والمنتفعين من السلطة. فإن علينا أن نطلب بحزم ممن جربوا طريق التسوية أن يرحلوا على الفور.

ألا أجد بينكم من يؤيد صوتي في وجوب تصفية السلطة التي أعدها إن فلحت يوما ستكون قيدا يضاف إلى قيود هذا الشعب وان خابت تكون عارا يضاف إلى عارنا، فلم تجلب لنا السلطة في احسن حالاتها التي سميت بشهر عسل السلطة بعد أوسلو مباشرا حينما عاث عرفات فسادا لاثبات سلطته وهيمنته وانه على قدر الثقة التي ألقيت على عاتقه في قمع الفلسطيني. أيها الرفاق لم تعد في أجسادنا مواضع لطعنة سيف واحدة، فعلينا أن نلملم جراح هذا الجسد ونستأصل العضو الفاسد منه كي يشفى الجسد إن قدر له العيش.

لي رؤية في الأطراف الفاسدة وهي الأطراف التي تتلخص في العملاء والسلطة. أرى أن العملاء أناس ضعفاء النفوس قد نال منهم منع التجول وضيق الرزق والجوع والعوز وكان بالإمكان تدارك تلك الآفة لو أن لدينا سلطة وطنيه بالفعل لكفتهم العوز والحاجة ولو أن بعض الجهات اهتمت بملء بطونهم.

أما عن السلطة التي تتلقى الملايين من المعونات، ورفضت بعض الدول التعاون وإرسال معونات بحجة القصور القابعة في عمان وغيرها من العواصم لصغار موظفي السلطة أو إدانة السلطة للمليارات لبعض الدول بشكل شخصي وودي بين عرفات وبعض الزعماء ومع وجود البطون التي قيل فيها عربيا بطون جرباء ويعنى بها بطون أشخاص لا تشبع بطونهم. أرى أن طعن تلك البطون أولى واجدي نفعا من النضال مقابل دبابة بحجر.

إننا سادتي لا نريد استقلالاً الآن لأننا ولسبب بسيط جدا غير جاهزين له ولكم في غزه أسوة حسنة: التخبط، فبمجرد أن شارون أفاق وهو يقول أريد أن انفصل عن غزه ويال هول الترتيبات مع انه لم ينسحب ولن ينسحب.

نحن لسنا جاهزين لحكم أنفسنا في ظل الأوضاع الحالية. آنا شخصيا أدعو من الله أن يعود بي التاريخ للاحتلال البريطاني على مصر حيث كانت هناك عقول مستنيرة وحرية حقيقية برغم وجود الاحتلال، حرية لا تقارن بما هو الآن.

ولهذا أريد أن احلم حلما جميلا بين أيديكم ولنفيق في النهاية على سؤال انتم فقط من يستطيع الإجابة عليه.

لنحلم معا أن بني صهيون أفاقوا صباح الغد وهم مقتنعون بحقنا في الأرض والمقدسات وقرروا أن يعطونا فلسطين عام 1967 كاملة وأقمنا الدولة ذات السيادة الكاملة. ما سيحدث في اليوم التالي ستقوم فتح بإنشاء حزب وطني ديمقراطي شبيه بشقيقه في مصر أو حزب بعثي شبيها بسوريا والعراق من قبل أو تكريما لعرفات سنلقي عليه الحزب العرفاتي الديمقراطي ولا يخفى على أحد انهم سيفرضون قانون الطوارئ بحجة أن الدولة قيد الإنشاء ويستمر القانون خمسون عاما أخرى!! ولان الشعب منهك لن يناضل ضد من سيطلق عليهم قادة التحرير وبعد  50 عاما يخرج رجل أخر مثل مبارك ليقول للشعب والعالم أن شعبي غير مستعد للديمقراطية.

لهذا أجد أن البناء لابد أن يكون على أسس سليمة حتى يعلو دون الحاجة إلى تدميره لمعرفة إن كان الأساس يحتمل أم انه غير مواكب للعصر الذي يمضي مسرعا ونحن نتمسك بذيوله وكادوا يطلقون علينا أننا من نعطل تقدم البشرية بعدما كنا ننير العالم.

من حق الجميع أن يقول لي أليس الشعب الفلسطيني مثل أي الشعوب وأنا معه في هذا فليس مثله شعب في الفترة الحالية بالفعل. فقد كان شعب مصر يوما ما اشد الشعوب تضحية وكان اكثر الشعوب تنويرا حتى أثناء الاحتلال البريطاني لكن السلطة التي تلبس ثوب الأفاعي تارة والثعالب تارة فهي ماكرة تظهر الضعف حتى تقوى بنا وعلينا بالنهاية. 

* الكاتب لاجئ سياسي عربي يقيم في السويد.

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع