ظواهر تعكس انحطاطاً وتستدعي وقفة جادة:
يحدث في مدارسنا... فمن يقرع ناقوس الخطر؟؟!!

كتب علي سمودي –خاص بـ"أمين"
تتفاخر بانها تمتلك ثلاثة اجهزة خلوية سرا، ولا تجد حرجا في ابلاغ زميلاتها عن مغامراتها على الهاتف خلال ساعات الليل حيث يغط الاهل في سبات عميق..!! وتبدأ السهرة لتستبدل ساعات الدراسة بكلام الحب والغزل الذي يرهق جسدها فتنهض في الصباح كسولة، ولكن خوفها من عائلتها يرغمها على التوجه لمقاعد الدراسة لتقضي وقتها في التباهي امام زميلاتها حول علاقاتها المختلفة و"الجرئية" كما تسميها مع الشبان..

السطور اعلاه تلخص حكاية طالبة في احدى المدارس الثانوية في جنين تتناقلها السن الطالبات وسط مشاعر الذهول والريبة والقلق، ولكن ما يثير القلق اكثر انها ليست الوحيدة.. فهناك المزيد من الطالبات اللاتي يمارسن نفس السلوك كما تحدثنا بعض الطالبات  في غياب رقابة الاهل وعجز المدرسة عن المتابعة في ظل الظروف الصعبة السائدة رغم خطورة ما تمارسه تلك الطالبات من مسلكيات..

 فتلك الطالبة التي تصفها الكثيرات من بنات صفها بـ"الوقحة" رغم ان قلة ممن يشاركنها السلوك يصفنها بالجريئة تنحدر، كما تقول احدى زميلاتها، من اسرة فقيرة ومعدمة وبالكاد توفر قوتها اليومي.. ورغم ذلك فانها، كما تقول تلك الطالبة، لا تقدر ظروف عائلتها وتصر على اقتحام ميدان العلاقة مع الشبان بهدف التسلية وليس البحث عن شريك العمر.. فقد ابلغت الفتاة زميلاتها ان هواتفها الخلوية هدايا من اصدقائها الذين تخدعهم فيملؤون لها الهاتف بالكرتات لتبقى معهم على الخط الساخن الذي لا ينقطع.. وتؤكد لصديقاتها، وفق الفتاة "ع" انها تقوم بعملية الاتصال من داخل المنزل بسهولة ... فما عليها سوى ان ترسل رسالة صغيرة لصديقها حتى يعود اليها مسرعا على هاتفها الذي تتفنن في اخفائه حتى لا يعثر عليه احد من أفراد اسرتها ...

 فالوالد تقول الطالبة "ع" يعود من عمله متعبا بعد يوم شاق، والوالدة بعد صلاة العشاء تسترخي للنوم، وهي تعتقد انها اطمأنت على ابنائها، وجميعهم في المراحل الابتدائية والاعدادية.. اما تلك الطالبة فبعد منتصف الليل تدخل لسريرها وتبدأ اتصالاتها التي تستمر حتى ساعات الصباح الباكر..

