قدومي لـ «البيان»: لا صحة لمؤامرة إقصاء أبو مازن 

سهى عرفات تثير الاستياء باتهام رفاق الرئيس بالتآمر

أثارت سهى عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني استياء عارما في اوساط الفلسطينيين، وفشلت في منع زيارة وفد من السلطة الفلسطينية باريس متهمة الوفد بالتآمر لوراثة عرفات ودفنه حيا، وسط تقارير عن اتهامات مضادة اطلقها وزير الامن السابق محمد دحلان لسهى وفاروق قدومي امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح بالتنسيق لاقصاء محمود عباس (ابومازن) امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهو ما رد عليه قدومي بالاشمئزاز والنفي داعيا الجميع الى التعقل والتوحد ومؤكدا ان لا خطر على حياة الرئيس الفلسطيني، وهو ما اكده المستشفى الذي يرقد فيه عرفات بإعلانه ان حالة الرئيس «مستقرة» لكنها تفرض الى الحد من الزيارات».

وقال مصدر مطلع في الرئاسة الفلسطينية ان الوفد المكون من ابومازن رئيس الوزراء السابق واحمد قريع رئيس الوزراء الحالي ونبيل شعث وزير الشئون الخارجية وروحي فتوح رئيس المجلس التشريعي غادروا ظهر امس رام الله الى مطار ماركا العسكري الاردني ومنه إلى العاصمة الفرنسية على متن طائرة خاصة. متجاهلين اساءات سهى.

ولم يتضح ان كان سيتسنى للوفد زيارة الرئيس المريض في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس.

واوضح المصدر لوكالة فرانس بريس ان قرار الوفد بالتوجه الى باريس للاطمئنان مباشرة على الوضع الصحي للرئيس عرفات «جاء بعد ضغوطات كبيرة مارسها اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح خصوصا بعدما كان (الوفد القيادي) الغى الزيارة اثر تصريحات حرم الرئيس سهى عرفات».

وقال متحدث باسم قصر الاليزيه امس ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيستقبل اليوم الثلاثاء المسئولين الفلسطينيين الاربعة. وكانت سهى عرفات اثارت استياء اركان القيادة الفلسطينية فضلا عن الشارع عندما اتهمتهم بأنهم «مستورثون» يعملون على دفن عرفات «حيا». واتى نداء سهى للفلسطينيين لوقف ما وصفته بالمؤامرة على عرفات متزامنا مع بيان وزعه اعضاء كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة «فتح» في المناطق الفلسطينية حذروا فيه من التآمر على الرئيس المريض.

وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت » الاسرائيلية تحدثت عن مصالحة مساء أمس الاول بين زوجة عرفات ومسشتاره نبيل ابوردينة ومحمد دحلان وزير الامن السابق. واضافت الصحيفة انه اتفق ايضا على ان قرار نزع الاجهزة الطبية عن عرفات (كإعلان وفاة ) سيتقرر بالاتفاق بين سهى والقيادة الفلسطينية.

اتهامات واتهامات مضادة بالتآمر

في هذه الاثناء كشفت مصادر فلسطينية في غزة ان دحلان ابلغ القيادة الفلسطينية بما اسماه مؤامرة مضادة تحاك في الخفاء. بحسب هذه المصادر، اضاف دحلان ان سهى كانت في البداية تسمح لناصر القدوة مندوب فلسطين في الامم المتحدة ورمزي خوري مدير مكتب عرفات ويوسف عبدالله حارسه الشخصي بالدخول الى غرفته في المستشفى، قبل ان تمنعهم لاحقا.

وقال ،بحسب المصادر نفسها، ان سهى وهؤلاء اضافة الى قدومي (ابواللطف) «يحيكون مؤامرة ضد ابومازن لابعاده عن السلطة » ومعه بالطبع دحلان وعدد آخر من القيادات الفلسطينية. في المقابل ،فان ابواللطف الذي يشغل ايضا مناصب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير وامين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ويعد الرجل الثاني على سلم القيادة، ترفع عن هذه الاتهامات ونفاها جملة وتفصيلا.

وقال في اتصال هاتفي مع «البيان» من تونس انه ان كانت هذه الاقوال والتصريحات المنسوبة الى دحلان صحيحة فانها «تخدم البلبلة والاشاعات بين الفلسطينيين وتعقيد الوضع اكثر» مشيرا الى ان المرحلة ليست مرحلة خلافات بل تعاضد وتكاتف. واكد قدومي العائد من باريس انه لم يلتق الرئيس عرفات بل إن الاطباء الفرنسيين هم الذين اكدوا له ان صحته «مستقرة ولا خطر على حياته».

وفيما يتعلق بتصريحات زوجة الرئيس الفلسطيني قال انه «صدم لهذه التصريحات الغريبة والمؤسفة والتي ادت الى بلبلة وارتباك شديدين في الاوساط الفلسطينية والعربية والدولية »، مضيفا انه «رغم الاوضاع النفسية الصعبة لسهى عرفات الا انه لا يجوز ان تصف رفاق الدرب للاخ الرئيس ياسر عرفات بهذه الصفات البعيدة عن الحقيقة».

وشدد قدومي على انه «يتعين على الجميع في هذه اللحظات الصعبة والدقيقة ان يلتزم الهدوء ورباطة الجأش حفاظا على مسيرة الثورة » متمنيا للرئيس الفلسطيني الشفاء العاجل والعودة لاكمال حلمه في التحرر والاستقلال.

دبي ـ خالد أبو كريم:

باريس، غزة ـ «البيان» والوكالات:

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع