كنا نعتقد أن زمرة عرفات هي وحدها التي تحترف الظهور على الفضائيات وإطلاق التصريحات العنترية (التي غالبا ما تكون جوفاء) والتهديد والوعيد لكل من تسول له نفسه أن.........الخ. هذه الظاهرة التي بدأت في بيروت واستمرت في تونس ثم استفحلت في الوطن المحتل إنتقلت عدواها على ما يبدو للآخرين!!

في مارس/آذار من العام المنصرم سمعنا التهديد يتلوه التهديد بأن تتحول مدن الضفة لجحيم تحت أقدام قوات الإحتلال إن فكرت بدخولها، ولولا صمود جنين ونابلس الأسطوري لكان إجتياح الضفة من الناحية العسكرية نزهة- ولا زلنا نذكر ذلك الملثم الذي ظهر على الشاشات ليقول "ما بيدخلوا بيت لحم إلا عجثثنا" ولا زلنا نذكر ما حدث في بيت لحم من تراكض الى كنيسة المهد من جميع الفصائل دون إستثناء!

هذه التصريحات "الفضائية" تزايدت وتيرتها بشكل كبير مع بدء الحملة الشارونية الجديدة على قطاع غزة فتارة ستكون غزة مقبرة لهم وتارة سنجعل من دباباتهم قلائد في صدور أطفالنا وغيرها من الأقوال! في مقابل ذلك وصلت الدبابات الى مركز غزة واستباحت مخيمات القطاع وأصابت محمد ضيف واغتالت رياض أبو زيد في وضح النهار وأخيرا إعتقلت الشيخ محمد طه من منزله، مع أولاده، هدمت بيته والبيوت المجاورة دون خسائر تذكر!

السؤال الذي يفرض نفسه: ألم يحن الوقت لأن تتحول هذه القيادات الى العمل السري تحت الأرض؟ أم تبقى لقمة سائغة تنتظر الإعتقال أو الإغتيال ثم نطلق بعد ذلك العنان لبيانات التهديد والوعيد واللقاء تلو اللقاء على الفضائيات؟ أليس من الأفضل أن نتعلم من أخطاء الغير ونتحاشى الوقوع فيها؟

إنها دعوة صريحة ومفتوحة لمراجعة الحسابات والأسلوب ولأن يتوقف الجميع عن الأقوال ويركزوا على الأفعال. الخطر يزداد يوما بعد يوم وتتغير أساليبه وتتلون وعلينا أن نستعد له بالصبر والروية.

الشعارات والتصريحات الرنانة تليق فقط بأبواق عرفات وزمرته ممن باعوا أنفسهم وضمائرهم.

وأخيرا نذكر ان ما ندعو إليه ليس بقصد التشكيك أو التجريح ولا بقصد المزاودة على أي جهة بل هي كلمة حق ليتدارك الجميع الخطر قبل فوات الأوان.

والله من وراء القصد.

فلسطين الحرة.

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع