السلطة وسهى يتنازعان "مسئولية" عرفات

 

عبد الرحيم علي- إسلام أون لاين.نت/8-11-2004

تبذل السلطة الفلسطينية جهودا حثيثة لإقناع السلطات الفرنسية بأحقيتها "قانونا" في اتخاذ القرار النهائي بشأن توقيت إعلان وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، كما تقوم بجهود موازية لإقناع سهى عرفات زوجة عرفات بالتخلي عن رفضها إعلان وفاة عرفات في الوقت الراهن، حسبما كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع لإسلام أون لاين.نت الإثنين 8-11-2004.

وأوضحت هذه المصادر أن السلطة الفلسطينية بدأت في إعداد مذكرة قانونية لتقديمها إلى السلطات الفرنسية تؤكد فيها على أحقيتها وحدها في اتخاذ القرارات المصيرية الخاصة بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات- بما فيها توقيت إعلان وفاته- باعتباره شخصية عامة لا تتعلق أموره بأسرته الصغيرة فقط وإنما تخص بالأساس أسرته الكبيرة ممثلة في الشعب الفلسطيني".

ويعطي القانون الفرنسي لأسرة المريض فقط (الزوجة والأبناء) الحق في اتخاذ كافة القرارات المتعلقة بحالته الصحية إبان فقده للوعي، وهو ما تتمسك به سهى عرفات باعتباره حقا من حقوقها ألا تعلن الآن عن وفاة زوجها، كما تتمسك بعدم رفع أجهزة التنفس الصناعي عن عرفات، الأمر الذي تتفهمه "قانونا" السلطات الفرنسية جيدا.

ووفقا للمصادر الفلسطينية فإن "عددا من قادة السلطة يسعون بالتوازي مع جهودهم مع السلطات الفرنسية، إلى محاولة إقناع سهى عرفات باختيار عدد من قادة السلطة ممن تثق فيهم لاتخاذ القرار النهائي بشأن توقيت إعلان وفاة الرئيس، مثل فاروق فاروق قدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح".

 ويعتقد قادة السلطة أن قدومي يدعم بقوة سهى عرفات بل يحثها على اتخاذ موقف مضاد لهم، وذلك في إطار الصراع  داخل حركة فتح -على خلافة عرفات - الذي بدأ يخرج إلى العلن في الأيام القليلة الماضية.

 وأرجعت المصادر الفلسطينية رغبة سهى عرفات في عدم الإعلان عن وفاة عرفات في الوقت الحالي إلى رغبتها في ضمان الحفاظ على مصالحها المادية خاصة أنه يتوقع أن تتعرض لمساءلة من جانب السلطة الفلسطينية وحركة فتح عن مصير أموال عرفات في الخارج.

الحسم بيد باريس

وخلصت المصادر إلى أنه في ضوء تباعد المواقف بين قيادات السلطة وبين سهى عرفات، فإن حسم قضية الإعلان عن وفاة عرفات يبقى في يد السلطات الفرنسية.

وكانت المصادر ذاتها قد كشفت في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" الأحد 7-11--2004 أن القيادة الفلسطينية كانت قد طلبت مساء السبت 6-11-2004 من مستشفى بيرسي العسكري مهلة 36 ساعة قبل الإعلان عن وفاة الزعيم الفلسطيني رسميا من أجل ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية.

 وأوضحت المصادر أن فرنسا طلبت من الزعماء الفلسطينيين احترام مهلة الـ36 ساعة، محذرة من أن تسريبا محتملا للمعلومات قد يحدث بين لحظة وأخرى.

وكان مقررا في الأصل أن يتوجه اليوم الإثنين إلى باريس وفد من السلطة الفلسطينية في مهمة محددة تتمثل في الإعلان رسميا عن وفاة الرئيس الفلسطيني، قبل انقضاء مهلة الـ36 ساعة التي اتفقت عليها مع السلطات الفرنسية.

وأعلنت السلطة أن الوفد يضم محمود عباس (أبو مازن)، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأحمد قريع (أبو علاء) رئيس حكومة السلطة الفلسطينية، والدكتور نبيل شعث وزير الخارجية، وعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.

إلا أن الطيب عبد الرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية صرح صباح الإثنين أن الزيارة أرجئت إلى الثلاثاء "لاعتبارات كثيرة في مقدمتها التكيف مع القانون الفرنسي"، في إشارة منه إلى المذكرة القانونية التي يجرى الآن إعدادها.

وكانت سهى عرفات قد اتهمت اليوم الإثنين عبر نداء بثته قناة الجزيرة القطرية محمود عباس وأحمد قريع ونبيل شعث بأنهم يسعون "لدفن عرفات حيا"، ووصفتهم بأنهم "حفنة من المستورثين"، وهو ما دفع الطيب عبد الرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية إلى اتهامها بمحاولة "تحطيم قرار القيادة" الفلسطينية.

دحلان إلى غزة لحفظ الأمن

على صعيد متصل، قالت المصادر الفلسطينية إن أبو مازن طلب من محمد دحلان الرجل القوي في غزة (وزير الشئون الأمنية الأسبق في حكومة أبو مازن) العودة على الفور إلى القطاع من باريس للتصدي لأية خروقات محتملة في غياب القادة الفلسطينيين الذين يمسكون بزمام السلطة.

وقالت المصادر إن دحلان أكد لأبو مازن قدرته على حفظ الأمن وعدم إيصال الأوضاع إلى حالة من الانفلات الأمني في حال الإعلان عن وفاة عرفات، مضيفة  أن دحلان أجرى عدة اتصالات من باريس بكل من العقيد رشيد أبوشباك مدير الأمن الوقائي في غزة ومساعده السابق لترتيب كافة الأوضاع الأمنية ووضع كل إمكانات أجهزة الأمن في غزة تحت تصرف دحلان للتصدي لأي ظرف محتمل.

تدخل مصري

من جهة أخرى، وفى محاولة من مصر لتفادي انفلات الأوضاع داخل الأراضي المحتلة على خلفية الإعلان رسميا عن وفاة عرفات، صرح الرئيس حسني مبارك الأحد 7-11-2004 أن القاهرة مستعدة لاستضافة اجتماع للفصائل الفلسطينية بهدف "بدء حوار لتحديد مجلس لإدارة شؤون البلاد وعملية السلام" مع إسرائيل.  وقال إن "اتصالات من جانب مصر ودول أخرى تمت لبحث عقد مثل هذا الاجتماع".

وعلمت إسلام أون لاين.نت من مصادر سياسية مصرية مقربة من الحكومة أن الاتصالات بدأت بالفعل مع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية لتحديد موعد هذا الاجتماع، ورجحت تلك المصادر أن يتم عقد هذه اللقاءات فور الانتهاء من عملية دفن عرفات حال الإعلان رسميا عن وفاته

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع