وساطة لعقد "صفقة" بين سهى والسلطة

عبد الرحيم علي - إسلام أون لاين.نت/ 8-11-2004

شرع وسطاء الإثنين 8-11-2004 في مساعي مكثفة بين سهى عرفات قرينة الرئيس الفلسطيني ووفد السلطة الفلسطينية الذي وصل باريس مساء الإثنين 8-11-2004؛ للتوصل إلى "صفقة" بين الجانبين تهدف إلى إقناع سهى عرفات بالسماح للسلطة بتقرير الموقف النهائي لصحة زوجها وإعلان وفاته، مقابل تنازلات "مالية" من السلطة لها، وفق ما كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع لـ"إسلام أون لاين.نت" مساء الإثنين 8-11-2004.

كما أشارت هذه المصادر الموجودة حاليًّا في باريس إلى أن الوفد الفلسطيني الذي يضم محمود عباس (أبو مازن)، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأحمد قريع (أبو علاء) رئيس حكومة السلطة الفلسطينية، والدكتور نبيل شعث وزير الخارجية، وعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، سيجري في هذا السياق مباحثات عاجلة مع كبار المسئولين الفرنسيين وفي مقدمتهم الرئيس جاك شيراك وكذلك مع وسطاء بينه وبين سهى عرفات. ولم تكشف المصادر عن هوية هؤلاء الوسطاء.

إعلان "أحادي" وارد

وأضافت المصادر أن هذه المباحثات قد تسفر في النهاية عن تمديد مهلة -كانت قد طلبتها أصلاً السلطة من باريس للتكتم على خبر وفاة عرفات- ليومين آخرين لتنتهي صباح الخميس 11-11-2004.

غير أنها لم تستبعد في حال فشل هذه المباحثات أن تبادر السلطة إلى "إعلان أحادي" من جانبها عن وفاة عرفات.

وكانت قيادات السلطة الفلسطينية طلبت مطلع الأسبوع الجاري من مستشفى بيرسي العسكري مهلة 36 ساعة قبل الإعلان عن وفاة الزعيم الفلسطيني رسميًّا من أجل ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية. وكان من المفترض أن تنتهي هذه المهلة الإثنين 8-11-2004 لتعلن بعدها السلطة وفاة عرفات، إلا أنه حال دون ذلك تمسك سهى عرفات كمواطنة فرنسية واستنادًا للقانون الفرنسي بعدم رفع أجهزة التنفس الصناعي عن عرفات بالرغم من تأكيد الأطباء أنها لم تَعُد لها فائدة.

كما هددت سهى عرفات باللجوء إلى القضاء الفرنسي لمنع مسئولى السلطة من الاعتداء على حقها بشأن تقرير وضع عرفات الصحي.

ويعطي القانون الفرنسي لأسرة المريض فقط (الزوجة والأبناء) الحق في اتخاذ كافة القرارات المتعلقة بحالته الصحية إبان فقده للوعي، وهو ما تتمسك به سهى عرفات باعتباره حقًّا من حقوقها، الأمر الذي تتفهمه "قانونًا" السلطات الفرنسية جيدًا.

وفي اتصال هاتفي أجرته "إسلام أون لاين.نت" الإثنين 8-11-2004، أوضحت هذه المصادر الفلسطينية التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن جهودًا مكثفة تبذل مع السيدة سهى عرفات لإقناعها بالعدول عن موقفها المتشدد تجاه الوضعية الصحية للرئيس؛ لما لذلك من أضرار على الوضع الفلسطيني الداخلي.

مضمون الصفقة

وأضافت المصادر أنه في هذا السياق فإن شخصيات تحظى بقبول الجانبين (السلطة وسهى عرفات) تحاول إبرام "صفقة" مع قرينة الرئيس تسمح بتقديم عدة تنازلات من قبل السلطة تتعلق ببعض الحسابات المالية الخاصة التي تملكها سهى والتي كانت السلطة تعتزم مساءلتها عنها باعتبارها أصلاً ملكًا لعرفات بصفته رئيس السلطة، مقابل العدول عن موقفها والسماح للقيادة الفلسطينية بتقرير الموقف النهائي من حالة الرئيس الصحية.

وكانت سهى عرفات قد اتهمت في وقت سابق الإثنين 8-11-2004 عبر نداء بثته قناة الجزيرة القطرية محمود عباس وأحمد قريع ونبيل شعث بأنهم يسعون "لدفن عرفات حيًّا"، ووصفتهم بأنهم "حفنة من المستورثين"، وهو ما دفع الطيب عبد الرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية إلى اتهامها بمحاولة "تحطيم قرار القيادة" الفلسطينية.

كما انتقد محمد رشيد أحد مستشاري عرفات بشدة تصريحات سهى، وقال: إنها سببت "إرباكًا شديدًا" لدى القيادة الفلسطينية، مضيفًا "أنها لحظة مأساوية ومؤلمة. كان الأولى ألا تدلي السيدة سهى عرفات بمثل هذه التصريحات. إني لا أفهم دوافعها".

شيراك يتدخل

ومن المتوقع أن يقوم الوفد الفلسطيني -بحسب المصادر نفسها- بعقد اجتماع داخل وزارة الخارجية الفرنسية مع المسئولين الفرنسيين للاطلاع على كافة الفحوصات المتعلقة بالرئيس الفلسطيني منذ دخل المستشفى للعلاج قبل أسبوع.

وأوضحت هذه المصادر أن هذا الاجتماع سيعقبه زيارة إلى مستشفى بيرسي حيث يرقد عرفات؛ لمشاهدة الرئيس رأي العين والاستماع لشرح تفصيلي من الأطباء المعالجين يوضحون فيه التكيف العلمي للحالة الصحية للرئيس.

وأعلن المكتب الإعلامي للإليزيه مساء الإثنين 8-11-2004 أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيستقبل الثلاثاء 9-11-2004 الوفد الفلسطيني للوقوف مباشرة على الوضع الصحي لعرفات. بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال الطبيب الجنرال كريستيان أستريبو المتحدث باسم الجهاز الصحي للجيش الفرنسي مساء الإثنين: إن عرفات "لا يزال موجودًا" في قسم العناية المركزة في مستشفى بيرسي في كلامار وأن "وضعه مستقر".

غير أن أستريبو أقر بأن هذا التصريح "أعد ضمن احترام التحفظ المطلوب من السيدة عرفات زوجته"، في ما بدا أنه إشارة ضمنية إلى رغبة سهى عرفات في عدم رفع أجهزة التنفس الصناعي عن زوجها رغم وفاته إكلينيكيًّا.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع