معاناة المواطنين الفلسطينيين تتزايد مع استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر

عرب 48/وفا

تزداد معاناة المواطنين على معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة، مع إستمرار إغلاقه جراء العراقيل الإسرائيلية، خاصةً مع حلول شهر رمضان المبارك.

وقال المواطن أبو تامر بنات (45 عاماً): " أتمنى أن أكون بين أطفالي على مائدة الإفطار بدلاً من وجودي بعيداً عنهم"، موضحاً أنه لا يعرف إلى متى سيستمر به الحال في ظل مواصلة قوات الاحتلال إغلاق المعبر لابتزاز السلطة الوطنية وإجبارها على الرضوخ للإملاءات التي تتوافق مع المصالح الإسرائيلية على حساب معاناة شعبنا.

وأضاف بنات، أنه: "رغم الظروف الصعبة التي يعاني منها المرضى والشيوخ من بين الذين ينتظرون على المعبر وهم صيام، إلا أنهم مستعدون إلى البقاء بدلاً من الانتقال إلى مكان أخر يوجد فيه جنود الاحتلال الذي يعتبرون رؤيتهم يذكرهم بالكثير من المآسي والمجازر التي ارتكبوها خلال إنتفاضة الأقصى بحق الأطفال والنساء".

وينتظر مئات المواطنين القادمين من دول متعددة من العالم على الجانب المصري من المعبر منذ نحو أسبوع، أن تنتهي معاناتهم بالسماح لهم بدخول القطاع الذي طالما حلموا في العودة إليه بعد غياب قسري دام عدة سنوات بسبب الاحتلال الذي يصر على تحكمه في حركة المواطنين.

وبين المواطن أبو محمد أحد الموجودين في الجانب المصري من المعبر، أن أكثر من 250 مواطناً موجوداً على المعبر، الذي يعتبر بوابة القطاع الوحيدة مع العالم الخارجي، في ظل إصرار إسرائيل في إغلاق مطار ياسر عرفات الدولي الذي كان يخفف المعاناة عن المرضى وكبار السن.

وقال أبو محمد إنه بعد أن تابع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، أصر على مغادرة دولة الجزائر التي احتضنته أكثر من 38 عاماً، أي منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، مشيراً إلى أن آخر مرة زار فيها قطاع غزة كانت عام 1999، حيث منعت قوات الاحتلال إصدار تصاريح الزيارة للنازحين الذين لا يمتلكون بطاقات هوية.

يشار إلى أن المعاناة لا تقتصر على المواطنين المحتجزين في الجانب المصري من المعبر، بل يوجد مئات المرضى والطلبة في قطاع غزة يحتاجون إلى السفر، من بينهم من انتهت إقامته في الدولة التي قدم منها.

من جهته، لم يخف وائل أبو فرحانة، طالب الدراسات العليا، قلقه الشديد على مستقبل دراسته التي بدأت قبل أسبوعين في دولة قبرص دون أن يعرف إلى متى سيستمر هذا الحال، معرباً عن أمله بأن تنتهي هذه الأزمة ويتمكن من العودة ليكمل دراسته.

وقال أبو فرحانة إنه أصر على زيارة أهله ليشاركهم فرحتهم بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة رغم المعاناة والصعوبات التي كان يواجهها على المعبر من قبل المحققين الإسرائيليين الذين كانوا يستهدفون في الغالب فئة الطلبة لإبتزازهم والتضييق عليهم.

وأكد أبو فرحانة أنه رغم تأخره عن دراسته، إلا أنه سعيد وهو لا يرى جندي إسرائيلي في قطاع غزة ولا يسمع صوت قذائف الدبابات التي كانت تشكل عامل خوف وقلق لشعبنا، مثمناً تمسك السلطة الوطنية وإصرارها على عدم وجود جندي إسرائيلي على المعبر بعد أن تم الانسحاب منه منتصف الشهر الماضي.

من جانبها، أبدت المواطنة سناء الآغا قلقها الشديد على صحة والدها الذي يتابع علاجه في جمهورية مصر العربية ولم يتمكن من الذهاب رغم فوات الموعد الذي حددته له المستشفى للمراجعة بسبب صعوبة حالته، مؤكدةً أن صحة والدها تتدهور يوماً بعد يوم، وعدم تمكنه من السفر يشكل خطورة على حياته.

وقالت الآغا إن والدها تلقى عدة صدمات أثناء سفره خلال الفترة السابقة عندما كانت قوات الاحتلال موجودة على المعبر بسبب الإجراءات المعقدة التي كانت تفرضها سلطات المعبر، منوهةً إلى أن والدها في إحدى المرات قضى نحو أسبوعين على المعبر ساهمت في تدهور حالته الصحية.

من جانبه، أكد الدكتور أبو أحمد العبادسة الذي قضى تسعة أيام على المعبر قبل إعادة فتحه قبل أسبوع، أن الوضع لا يطاق على المعبر بسبب عدم توفر مكان ملائم قابل للانتظار خاصة للعائلات وكبار السن الذين ليس لهم قدرة على التحمل للبقاء لفترات طويلة.

وأعرب عن فرحته وهو عائد إلى أرض الوطن دون أن يرى جندي إسرائيلي في القطاع، رغم المعاناة التي واجهها والظروف التي رافقت غيابه القسري الذي امتد على مدار 13 عاماً توفي خلالها والده ووالدته دون أن يراهم.

وثمن د. العبادسة موقف السلطة الوطنية في تمسكها بعدم نقل المعبر إلى مكان آخر أو عودة الاحتلال إليه كما يريد الجانب الإسرائيلي الذي لم يتوقف عن ممارسة ضغوطه على السلطة الوطنية وإبتزازها من خلال مواصلة إغلاقه للمعبر قبل تنفيذ عملية الانسحاب من القطاع.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع