أي مصلحة يمكن أن تتحقق بعدم مشاركة حركة فتح في الحكومة الجديدة؟؟

فهمي خميس شراب
غزة

اعتقد جازما بأن من يكتب من أجل الكتابة فقط وحب الظهور في أي صحيفة أو مجلة بأنه لا يرى ابعد من أرنبة انفه. ومن لم يحمل هموم وطنه اليومية أو يسطر كلماته من وحي أنات وجراحات مجتمعه فانه بالطبع عبارة عن فصل غير مترابط لغويا وفكريا وحتى تركيبيا في جمهورية أفلاطون المثالية واقرب إلى الميتافيزيقيا من الواقع المعاش.
ولقد استوقفني كثيرا موضوع هذا المقال حيث بات من الضروري الخوض فيه حتى لو أزعج البعض.. اعتقد الآن بعد مرور سلسلة من التغيرات الايجابية والسلبية بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية أن أهم حدث وهو نقطة للوقوف والتأمل واستخلاص العبر ليس فوز حماس وأيضا ليس المشكلة التي تواجهها حركة حماس مع العالم الخارجي.. اعتقد أن أهم حدث هو رفض حركة فتح ومعاقبتها للشعب الفلسطيني )على تصويته لحماس( بعدم دخولها في وحدة وطنية مع حركة حماس وذلك من اجل إسقاط مشروع الحكومة قبل أن تتشكل وطمعا في تغير جذري في خريطة الواقع الجديد..
أي فلسطيني بسيط يستطيع أن يحكم على موقف حركة فتح بأنه غير مسئول وغير عقلاني ولا يصب في مصلحة المجتمع والمصلحة العليا لأنه يحمل إضاعة للوقت والفرص ويرهق النظام السياسي ويعطله ويُمَكن المجتمع الدولي من توجيه أصابع الاتهام تجاه المجتمع الفلسطيني بأنه عاجز ولا يستطيع أن يحمي نفسه بنفسه ولا يستطيع البقاء أو المحافظة على بقائه وانه بحاجة دائمة إلى من يتدخل في أدق شؤونه... فمن المعروف الآن أن حماس تحتاج فتح وبشدة في عدة محاور منها :
* التفاوض مع العالم الخارجي: وفتح هي معمل أو مختبر مفيد في هذا المضمار يمكن تحصيل الاستفادة الجمة من خلالها, فمع الطرف الإسرائيلي بات من المعروف أن الواقع المسطر منذ بداية عهد اوسلو يفرض ضرورة التعامل والاحتكاك بين الطرفين - الفلسطيني- الإسرائيلي, وحماس تريد أن لا تظهر في الصدارة من هذه الناحية التفاوضية..
* كما بات معروف بأنه من الضروري عدم قطع العلاقات مع العالم الممول للمؤسسات الفلسطينية الرسمية والغير رسمية ومن المسلم به أن المجتمع الفلسطيني مجتمع استهلاكي –للأسف- يعتمد على الغير في تحصيل قوته.. من مواد غذائية ومرتبات للموظفين ومنح تعليمية وغيرها..

ويزعجني جدا الانقسامات داخل الحركة الواحدة وللأسف فان في حركة فتح من يحاول أن يستفيد ويستغل مكانه ومنصبه لأخر لحظة و يرفض تقبل الوضع الجديد فقد تعود أن يكون الملك بلا منازع والمتصرف في أموال الدولة بلا رقيب ولا يُسال عن تصرفاته مهما كانت أنانية وغير ذي جدوى.. فكان الحركة ملكا له ولعائلته حتى وصلنا لمرحلة شخصنة المؤسسات ومن ضمنها مؤسسة حركة فتح..
لماذا لا تخفف فتح العبء عن حركة حماس وتنضم سريعا ضمن حكومة وطنية واحدة وتقدم فتح ما اكتسبته من خبرة في مجال القيادة وإدارة شؤون الدولة بدلا من وضع العراقيل ووضع العربة أمام الحصان؟؟
إنني أؤكد انه ليس هناك مشكلة لحماس مع العالم الخارجي إطلاقا ولكن مشكلة حماس هي داخلية.. فكيف نتوقع أن تسير حماس بالمجتمع نحو الأمام وما زال هناك البعض يحاول أن يعطل سيرها ويخفي مفاتيح العربة وخارطة السير؟؟
ورغم أنني متفائل دائما إلا أنني بسبب التصاقي بمشاكل وهموم المجتمع أرى بأنه لا يزال الكثيرون يحاولون أن يطوعوا المواقف لصالحهم ويحاولون اغتنام الفرص وتقاسم الغنائم أو ما تبقى في الخزائن..
وأقول لمن يخشى من عزوف الدول المانحة عن تقديم المعونات- اطمئن- لان الدول الغربية لا تأبه كثيرا لنوع نظام الحكم أو من يحكم, فالدول الغربية المانحة تؤمن فقط بمدى تحقيق مصلحتها الخاصة. والعلاقات بين السلطة الفلسطينية وحتى بقيادة حماس مع الدول المانحة ستبقى علاقات لا تقبل القسمة على اثنين.. وستبقى شعرة معاوية موجودة بين السلطة ودول الغرب حيث لا يمكن تجاهل المنطقة وتركها دون مساعدات حيث أنها تعتبر منطقة سريعة الاشتعال وحساسة ويمكن أن تؤثر بشكل مباشر على مصلحة وامن إسرائيل التي تعتبر مصلحة غربية ويكفي تصريح بوش الأخير بأنه مستعد للخيار العسكري مع إيران من اجل إزالة ما يهدد امن إسرائيل.. إذن, المطلوب سريعا كلمة واحدة وتفاهم مشترك وبرنامج متقارب إلى حد القبول من جميع الأطراف حتى تتوحد سياستنا الخارجية وتصب في بوتقة واحد وهي خدمة المصلحة العليا للمجتمع الفلسطيني.. وأخيرا دعنا نقول بان حركة حماس تتفق مع اللجنة الرباعية في ضرورة محاربة الفساد وسوء الإدارة حتى تصل المساعدات لمن يستحقها وتستفيد جميع الفئات كل على حسب حاجته..

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع