الوفد الفلسطيني يقرر زيارة عرفات رغم موقف زوجته
عرفات يتوسط قيادات فلسطينية في بداية رحلته العلاجية (الفرنسية)
قرر الوفد القيادي الفلسطيني المضي قدما في خططه للسفر إلى باريس اليوم
للوقوف على الحالة الصحية للرئيس ياسر عرفات رغم النداء المحرج الذي
وجهته زوجة عرفات.
واتهم الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة الفلسطينية سهى زوجة الرئيس
عرفات بمحاولة "تحطيم قرار القيادة" الفلسطينية.
سهى
رافقت زوجها إلى باريس (الفرنسية)
واتهمت سهى عرفات القيادة الفلسطينية بأنهم يحيكون مؤامرة ضد زوجها
المريض ويريدون أن يروه ميتا، ووصفتهم عبر نداء وجهته من خلال الجزيرة
بأنهم "حفنة من المستورثين يريدون دفن الرئيس ياسر عرفات حيا".
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس
الوزراء السابق محمود عباس ورئيس الوزراء أحمد قريع ووزير الخارجية
نبيل شعث يعتزمون التوجه إلى باريس في وقت لاحق اليوم لرؤية عرفات.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن القائمين على القيادة في الوقت الراهن
يشعرون بالإحباط بسبب نقص المعلومات المتوافرة عن حالة عرفات الصحية،
ولذلك قرروا إرسال وفد رفيع إلى باريس للوقوف على الحقيقة.
ملكية خاصة
ورفض مسؤولون وفصائل فلسطينية تصريحات زوجة عرفات، وهاجم المسؤول في
حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) سفيان أبو زايدة زوجة الرئيس
الفلسطيني وقال إنه ليس ملكية خاصة لسهى. وأضاف أن الشعب الفلسطيني لا
يعرفها، قائلا "هذه امرأة لم تر زوجها لثلاث سنوات خلال الانتفاضة".
واعتبر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة فوزي برهوم
أن تصريح سهى عرفات فاجأ الجميع وخلط الأوراق، معبرا عن رفضه إشغال
الساحة الفلسطينية بما سماه قضايا شخصية ومهاترات سياسية.
واستبعد برهوم في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن يكون الوفد الفلسطيني
المتوجه لفرنسا هدفه ما ذهبت إليه زوجة الرئيس.
ومن
جانبه اعتبر ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين باللجنة التنفيذية
لمنظمة التحرير تيسير خالد تصريحات سهى عرفات بأنها غير مقبولة وطالبها
بالبقاء بعيدة عن التدخل في الشأن السياسي.
وأكد خالد في تصريح للجزيرة أن الرئيس عرفات ليس شخصية عادية ومن حق
جميع مكونات الساحة السياسية أن تكون إلى جانبه في وضعه الصحي الحالي،
معبرا عن احترامه لمشاعر سهى كزوجة.
مشكلة قانونية
كرسي عرفات فارغ بين قريع وعباس (الفرنسية)
وأوضح مراسل الجزيرة في باريس أن مصدر شح وتضارب المعلومات حول صحة
عرفات ذو طبيعة قانونية، إذ أن القانون الفرنسي يسمح فقط
لزوجته بامتلاك المعلومات حول صحته والتصرف فيها.
وأشار المراسل إلى أن عددا من رفاق عرفات الذين صاحبوه في رحلته
العلاجية إلى فرنسا لم يسمح لهم بزيارته داخل المستشفى.
ولمعرفة الوضع عن قرب، طلب المسؤولون الفلسطينيون تصريحا من السلطات
الفرنسية بزيارة رئيسهم في مستشفى بيرسي العسكري بضاحية كلامار بباريس
للوقوف على حقيقة وضعه الصحي.
ورغم محاولة سهى عرفات بعث روح الطمأنينة حول صحة زوجها، أفاد
مسؤول فلسطيني كبير أن الوضع الصحي للرئيس غاية في الخطورة.
المصدر:
الجزيرة + وكالات |