رايس هزت الجدران بصراخها على الفلسطينيين
القدس المحتلة - “الخليج”:
ذكرت صحيفة معاريف “الإسرائيلية” أمس أن وزيرة الخارجية الأمريكية
كوندوليزا رايس كانت ليلة الاثنين الثلاثاء مصممة على التوصل إلى اتفاق
بين الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي” بشأن فتح المعابر، واستخدمت
الصراخ والحديث القاسي مع المفاوضين الفلسطينيين، إلى حد أن “جدران
الفندق الذي كانت تقيم فيه اهتزت”، واستخدمت حديثاً لاذعاً مع مفاوضي
الجانب الآخر. وأعلن موفد اللجنة الرباعية الدولية جيمس ولفنسون أنه قد
لا يكون هناك داع لمهمته، بالنظر إلى ضعف تأثيره، وإلى سلطة رايس
وقدرتها على إحداث اختراق عجز خلال عشرين أسبوعاً عن إحداثه.
وأوردت صحيفة “معاريف” أن الأضواء في جناح رايس في فندق قلعة داوود في
القدس المحتلة بقيت مشتعلة طوال الليل، حيث كانت الوزيرة الأمريكية
مصممة على التوصل إلى اتفاق قبل طلوع الفجر. وفي التفاصيل أن الاتصالات
لإتمام التفاهم بين الطرفين بدأت صباح الاثنين فور وجبة العشاء لرايس
ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” ارييل شارون. ونقل مستشارا الأخير دوف
فايسجلاس وشالوم ترجمان مسودة أولى للاتفاق إلى نظيريهما الأمريكيين
دافيد وولش وإليوت ابرامز والسفير الأمريكي في الكيان ريتشارد جونز.
وبعد عودتها من زيارة عاجلة للأردن، قررت رايس الدخول في المعمعان،
ودعت إلى الفندق الوزراء الفلسطينيين محمد دحلان وسلام فياض وغسان
الخطيب، وضغطت عليهم لتخفيف حدة مواقفهم، بحسب تعبير “معاريف” التي
نقلت عن مصادر في الفندق قولها إن الحديث كان قاسياً وإن رايس صرخت على
الثلاثة، وإن “الجدران اهتزت من شدة الصراخ”.
وفي منتصف الليل، جاء دور “الإسرائيليين” فايسجلاس وترجمان يرافقهما
رئيس القيادة السياسية الأمنية في وزارة الحرب عاموس جلعاد، وعلى مدى
أربع ساعات أدارت رايس معهم حديثاً لاذعاً. وفي الرابعة فجرا، قبل أن
تطلق سراحهم، طلبت رايس من فايسجلاس أن يدعو إليها في الصباح وزير
الحرب شاؤول موفاز ورئيس المخابرات “الشاباك” يوفال ديسكن لاستيضاح
مسائل أمنية. وفي الثامنة دخل الاثنان إلى غرفة رايس، وبعد ساعة خرج
“دخان أبيض”، وبعد وقت قصير ظهرت رايس أمام الصحافيين وأبلغتهم أنها لم
تنم أكثر من ساعتين، لكنها سعيدة لأن تعلن أن “إسرائيل” والسلطة
الوطنية الفلسطينية توصلتا إلى اتفاق.
إلى ذلك، شكك الموفد الخاص للجنة الرباعية في الشرق الأوسط جيمس
ولفنسون أمس بفائدة المهمة التي أوكلت إليه في المنطقة، غداة إعلان
الاتفاق حول فتح حدود قطاع غزة، وقال: “سأرى خلال الفصل المقبل من هذه
السنة ما هي خططي وما إذا كنت لا أزال قادرا على تقديم مساهمة، أو أن
آخرين قد يقومون بهذا العمل أفضل مني”.
وأقر بأنه كان لا بد من تدخل وزيرة الخارجية الأمريكية للتوصل إلى
إنجاح المفاوضات التي كان يشرف عليها منذ أشهر بين الفلسطينيين
و”الإسرائيليين” بشأن المعابر. وأضاف: “إذا بقينا عشرين أسبوعاً عاجزين
عن اتخاذ قرار حول موضوع المناقشة نفسه (المعابر)، فلا أعتقد بأنني
سأكون قادرا على القيام بأشياء كثيرة هنا، والاختراق حصل خلال اليومين
الماضيين، وأعتقد أنه يجب الاعتراف لرايس بهذا الفضل، لأنها كانت هنا،
وهي امرأة تملك من السلطة والتأثير أكثر مما أملكه أنا. وللولايات
المتحدة التأثير الكبير في “إسرائيل” وفي الفلسطينيين، بإمكانهم ربما
تجاهلي إلا أنهم لا يستطيعون تجاهل وزيرة الخارجية”.
ويذكر أن ولفنسون عيّن في الرابع عشر من ابريل/ نيسان الماضي ممثلاً
خاصاً للجنة الرباعية الدولية للمساعدة على إتمام الانسحاب
“الإسرائيلي” من قطاع غزة، واتهم الشهر الماضي “إسرائيل” بالمماطلة في
المفاوضات حول المعابر الحدودية مع القطاع غزة، وأنها تتصرف كأنها لم
تنسحب. |