حول تصريحات السيدة كارين أبو زيد المفوض العام للأونروا
 


في أول تصريح لها حول حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم وممتلكاتهم الأصلية ، ارتكبت السيدة كارين أبو زيد خطيئة لا تغتفر في حق اللاجئين ، حين أعلنت في مقابلة لها نشرت على الموقع الإلكتروني لصحيفة معاريف الإسرائيلية ، أن معظم اللاجئين غير مهتمين بالعودة ، وأنهم يعلنون اهتمامهم بهذا الحق ، ولكنهم لا يتمسكون بممارسته ، وأن كبار السن منهم ، هم وحدهم من يرددون ذلك من باب الأحلام ، أو كنوع من الذكريات . وأن المواقف التي تعلن تمسك اللاجئين بحق العودة ، ترفضها أغلبية اللاجئين ، ومنظمة التحرير والقيادة الفلسطينية .
إن السيدة أبو زيد ، بتصريحها هذا ، لم تخطئ في حق اللاجئين فقط ، وإنما أساءَت أيضاً إلى المنصب الذي تتولاه كمفوض عام للأونروا ، وإلى المسؤولية التي يلزمها بها هذا المنصب ، من رعاية شؤون اللاجئين ، والحفاظ على حقوقهم والدفاع عنها ، وتضع نفسها في موضع التعارض مع موقف الأمم المتحدة والشرعية الدولية. ذلك أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنشأت بالأساس ، من قبل الأمم المتحدة ، لرعاية شؤون اللاجئين ، وتحسين أوضاعهم ، حتى تتمكن الأمم المتحدة من إعادتهم لديارهم ، وفق قرار جمعيتها العامة رقم 194 الذي صدر في 11/12/1948 .
كما أن السيدة كرين تغالط الحقيقة حين تدعي أن كبار السن فقط من اللاجئين هم الذي يحلمون بالعودة . فهل كلفت السيدة كرين نفسها أن تزور مخيمات اللجوء سواءٌ في الداخل أو الخارج ـ كما يفرض عليها واجبها ، وأن تسأل أطفالنا الذين لم تتجاوز أعمارهم العاشرة ، عن أسماء مدنهم وقراهم الأصلية ، وعن مدى تمسكهم بحقوقهم وحقوق آبائهم وأجدادهم ، في العودة إلى أراضيهم وديارهم الأصلية ؟ ونعتقد أنها لو فعلت ذلك ، لسمعت غير ما قالته . وربما تكون على علم بالحقيقة ، ولكنها تعمدت أن تقول عكسها لأهداف سياسية .
وحين تدعي السيدة أبو زيد أن منظمة التحرير الفلسطينية غير متمسكة بحق العودة ، فهي تهين الحركة الوطنية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير ، وتهين النضال الوطني الفلسطيني ، بكل التضحيات التي قدمها على مدى أكثر من سبعة وخمسين عاماً ، فهذا النضال وهذه التضحيات ، قدمت على طريق العودة . وعلى السيدة كرين أن تعلم أنها بمثل هذه الادعاءات حول موقف المنظمة وقيادتها من حق العودة ، إنما تشكك في شرعية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني ، ذلك أن المنظمة لم تحظ بثقة الشعب الفلسطيني ، ولم تحصل على تفويضه لها كممثل شرعي ووحيد له ، إلا على قاعدة تمسكها بحقوقه الوطنية الثابتة ، وفي مقدمتها حقه في العودة إلى دياره الأصلية. وحين تتخلى عن هذه الثوابت ، فإنها تفقد صفتها التمثيلية .
ومما يضاعف من خطورة هذه التصريحات ، انها تأتي متساوقة مع لاءات شارون التي يرفض فيها حق اللاجئين في العودة، وبذلك تشكل هذه التصريحات دعماً لشارون ، وتشجيعاً له على المضي في تنكره لحقوق الشعب الفلسطيني . كما أنها تأتي متساوقة مع الضمانات التي منحتها إدارة الرئيس الأمريكي بوش لحكومة شارون، بدعمها له في رفضه لحق العودة . فهل تمثل السيدة كرين ، بتصريحاتها هذه ، موقف الإدارة الأمريكية!!!
وحين تسرب السيدة أبو زيد تصريحاتها المرفوضة هذه عبر صحيفة إسرائيلية ، فكأنها تشجع اليمين الإسرائيلي على مواقفه العنصرية التي تتصاعد هذه الأيام رافضة الحقوق الفلسطينية عامة ، وحق العودة بشكل خاص .
إن التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن حق العودة ، إذ يلفت النظر إلى هذه التصريحات الخطيرة ، ينبه السيدة كرين أبو زيد إلى خطأ وخطورة موقفها ، ويدعوها إلى التوقف عن مثل هذه التصريحات وإلى مراجعة موقفها ، وإلى الالتزام بحدود مسؤولياتها التي لا تسمح لها باتخاذ مثل هذه المواقف . ويحملها مسؤولية المضي في هذا الطريق الخاطئ . كما يدعو جماهير شعبنا الفلسطيني عموماً ، واللاجئين خصوصاً ، وكل الهيئات المدافعة عن حق العودة إلى الحذر من مثل هذه المخاطر والتصرفات ، والتصدي لها ، لوقف كل أشكال التجاوز والتآمر على حقنا الثابت في العودة .
عبد الله الحوراني
المنسق العام للتجمع الشعبي من أجل حق العودة

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع