لماذا يستمرون بالتلويح بقتله؟!
الاثنين 25 تشرين الأول 2004
بقلم عبدالقادر ياسين
منذ
حزيران/يونيو 2001 وأجهزة الأمن الإسرائيلية تسرب تقارير "سرية
جداً" من لدنها، تؤكد بأن إسرائيل على وشك أن تغتال الرئيس الفلسطينى،
ياسر عرفات.
وبعد حين كفت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن هذه اللعبة السمجة، وانتقلت
المهمة إلى
كبار المسئولين الإسرائيليين، حتى وصلت إلى رئيس الوزراء، آرييل شارون
نفسه، ولم
يمل
المستويان، السياسى، والأمنى، فى إسرائيل من ترديد هذه الاسطوانة
المشروخة، رغم
مرور واحد وأربعين شهراً على بدء الشدو بها!.
فما
الذى تبغيه إسرائيل من وراء التهديد بقتل عرفات، أو ترحيله من
مناطق الحكم الذاتى؟!.
لاشك
فى أن إسرائيل إنما تضع على رأس أغراضها هنا ابتزاز عرفات حتى
النخاع، وبنسبة 100 فى المائة.
دون
أن ينفى هذا الغرض رغبة إسرائيل فى إذلال حكام العرب، متمثلين فى
شخص
عرفات.
ومن
يستطيع إنكار أن مثل هذه التهديدات من شأنها تعزيز شعبية شارون وأقصى
اليمين
الصهيونى فى إسرائيل؟!.
إلى
رفع منسوب شعبية عرفات بين الفلسطينيين، بعد تصويره بمن لا يعبأ
بحياته فى سبيل التمسك بالثواب الوطنية!.
ورفع
هذا المنسوب من شأنه توفير فرصة ذهبية لعرفات
كى
يقدم المزيد من التنازلات، فى وقت تجاهل العالم وحكام العرب أمر احتمال
اغتياله
أو
ترحيله.
فضلا
عن
أن
تعزيز موقع عرفات من شأنه تأهيله ليجتمع بمن يشاء من الفصائل
ومقاتليها،
وقادتها.
إذا
انتقلنا إلى الادارة الأمريكية فانها ستوقف التدهور فى صورتها فى الوطن
العربى
والعالم الاسلامى، إذ دأبت تلك الادارة على التشديد على حكومة إسرائيل
كى تحافظ على
حياة عرفات، ولأن حكومة إسرائيل استجابت لهذه المطالب الأمريكية، فان
أصدقاء
الولايات المتحدة الأمريكية فى أوساطنا سيدللون بهذا الإذعان
الاسرائيلى للادارة
الأمريكية على مدى "نزاهة" هذه الإدارة، وانحيازها النسبى لقضايا العرب!.
أما
إذا احتج الرأى العام
العالمى، بالمظاهرات، فان إسرائيل ستبدو ديمقراطية عند استجابتها
لمطالب هذه
المظاهرات، برفع إسرائيل يدها عن عرفات!.
لعل
فى هذا كله ما يسوغ لإسرائيل الاستمرار فى تلويحها باغتيال
عرفات، أو حتى اخراجه من مناطق الحكم الذاتى. أما استمرار حبس عرفات
داخل مبنى
المقاطعة، منذ أواخر مارس/آذار 2002، فيفيد إسرائيل فى أمور عدة، لعل
فى مقدمها
ابقاء القرار السياسى الفلسطينى رهين المحبسين، محبس عرفات ومحبس قوات
الاحتلال
الإسرائيلى. كما أن احتجاز عرفات يبرئه من تهمة عدم التصدى لقوات
الاحتلال
الإسرائيلى فى جرائمها ضد الشعب الفلسطينى فى مناطق الحكم الذاتى. فضلا
عن أن هذا
الاحتجاز يحول دون تدهور شعبية عرفات، الذى يرعى الفساد، ويتمسك
بالفاسدين، ويتباهى
بأن
شارون لا يزال عاجزاً عن ترحيله! لذا لم يكن غريبا أن يظهر آخر استفتاء
للرأى
فى
مناطق الحكم الذاتى وقد احتل عرفات المركز الأول كمرشح للرئاسة
الفلسطينية، فيما
احتل المحتجز الثانى مروان البرغوثى المركز الثانى فى الموقع نفسه. وهل
يمكن للشعب
الفلسطينى إلا أن يتعاطف مع المأسورين؟!.
ثم
ما حكاية المأسور ياسر عرفات، الذى يأمر من سجنه باعتقال فلان، أو
الإفراج عن علان؟!. ثم هل أتاك حديث نبيل أبو ردينة – مستشار عرفات-
الذى صرح، قبل
حوالى أربعة أشهر بأن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، تيرى راد
لارسون غير مرغوب
به
فى مناطق الحكم الذاتى! إذ هل يعقل أن يحدد السجين هويات زائريه، وأن
يتحكم فيمن
يزور السجن من المفتشين وكبار مسئولى السجون؟!.
|