حذر المنسق الأعلى لشؤون السياسة الخارجية والدفاع في الاتحاد
الأوروبي خافيير سولانا من احتمال وقف مساعدات الاتحاد إلى
السلطة الفلسطينية في حال فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية
القادمة.
وقال سولانا في أعقاب محادثات أجراها مع شمعون بيريز نائب رئيس
الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في تل أبيب "من الصعب جدا أن
يكون شركاؤنا في المستقبل أحزابا لا تدين العنف.. دون أن تغير
هذه المواقف".
وأوضح سولانا أن السلطة الفلسطينية التي تتضمن أحزابا لا تدين
العنف ولا تعترف بحق إسرائيل في الوجود قد لا تتمكن من الاستمرار
في الحصول على المساعدات الدولية التي تقدر قيمتها بحوالي مليار
دولار سنويا.
وقام ممثل الاتحاد الأوروبي بعد هذه التصريحات بجولة تفقدية في
قطاع غزة شملت زيارة إلى مكتب الاتحاد الأوروبي لدعم السلطة
الفلسطينية، وزيارة معبر رفح الحدودي برفقة مسؤولين أوروبيين
وفلسطينيين.
جاءت تصريحات سولانا بعد ساعات قليلة فقط من دعوة مدير عام وزارة
الخارجية الإسرائيلية رون بروسور الاتحاد الأوروبي إلى أن يحذو
حذو مجلس النواب الأميركي الذي أعلن معارضته مشاركة حماس في
الانتخابات التشريعية المقررة في 25 يناير/ كانون الثاني.
وكان مجلس النواب الأميركي حذر السلطة الفلسطينية من أنها تخاطر
بفقدان الدعم والمساعدة المالية الأميركية إذا سمحت لحماس
بالمشاركة في الانتخابات التشريعية.
رفض فلسطيني
من جانبها قالت السلطة إن هذه التصريحات "غير مقبولة"، واعتبر
صائب عريقات الوزير بالحكومة الفلسطينية تصريحات سولانا "تدخلا
مباشرا" في الشؤون الداخلية للفلسطينيين، وقال إن على سولانا
وغيره احترام اختيار الشعب الفلسطيني.
أما حركة حماس فأكدت ثانية إدانتها لهذه المواقف. واعتبر الناطق
الإعلامي باسم الحركة سامي أبو زهري أن الضغوط الدولية على حركته
تشكل انحيازا تجاه إسرائيل، مؤكدا تمسك حماس بالمشاركة في
الانتخابات ورفض أي تدخل خارجي فيها.
 |
عمليات القصف الإسرائيلي لقطاع غزة مستمرة
رغم الانسحاب منه (رويترز) |
الممر الآمن
وفي سياق آخر أكد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أن تل أبيب
لن تسمح بتشغيل الممر الآمن التجريبي بين قطاع غزه والضفة
الغربية إلا بعد أن تتأكد من أنه "لا يشكل خطرا على أمنها".
وأرجع موفاز خلال تقرير قدمه في الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء
موقف حكومته إلى ما سماه "عجز السلطة الفلسطينية والأزمة الخطيرة
التي تهزها إثر الخلافات في حركة فتح مقابل التنامي الكبير لحركة
حماس".
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن ذلك لا يتيح لإسرائيل فتح
الممر الآمن خشية تصاعد العمليات الفلسطينية.
وكان من المفترض أن تنطلق أول قافلة حافلات بين قطاع غزة والضفة
الغربية الخميس الماضي ولكن إسرائيل أرجأت تنظيم هذه القوافل بعد
عملية نتانيا الفدائية التي أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين.
من ناحية ثانية استشهد الفلسطيني لقمان محمد أبو ذكري في شمال
قطاع غزة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي قالت إنه كان
يحاول اجتياز الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل في وقت
متأخر من مساء أمس السبت.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من غارة على قطاع غزة في وقت
متأخر من يوم أمس وصباح اليوم أسفرت عن جرح ثلاثة فلسطينيين وهم
شرطيان وفتاة.
يأتي ذلك القصف بعد ساعات من استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين
أمس بغارة جوية إسرائيلية على سيارة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال شهود إن الشهيد هو خالد أبو ستة من عناصر كتائب أحمد أبو
الريش التابعة لحركة فتح.
وفي تطور آخر أفاد مراسل الجزيرة في نابلس أن الشرطة الفلسطينية
ضبطت سيارة محملة بالمتفجرات كانت متوقفة في ساحة مستشفى رفيديا
في نابلس بالضفة الغربية. وقال المراسل إن السيارة لم تحمل أي
لوحات فيما قام خبراء المتفجرات بتفكيكها بعد أن أخلوا المنطقة
من المواطنين.
|