وزير الثقافة الفلسطيني يقاضي الشاعر عثمان حسين لاتهامه بالفساد في دنيا الوطن



في قضية هي الأولى من نوعها تقدم وزير الثقافة الفلسطيني يحيي يخلف بقضية إلى النيابة العامة الفلسطينية يتهم فيها الشاعر الفلسطيني عثمان حسين بالقذف والتشهير به عبر وسائل الإعلام. وتطور الخلاف الذي كان واقعا بين وزير الثقافة والشاعر الفلسطيني ليصبح قضية في نيابة غزة التي فتحت تحقيقا بناء على شكوى الوزير الفلسطيني, وبناء عليه فقد تقدمت نيابة غزة بطلب استدعاء إلى الشاعر الفلسطيني محمود حسين للتحقيق معه حول ما جاء في شكوى الوزير يحيي يخلف.


ملايين وزارة الثقافة كانت السبب على ما يبدو في إثارة هذه القضية ووصولها إلى سدة القضاء الفلسطيني بعد أن كانت مجرد حديث أدلى به الشاعر عثمان حسين لإحدى وسائل الإعلام المحلية الفلسطينية, فما هي حكاية ملايين الثقافة التي يدعي البعض أنها وصلت إلى الوزارة والى وزيرها حتى قبل أن يصبح وزيرا ثم اختفت دون أن يطبع كتابا ثقافيا واحدا أو ينفذ مشروعا ثقافيا بهذه الأموال.


عثمان حسين فتح النار على وزير الثقافة


بدأت الحكاية عندما فتح الشاعر عثمان حسين النار على وزارة الثقافة ووزيرها خلال حوار أجرته معه صحيفة " دنيا الوطن " الالكترونية الفلسطينية المحلية على شبكة الانترنت. وقال حسين في الحوار" قبل أكثر من عام منحت منظمة ألكسو المنبثقة عن جامعة الدول العربية مليون دولار لرئيس المجلس الأعلى للثقافة الفلسطيني الروائي يحيى يخلف (وزير الثقافة في حكومة السلطة الفلسطينية حاليا) من أجل طباعة كتب للأدباء الفلسطينيين وباليد وأمام شهود قامت الدكتورة ريتا عوض بتسليم الشيك للأخ يحيى في تونس".


وأضاف: "لم يطبع الأخ يحيى كتابا واحدا ليخزي العين، في حين أن عشرات الأدباء الشباب في غزة والضفة لديهم أكثر من 3 مخطوطات لكل واحد منهم، ولم يصدر لهم أي كتاب من قبل خاصة في قطاع غزة ولا أحد يعلم شيئا عن مصير المليون دولار".


وتابع "بعد 3 شهور سلمت وزيرة الخارجية النرويجية وزير الثقافة الفلسطيني الروائي يحيى يخلف 5 ملايين يورو لدعم الثقافة الفلسطينية، وحين نحل ضيوفا على الشاعر احمد دحبور مدير عام الوزارة بقطاع غزة في مكتبه يقسم لنا أن القهوة التي نشربها على حسابه الخاص نظرا لعدم وجود أية مصاريف خاصة بالضيافة في الوزارة، طيب، وبعدين والى متى ؟ ".


وقال الشاعر عثمان حسين لـ"العربية.نت"،" لقد سمعت نبأ تسلم الكاتب الكبير يحيي يخلف شيك بقيمة مليون دولار من قبل احد الشعراء والكتاب وقد قال هذا الشاعر أن ذلك حصل في تونس قبل قرابة العام ونصف وقد قدم الشيك من قبل منظمة الالكسو وهي منظمة الثقافة والعلوم المنبثقة عن جامعة الدول العربية, وقد قدمت هذه المليون دولار لدعم الكتاب الشبان الفلسطينيين في إصدار مطبوعات لهم".


وأضاف الشاعر عثمان حسين "لقد أبلغني الشاعر المذكور انه سمع هذا الكلام من قبل الكاتب والشاعر " ا. د " الذي كان الشاهد الوحيد على تسلم الكاتب يحيي يخلف لهذا الشيك من قبل الدكتورة ريتا عوض المسئولة في المنظمة العربية".


شاهد يؤكد وآخر ينفي


أما الخمسة ملايين يورو -يقول حسين- فقد ابلغني بها أيضا نفس الشخص وقد سمعها أيضا من " ا. د " كما أن الصحف الفلسطينية كتبت عنها قبل حوالي خمسة اشهر, حيث نقلت الصحف أن النرويج قدمت خمسة ملايين يورو تبرعا منها لوزارة الثقافة الفلسطينية.


واتصلت "العربية.نت" بالشاعر المذكور الذي طلب أولا عدم الإشارة إلى اسمه واعترف بأنه تحدث إلى عثمان حسين بشأن المليون دولار والخمسة ملايين يورو، لكنه رفض الإفصاح عن مصادره مكتفيا بالقول " انه لا يريد مشاكل مع احد".