صورة اخرى..
ورغم ان اجهزة الهاتف الخلوية محظورة في حرم المدارس، الا ان هناك انتشاراً كبيراً لتلك الهواتف لدى الطالبات اللائي يستخدمنها بشكل سري طبعا – ونحن نتحدث عن الطالبات اللواتي يستخدمن الهاتف بطريقة سلبية– فاحدى الطالبات تراجعت في السنوات الاخيرة في تحصيلها بسبب انشغالها في مغامراتها الهاتفية، وتستغل فترة الصباح كما تروي احدى زميلاتها، ما قبل الدخول للفصل او فترة الفسحة لتجلس بين زميلاتها في احدى الزوايا بعيدا عن اعين المعلمات والهيئة التدريسية لتجري اتصالاتها الحميمة مع اصدقائها لكي تغيط زميلاتها وهي تتبادل المواعيد وكلمات العشق والغرام مع الاصدقاء وتحديد موعد ومكان اللقاء عقب الخروج من المدرسة. وتقول الطالبات ان تلك الطالبة تستبدل هاتفها اسبوعيا، ورصيد هاتفها من الدقائق دائما عالي وكبير لانها تمارس سلوكا منافيا للاخلاق رغم ان عائلتها تتمتع بسمعة طيبة وحسنة، ومع ذلك لا تجرؤ صديقاتها على الشكوى او ايصال القضية لذويها او المدرسة تجنبا لردة فعلها، وهربا من المشاكل التي يمكن ان تتسبب بها لهن بالاستعانة مع اصدقائها القادرين، كما تردد دوما على مسامعهن، على افتعال المشاكل.. وتعلق الطالبة "ق. خ" عندما نصحتها وقالت لها: "هذا عيب وعمل خطير واذا علمت المدرسة ستفصلك". فردت الطالبة عليها: "وماذا يفعل صديقي انه سيفصل المعلمة التي تتجرأ على الاقتراب مني، وسيغلق المدرسة؟؟"

محاولات توريط..
في صورة اخرى اشتكت طالبات من محاولات زميلات لهن بتوريطهن مع علاقات مع اصدقائهن من خلال توزيع ارقام هواتفهن. وقالت احدى الطالبات: "فجاة تغيرت صديقتي التي عرفت فيها الاخلاق والطيبة، وبدأت تتحدث عن العلاقات مع الشباب والمتعة في مقابلتهم، واجراء الاتصالات خلال ساعات الليل. وطلبت مني اكثر من مرة مرافقتها لأحد المطاعم في جنين للتعرف على صديقها، فرفضت ونصحتها بالابتعاد عن تلك المسلكيات. وعندما هددتها باخبار اسرتها لانني ارتبط مع العائلة بعلاقة وطيدة قاطعتني وقامت بتوزيع رقم هاتفي الخاص على صديقها الذي اخذ يطاردني ويلاحقني باتصالاته ليل نهار مما اثار شك عائلتي فقامت بسحب هاتفي رغم اني لا استخدمه الا للضرورة"، وهكذا دفعت هذه الطالبة  الثمن دون ذنب؟

صور اخرى..
وتروي الطالبات صور مختلفة لهذه الكوابيس والمظاهر الخطيرة لمسلكيات بعض الطالبات اللواتي يستخدمن المدرسة للتغطية على علاقاتهن او لقاءاتهن التي لا يمكن ان تتم اذا لم ينتظمن في المدرسة.. وتقول احدى الطالبات: "للاسف يوجد طالبات لا يقدرن معني التعليم والاخلاق والثقة الغالية والكبيرة التي تمنحها اياها عائلاتهن، فما ان ينتهي الدوام حتى يسارعن للمواعيد واللقاءات السرية التي تسيء للفتاة، ولا ادري من يتحمل مسؤولية ذلك: الفتاة، ام الاسرة، ام المدرسة؟" ولكن ذلك يحدث ويتكرر.. ورغم ان عدد هؤلاء الطالبات معدود، ولكن الظاهرة خطيرة وينبغي التصدي لها فاذا توجهت لبعض المطاعم الخاصة بالشباب بعد الدوام فانك ستجدها مكتظة، وقلما تعثر على مكان فارغ.. وستجد معظم الحضور طالبات بالزي المدرسي، في حين أن بعضهن يخلعن الزي ويرتدين ملابسهن العادية حتى لا يثرن انتباه احد..!!

طالبات وهدايا للشبان..
ومثلما الطالبات، فان الشبان يتحدثون بتباهي وفخر عن حظهم الموفور في اقامة علاقات مع طالبات يقدمن لهم دوما الهدايا،.. وقال احد الشبان ان صديقته الطالبة في الصف الثاني عشر قدمت له هاتف خلوي هدية، وهي بشكل دائم تزوده بالبطاقات الهاتفية ليتسمر في الحديث الساخن معها خلال الليل. ويضيف: "دوما تتحدث عن قضايا مثيرة وعندما اسألها عن عائلتها تقول ان الوضع آمن وأنهم جميعاً يغطون في النوم العميق"..!!

