فيديو
كليب : ابعاد الرئيس عرفات !!
بقلم : رأفت كرم
منذ ما يزيد عن العامين وتحديداً منذ نيسان ابريل 2002 ، تاريخ اجتياح
المدن الفلسطينية في الضفة الغربية والتي كانت تسمى حسب اتفاقية اوسلو
1993 مناطق "أ" اي مناطق السيادة الفلسطينية ، منذ ذلك التاريخ والذي
اسماه الاسرائيليون ، عملةي السور الواقي ، ويدور الحديث عن ابعاد
الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الأراضي الفلسطينية .
اتخذ القرار في المطبخ السياسي الأمني في اسرائيل ولكن بقي التوقيت
المناسب لتنفيذ ذلك القرار الاسرائيلي .
يسعى الاسرائيليون لإكمال هذا الفيديو كليب الى الحصول على الضوء
الأخضر الأمريكي والذي يدرسه الأمريكان بحذر وتواجههم والاسرائيليين
عقبتين :
الأولى : المكان الذي سيتم ابعاد الرئيس عرفات اليه .
والثاني : التوقيت المناسب لذلك .
ومنذ اتخاذ ذلك القرار وحتى اليوم ، يجري التمهيد لتنفيذاته ، ومن
اجراءات هذا التمهيد :
1) محاصرة عرفات في مقره في مقاطعة مدينة رام الله ومنعه من الحركة الى
باقي المدن الفلسطينية ولم يسمح له بذلك الا مرة واحدة ليطلع على حجم
الدمار الذي الحقته الآلة العسكرية الاسرائيلية في مخيم جنين والمدينة
القديمة من نابلس .
2) تهميش عرفات والضغط عليه للتوقيع وتنفيذ عدد لا يحصى من الاملاءات
وهدف هذه الضغوط تجريد الرئيس عرفات من كافة صلاحياته قبل ان يتم
ابعاده ، ونم هذه الضغوط والاملاءات :
أ- اجباره على تعيين رئيس وزراء وكان هذا الموقع من صلاحيات عرفات .
ب- اجباره على تعيين وزير داخلية وكان هذا الموقع من صلاحيات عرفات .
ج- اجباره على تسليم كامل الصلاحيات السياسية لرئيس الوزراء والأمنية
لوزير الداخلية وهنا وجد عرفات صيغة ( مجلس الأمن القومي ) ليهرب من
هذا الاجراء ولكن هذه الصيغة لم تعجب الأمريكان ولا الاسرائيليين .
د- اجبار عرفات على آلية محددة مالياً لأجهزة الامن وقد رضخ لذلك في
شهر 6/2004 .
ه- وما زال امام الأمريكان مجموعة أخرى من الاملاءات بهدف تجريد الرئيس
عرفات من كل صلاحياته الامنية والسياسية ، ولكن الرئيس عرفات بخبرته ،
يتنازل عن اوراقه ببطئ شديد .
3) ينتظر الاسرائيليون والأمريكيون ان يشكل هذا الضغط وان يؤدي الى ان
( يموت الرئيس عرفات "موتاً طبيعياً" ) تحت هذا الضغط وتأتي الامور
بهذا الشكل ، ولكن الله امد في عمر عرفات ابن ال76 عاماً حتى يحضر
ويعيش باقي الاملاءات .
4) بين فترة وأخرى يخرج شارون ووزير دفاعه موفاز ورئيس اركانه يعلون
ووزير خارجيته سلفان شالوم ليذكروا عرفات والشعب الفلسطيني ان قرار
ابعاد الرئيس عرفات ما زال قائماً وما زال الامريكيون في حساباتهم
الدقيقة يقفون ضد قتل او اسر عرفات وينتظرون مع الاسرائيليين التوقيت
المناسب لإبعاده ويقومون بالتحضير لما بعد ابعاد عرفات على مستويين :
المستوى الاول : التحضير لمن سيحل محل عرفات من المرضي عنهم امريكياً
واسرائيلياً
والمستوى الثاني : يدرسون ابعاد عملية ابعاد عرفات فلسطينياً وعربياً .
وعرفات يدرك جيداً خطورة ابعاده على كافة المستويات ويدرك جيداً خطورة
التنازل دفعة واحدة عن اي من صلاحياته ومن هنا يدور الحديث عن مجموعة
من السيناريوهات اهمها :
ايصال الفلسطينيين داخلياً وتحت الضغط اليومي الأمني والاقتصادي
والعسكري الى الغرق في همومهم والوصول الى الطريق المسدود ، وفي نفس
السياق يقوم الأمريكيون بالضغط السياسي الهائل على العرب والأوروبيين
والعالم بعدم التعامل سياسياً مع عرفات وتهميشه وتركه وحيداً في مقاطعة
رام الله دون ان يقوم احد من السياسيين بزيارته.
ولكن ما هو آخر "آكشن" في فيديو كليب ابعاد الرئيس عرفات ؟؟! ومت يتم
"تصويره" ؟!
ربما تكون فترة الانتخابات الأمريكية مثلاً موعداً مناسباً حيث سيقوم
الاسرائيليون بإستغلال هذه الفترة الزمنية وقبل تسلم الرئيس الجديد في
البيت الأبيض وربما يجري الاعداد لذلك ولكن يبقى التكهن الى اين يتم
ابعاد عرفات ؟؟
ربما تقوم مصر بإنقاذ الموقف "من باب انساني " وتعتبر استقبال عرفات
موقفاص قومياً وانسانياً كما فعلت مصر ايام السادات مع شاه ايران عندما
لم يجد الشاه الا الضيافة الاجبارية لصديقه السابق انور السادات ؟؟؟!
وللحديث بقية ....
|