وليد رباح

رئيس تحرير اسبوعية صوت العروبة ، الولايات المتحدة

wrabah@arabvoice.com

  5/4/2005

عباس قرضاي .. حل عنا يا ..!!

 

كلما أوغلت في فهم ما يجري في عقل السلطة الوطنية الفلسطينية .. كلما ازددت بلاهة وهبلا .. فرغم اجتراح المعجزات في بعض المواقف .. الا اننا ندرك ان المواقف المتناقضة بين الموجود والمتوقع .. يثير فينا الضحك اكثر ما يثير من الرثاء .. ولا ادري ان كان الشعب الفلسطيني قد توقف عن التوالد .. فلم يعد فيه غير قريع وعباس ودحلان وشعث  وشلة (المزيكاتي) حسب الله .. وكأنى بهؤلاء قد اصبحوا قدرا علينا لا يجوز لنا العيش الا بهم .. ومن اجلهم .. حتى بتنا ننام على التصريحات ونصحو على الفلتان الامني .. نستفيق فزعين على العقلانية التي ترتسم على وجوه اولئك القوم .. ظانين ان اسرائيل سوف تعطينا بالكلام الحلو ما رفضت اعطاءه ما قبل التهدئة .. ونهب واقفين على كوابيس وطنية تدعو الى سحب السلاح والالتزام بالقانون .. في وقت يرفض فيه شارون وجيشه أي نوع من الالتزام حتى بادنى المثل الاخلاقية التي يتحلى بها انسان قيل انه في القرن الحادي والعشرين .

وبما أن الالتزام والقوانين في هذا العصر اصبحت تندرج تحت قائمة (الوطنية) خشية أن تتهم بالإرهاب . فان عباس قد تمادى فيها حتى انه خلع آخر قطعة من ملابسه الداخلية امام القوة الطاغية لجيش مدجج بكل انواع القهر والارهاب .. وبحجة تغير العصر والمستجدات الدولية .. يطلب الى المقاتلين الذين سالت دماؤهم شلالات وانهارا ان يتوقفوا عن بذل المزيد  .. أكثر من هذا جمع سلاحهم في مستودعات السلطة حتى يصيبها الصدأ .. مقابل ان ترضى اسرائيل ان تجلس مع عباس .. الذي سيصبح بعد هذا الامر دون (لباس) . مع ما يستتبع ذلك من ان على الفلسطيني ان يقدم وردة لكل دبابة تطلق قذيفة على المدنيين الامنين .

ورغم أننا ندرك الصعوبات الجمة التي تواجه المدعو عباس .. ابن فرناس .. الا اننا ندرك ايضا .. ان شيئا من الكرامة لا يضر .. وان قليلا من التمسك بالاهداف الوطنية لا يلغي كراسي الحكم .. وان بعضا من التمسك بالثوابت أمر لا بد منه .. والمسألة كلها مسألة عض اصابع .. فمن يتوجع اولا فهو الخاسر .

نحن نطلب أن تكون هناك يد حديدية لمن يرتكبون جرائم مدنية .. أما اليد الحديدية التي يهدد بها عباس لكل من يخرقون التهدئة .. فاننا نطلب ان يسود هذا الامر على الجانبين والا .. فسوف تتحول تلك اليد الى يد خشبية بحاجة الى عود كبريت لكي يشعلها  ويستريح منها عباس ويريحنا ايضا ..

هذه السلطة بحاجة الى تغيير كلي وليس ترقيعا .. فالرقعة دائما كالبثور على الوجه الحسن .. واني لاعتقد ان الشعب الفلسطيني ما زال يتوالد .. وما زالت نساؤه تنجب صبيانا وبناتا .. بدليل ان الاطفال الذين يموتون نتيجة القصف اكثر من الشباب .. فما نفع أن تكتم انفاس شعب يريد حقوقه من خلال النضال .. اذا كان الطرف الاخر لا يقيم وزنا لكل اتفاق قد يحدث حاليا او مستقبلا .. أم ان عباس اصبح قرضاي آخر .. ينفخ في آلة موسيقية نحاسية في غزة .. فيسمعه عربان آخر الزمان يعزف لحنا جميلا .. ولله في خلقه شئون .  

 

الى صفحة مقالات وآراء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع