السلطة تفرض قيودا علي خطباء المساجد لوقف التحريض ضد
اسرائيل
2005/03/09
رام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض:
بدأت السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بوزارة الاوقاف بفرض قيود علي
خطباء المساجد لمنعهم من استغلال المنابر لانتقاد السلطة والحث علي
مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وذلك عن طريق توجيه تعليمات للبعض بالحديث
عن مناسبة معينة والزام البعض الاخر بخطبة مكتوبة وموحدة لصلاة يوم
الجمعة.
وان كان الالزام بخطبة مكتوبة في مناطق ملتهبة مثل مدينة نابلس شمال
الضفة الغربية فان توجيه تعليمات للخطباء للحديث عن مناسبة معينة يكون
في مناطق اكثر هدوءا من ناحية مقاومة الاحتلال وتجنب انتقاد السلطة
وسياستها مثلما هو الوضع في منطقة بيت لحم جنوب الضفة حسبما قال احد
الخطباء في تلك المنطقة.
ويأتي التدخل في المساجد في اطار وقف التحريض ضد الاحتلال الاسرائيلي
في الاراضي الفلسطينية المحتلة بهدف اعطاء فرصة للمفاوضات السياسية
المشروطة بوقف اعمال المقاومة.
ولهذا قررت السلطة توحيد خطب يوم الجمعة التي تلقي من علي منابر معظم
مساجد الضفة وقطاع غزة بهدف توجيه الخطباء المشاكسين ضمن اطار معين
بعيدا عن توجهاتهم السياسية التي تكون في غالب الامر ميالة لافكار
الحركات الاسلامية مثل حماس والجهاد الاسلامي.
وتعتبر تلك المنابر وسائل للتحريض علي مقاومة الاحتلال الاسرائيلي
وانتقاد سياسة السلطة الفلسطينية سواء علي الصعيد الداخلي او علي صعيد
المفاوضات السياسية مع اسرائيل.
ونقل عن مصادر امنية فلسطينية قولها إنّ السلطة الوطنية قرّرت فرض
قيودٍ علي خطباء المساجد في الضفة الغربية و قطاع غزة. وقال مصدر امني
فلسطيني رفض الكشف عن اسمه بان السلطة لن تسمح لخطباء الجمعة بإلقاء
خطبهم قبل أن يحصلوا علي مصادقة علي فحواها، كما أنّ السلطة ستقوم
بإعداد خطب جاهزة، يتم توزيعها علي المساجد بحيث يلتزم بها جميع
الخطباء.
وبدأت وزارة الاوقاف والمقدسات الاسلامية في السلطة تنفيذ تلك السياسة
في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية كونها تعتبر معقلا من معاقل
الحركات الاسلامية.
وعممت مديرية وزارة الأوقاف الفلسطينية في محافظة نابلس علي الخطباء
بضرورة التقيد بالخطبة الموجودة المكتوبة التي توزعها عليهم المديرية.
هذا وتقوم المديرية بمتابعة تنفيذ الخطباء لقرارها، وتوجيه اللوم
والتقريع لهم وتهديدهم بالفصل في حال عدم التقيّد بإلقاء الخطبة.
وذكرت مصادر فلسطينية ان مديرية الاوقاف في نابلس تنسق مع الأجهزة
الأمنيّة الفلسطينية بهدف متابعة الخطباء ومدي تقيدهم بالخطبة المكتوبة
|