وروى عدد من الشبان صورة مشابهة لطالبات لا يتوانين عن تقديم وتوزيع الهدايا عليهم فهم عاطلون عن العمل ولا يمتلكون المال لتقديم الهدايا لصديقاتهن.. ففي عيد الحب، يقول احد الشبان، قدمت له طالبة هدية بقيمة 200 شيكل، وآخر حصل على هاتف خلوي حديث ثمنه الفي شيكل..!!

الانترنت والخط الساخن..
ورغم اهمية الانترنت في حياتنا الا ان الاستخدام الخاطئ لها ينتشر في اوساط الطالبات، كما تروي احدى الطالبات التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، وقالت: "يوميا نسمع من الطالبات احاديث عن استخدام الانترنت للدخول للمواقع الجنسية والبحث عن التسلية غير الشرعية، والغريب بل والخطير انهن يقمن بذلك داخل منازلهن، وعندما يحضرن للمدرسة لا يتوانين عن الحديث عن تلك المشاهدات وتوزيع اسماء المواقع، وحث الطالبات على الدخول اليها".. اضافة لذلك تشير الطالبات لانتشار ظاهرة استخدام الخط الساخن حيث يقمن بالاتصال مع مواقع توفر خدمات جنسية، والاشد مرارة، كما تروي مجموعة اخرى من الطالبات ان هناك طالبات يوزعن رسائل عبر الهاتف الخلوي على زميلاتهن واصدقائهن تتضمن نكات جنسية خطيرة لا يجرؤ حتى الشباب على ترديدها ونشرها.. ففي احد المرات جمعت الطالبة "ت. ا" زميلاتها وعرضت عليهن آخر النكات في عالم الجنس، وعندما قرع جرس المدرسة قامت بمسح النكات وهي تقول: "غدا سيرسل صديقي مجموعة اخرى جديدة  وساطلعكن عليها".

لنقرع الجرس..
وبعد.. كثيرة هي الحكايا المريرة التي تنتشر في مجتعمنا، لكن الخوف من ردة الفعل والغضب والعادات والتقاليد تقيد الاقلام والضمائر الحية، ولكن تكرار هذه الصور شجعتني على الكتابة خاصة بعد ان توجهت لعدة هيئات تدريسية وعلمت من مديرات ومدرسات رفضن الكشف عن اسمائهن خوفا من اجراءات الجهات المعنية وتلافيا لردة الفعل من قبل الاهالي، ان ادارات المدارس والمعلمات تبذل كل الجهود للتواصل مع الطالبات وحل مشاكلهن ومعالجة مثل هذه المظاهر، ولكن الخلل الرئيسي يكمن لدى الاسرة التي لا توفر الرعاية المطلوبة لبناتها.. ففي كثير من الاحيان، تقول احدى المديرات، تستدعي مديرة المدرسة اولياء امور الطالبات وتنبههم لبعض المظاهر السلبية، ولكن هناك كثير من الاسر التي لا تهتم ولا تتابع..!! ورغم ان الجميع يؤكد ان تلك المظاهر محدودة وغير منتشرة فان وجودها يؤكد اهمية إثارتها، لان الحديث سيفتح افاقا امام الجميع ليبدأوا بنبش الموضوع. وعندما تحدثت عن بعض هذه الجوانب في "راديو البلد" في جنين تلقيت اتصالات ورسائل من طالبات تحثني على الاستمرار من أجل توعية الاهالي، لان الخوف فرض على الجميع الصمت، لذلك قررت ان ا كسر حاجز الصمت كي نقرع الجرس امام الجميع لأن المسألة تتعلق بجيل بأكمله.. فعندما يبدأ الطاعون بالاستشراء فان لن يفرق بين هذه وتلك، ولن يستثني احدا.. وحديثنا ليس للاثارة او التشويه او المس بأحد فهناك الكثير من الصور النموذجية لطالباتنا التي تستحق التقدير والثناء والاعجاب.

 


 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع