تجاهل مطبق من السلطة الوطنية للمناسبات الوطنية
بقلم: حمدي فراج *
مرت قبل اسبوع الذكرى الثانية والعشرين على ارتكاب مذبحة صبرا وشاتيلا
مرور الكرام على السلطة الوطنية الفلسطينية، بدون مظاهرات او مسيرات او
حتى احتفالات او مهرجانات او حتى ندوات او محاضرات او حتى معارض لصور
المجزرة الرهيبة الموثقة، بعكس المجازر القديمة التى مضى عليها خمسين
سنة، ولم يتمكن احد من توثيقها. للدرجة التي حظيت فيها (أحداث) من على
شاكلة تهنئة ايسلندا بعيدها الوطني، او تعزية ولي العهد السعودي بوفاة
ابن عم ابن خالة جدته، او ببرقية الدعم والتأييد من جمعية الهلال فرع
خانيونس او برقية التأييد من ادارة نادي الترابط الرياضي في رفح ...
الخ باهتمام اكثر وبتغطية اوسع في اعلام هذه السلطة الوطنية المرئي
والمسموع والمقروء على حد سواء.
لا يستطيع احد من أقطاب هذه السلطة الوطنية الادعاء انه لم يعرف بحلول
المناسبة، ذلك ان دولا عديدة شهدت ساحاتها تغطية ما للمناسبة، للدرجة
التي وصلت باسرائيل ان توجه احتجاجا للنرويج بسبب عرض عمل فني يتضمن
اشارات للهوليكوست ونجمة داوود التي تقطر دما وربط ذلك بالمجزرة.
في الماضي غير البعيد، كان الشعب الفلسطيني في الداخل يحيي هذه
المناسبات ويفضح جلاوزة الاحتلال بطريقة ملفتة للنظر، ويراكم النضال
على النضال، والدم على الدم، والجلاد على الجلاد، بما في ذلك احداث يوم
الأرض الخالد الذي ستحل ذكراه التاسعة والعشرين في آذار القادم، ووعد
بلفور الذي ستحل ذكراه السابعة والثمانين في تشرين ثاني القادم، وعشرات
المناسبات الوطنية الأخرى والتي راكم الشعب مناسبات اخرى عديدة خلال
العقد الأخير، فيترسخ في الذهن الانساني المعنى الحقيقي لوجود اسرائيل
وقادتها السفاحين مجرمي المحرم، ومن ضمنهم شارون الذي نودي في العامين
الماضيين محاكمته في بلجيكا كمجرم حرب على خلفية ضلوعه في المجزرة
موضوع المقال.
فاذا كان أقطاب هذه السلطة الوطنية يعرفون بالذكرى، ترى لماذا تجاهلوها
كل هذا التجاهل؟؟؟ هل هو الخوف من شارون؟ ام الخوف عليه؟ بحيث لا
يريدون استفزازه أكثر من اللازم فيذهب ليبطش بهم بعد أن بطش بالمقعد
الكسيح الشيخ أحمد ياسين.
طبعا ما كان يمكن لنا
ان نطلب من ياسر بيلين ولا سري يعلون ان يحتفلا بذكرى من هذا القبيل
تتعلق بمخيمي لاجئين انهيت احلام من تبقى منهم بالعودة، لأنه سيفهم
حينها ان احتفالاتهما بالذكرى ستحمل معها معاني مشبوهة، لكن السلطة
الوطنية ليست كلها غير وطنية، وليست كلها سلطة ياسر وسري، صحيح ان فيها
من هم أسوأ، ومن هم على يمينهما، في الفساد والافساد والاسمنت المصري
... الخ.
بعد ايام ستحل علينا ذكرى انتفاضة الأقصى، لتدخل عامها الخامس، ترى كيف
سيتم التعاطي معها من قبل السلطة الوطنية، او بالأدق بما تبقى من
السلطة الوطنية؟؟؟
رئيس وزراء السلطة (ابدى استعداده) للقاء شارون ....
*** *** ***
قال الشاعر أحمد مطر: مناضل سبهلله/ يهوى ركوب البحر والمماطلة/
يمتهن التمثيل والتقبيل/
ويتقن النضال بالمراسلة/
لديه شعب صالح وثورة معطلة/
يرغب في بيعهما، ويقبل المبادلة /
بدولة مستعملة ....
* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الهيشة- بيت لحم.
|