أما الشاعر "أ.د" فقد نفى لـ"العربية.نت" معرفته بهذا الشأن قائلا " أنا لست طرفا في هذه القصة لا من بعيد ولا من قريب ". وبالعودة ثانية للشاعر عثمان حسين الذي أكد بأن المذكور ابلغه بهذه المعلومات وطلب منه نشرها في الصحف والحديث عنها لأنه لا يستطيع الحديث عن هذه القضية لأسباب خاصة بطبيعة عمله.


الوزير يتحدث


من جهته قال وزير الثقافة الفلسطينية يحيي يخلف أن هذا غير صحيح, فالمنظمة العربية للتربية و الثقافة والعلوم " الكسو " هي منظمة تعمل في إطار الجامعة العربية ولديها برامج لدعم المؤسسات الثقافية والتربوية في الأراضي الفلسطينية و"أنا عضو مجلس تنفيذي في هذه المنظمة, وعملنا في المنظمة يتم من خلال اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم حيث يقدم إلى منظمة الالسكو مشاريع تربوية وثقافية لمختلف الوزارات ولمؤسسات المجتمع المدني والمنظمة تقوم بدعم جزئي لمثل هذه المشاريع وأحيانا دعم كلي".


ونفى يخلف الواقعة قائلا "لم تقدم المنظمة مبلغ مليون دولار كما ذكر احد الأشخاص لمشاريع طباعة. وزارة الثقافة والمؤسسات الأخرى تقدم مشاريع صغيرة في هذا المجال فتبحثها الكسو ثم إذا ما قررت دعمها فان هذا الدعم يتم من خلال اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم الموجودة في رام الله واللجنة الوطنية هي التي تحول المبالغ إلى الجهات المستفيدة بعد أن تصل الأموال باسمها والى حسابها وليس باسم أشخاص أو حسابات أشخاص, لم نتسلم شيكا بمبلغ مليون دولار لان المنظمة العربية لم تدفع مثل هذا المبلغ من قبل, أنا لم استلم أي شيك أو أي مبلغ من هذه المنظمة".


من جهتها استهجنت الدكتورة ريتا عوض لـ"العربية.نت" موضحة" هذا الكلام غير صحيح, وهذا لم يتم مطلقا, المنظمة أصلا ليس لديها مليون دولار, والكاتب الأستاذ يحيي يخلف لم يأخذ مني أي شيك, نحن نقوم بدعم وزارة الثقافة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية بشكل عام من خلال اللجنة الوطنية الفلسطينية ويتم هذا الدعم بأساليب منظمة عليها رقابة شديدة ".


وأضافت عوض" باستطاعتك أن تنقل على لساني وأنا مسئولة وحدة فلسطين في الالكسو أن الأستاذ يحيي يخلف لم يستلم أي شيك مني أو من منظمة الالكسو وان الدعم الذي نقدمه نحن يذهب إلى مشاريع معينة ومدروسة ومن خلال لجان واضحة ومعروفة وعليها رقابة شديدة ".
قضية الخمسة ملايين يورو.


وعن الخمسة ملايين يورو قال وزير الثقافة الفلسطيني " هذا كلام مؤسف وافتراء آخر, حين يدعي الشخص نفسه بان وزيرة الثقافة النرويجية قد سلمتني شيك بمبلغ خمسة ملايين يورو, هذا غير صحيح وبامكانكم أن تتصلوا بمكتب النرويج التمثيلي أو القنصلية النرويجية للتأكد من هذا الأمر, نحن سنتقدم بشكوى إلى القضاء للتحقيق في هذا الموضوع واعتقد أن هذا نوع من القذف والإساءة إلى المؤسسة ولي شخصيا, لهذا نحن سنلجأ إلى القضاء للتحقيق في هذا الموضوع, وأنا هنا انفي نفيا قاطعا أن نكون قد استلمنا مبالغ كهذه ".


من جهته أكد القائم بأعمال ممثل النرويج لدى السلطة الفلسطينية اينار لاند مارك لـ"العربية.نت" وجود تعاون بين دولة النرويج والسلطة الفلسطينية في مجالات الثقافة وغيرها إلا انه نفى أن تكون دولة النرويج قد منحت وزارة الثقافة مبلغ خمسة ملايين يورو.


وبالعودة مرة أخرى للشاعر الذي فجر الأزمة عثمان حسين، أكد لـ"العربية.نت" انه لم يكن يستهدف وزير الثقافة بشخصه أو بمنصبه عندما تحدث عن هذه القضية، وانه لم يفتر على الرجل لأنه كان قد حصل على المعلومات من أشخاص ثقات، لكنهم على ما يبدو لم يكونوا صادقين معه، و أرادوا التغرير به وإيقاع الدسيسة بينه وبين وزير الثقافة, وأضاف حسين انه لا يمانع في الاعتذار لوزير الثقافة الفلسطيني إذا ما تطلب الأمر ذلك.


*العربية نت-مهيب النواتي

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع