شرم الشيخ عقيم ، كعقم مقولة إمكانية
ان يلد الديك بيضا
بكلام يشبه الدعاء الغير الموثوق بالتحقق والاستجابة ، قالت كلماتها
المرأة الطاعنة في سن هو كله سنوات من القهر، قالت إنها تتمنى ان
يكون أحد أبناءها من بين 900 معتقل الذين وعدت اسرائيل بإطلاق سراحهم
من بين الأكثر من 8 آلاف معتقل حاليا ، وتتمنى ان يأتي السلام وان
تتوقف دائرة العنف: هنا كأنها تقول لهم أرجوكم أطلقوا سراح ابني، لا
نريد ان نقاتل أحدا الآن ولكم مني جزيل الشكر سلفا !!!
هناك اكثر من 8 آلاف حالة وأضعافها شبيهة بهذه الحالة التي تنتظر
اقتراع يانصيب التسعمائة المجزئة إلى 400 وفيما بعد الباقي على دفعة
واحدة أو دفعات أو ان أحدا لا يعلم ، بينما يرفع المعتقلين الثمانية
ألف، يرفعون صوتهم مطالبين بشكل عام إطلاق سراح جميعهم وعلى دفعات
وضمن جدول زمني قصير الأمد، كما انهم يطالبون بمعالجة هذه القضية قبل
عقد قمة شرم الشيخ، ويعتبرون انعقاد هذه القمة دون معالجة ملفهم
المعالجة الشاملة هي قمة مرفوضة وتعتبر طعنة لنضالهم ومعاناتهم ، في
حين يجيب صائب عريقات المفاوض على قاعدة فن الممكن ، انه قد بحث مع
الإسرائيليين إطلاق سراح اكثر من 300 معتقل فلسطيني هم من قدامى
المعتقلين ، "وهذا أحد المطالب في بيان الحركة الأسيرة الوارد ذكره
هنا والمؤرخ في 4/2/2005 ، صائب عريقات بدوره صرح انه لم يكن ممكنا
حيث رفض الإسرائيلي هذا المطلب ، وعلى ضؤ ذلك سيؤجل النقاش بعد قمة شرم
الشيخ ، لأن الموضوع الأهم الآن هو انعقاد هذه القمة ونجاحها!!! إلا
انه أضاف لاحقا ان بحث إطلاق سراح دفعة من المعتقلين بعد انعقاد القمة
سيكون أحد نجاحاتها!!
++++++++
يستمر توسيع المستوطنات وتزداد المصادرات لاراضي الفلسطينيين ، يستمر
بناء الجدار والمعازل ،ويعلن عن النية لتدمير حي فلسطيني في منطقةالقدس
قرب الجدار ، بينما يخرج حوالي 130 ألف إسرائيلي في مظاهرة كبرى في
القدس بتاريخ (30/01/2005 ) تحت شعار عدم فك الارتباط مع غزة ، الحقيقة
ان خروج هؤلاء المتظاهرين جاء لتأكيد طابع الدولة الاستيطاني ، وانه
لا مجال للمفاوضة على موضوع المستوطنات فهي أحد الثوابت الإسرائيلية.
++++++++
سلام فياض الذي يعبر بأمانة عن الوضع المالي للسلطة ، صرح بأن هناك عجز
كبير في الموازنة ، لذا على موظفي السلطة والبالغ عددهم اكثر من 170
ألف في القطاع العام الخدماتي والأمني، عليهم الآن ان لا ينتظروا
الحصول على أية زيادة في رواتبهم التي لم تزداد منذ استلامها من
الإدارة المدنية الإسرائيلية، أي قبل حوالي اكثر من عشر سنوات ، أي منذ
بدء تنفيذ اتفاق أوسلو، لذا فان أبو مازن لن يستطيع ان يفي بوعده لهم
الذي قطعه قبيل الانتخابات.
أما وزير الصحة الفلسطيني فقد قام بإصدار قرار بمنع العلاج في الخارج
، أي العلاج الذي لا تستطيع المستشفيات الفلسطينية تقديمه ، مثل علاج
أمراض السرطان وأمراض القلب الخ من الأمراض المستعصية ، وبهذا فان آلاف
من المرضى الفلسطينيين سيحرمون من العلاج ذلك انهم فقراء مثل غالبية
الشعب الفلسطيني وغالبية موظفي القطاع العام ، فتكلفة العلاج في الخارج
باهظة الثمن !!!
هل اقلق هذا الأمر " جورج و. بوش الثاني " عندما وعد بدعم السلطة
بمبلغ يعادل 350 مليون دولار؟ بالطبع سيكون الدعم بالتقسيط المريح .
آخر الأخبار جاءت بقراره بخصم 50 مليون لصالح اسرائيل ، هل سيستمر
في وعده ؟ أم سيستمر في الخصم لصالح اسرائيل؟
++++++++
لقد وعد الإسرائيليين المفاوضين الفلسطينيين وعلى رأسهم محمد دحلان
بالانسحاب من أربعة مدن فلسطينية ، سيتم ذلك بعد انعقاد قمة شرم الشيخ
. بالنسبة إلى الفلسطيني الذي لا يغادر مدينته فان هذا الأمر حاصل
ولا حاجة للانسحاب ، إلا في أوقات الاجتياحات التي قد تحدث مثل لمح
البصر ، ولا أحد يستطيع منعها، ان ما يوجد في بال هذا الفلسطيني الآن
هو : ان هناك اكثر من 700 حاجز إسرائيلي موزعة على مداخل ومخارج كل
مدينة وكل قرية فلسطينية ، تحاصر وتعرقل كل سبل العيش والحياة
التنقل ، لم يقدم الإسرائيليون أي وعد بإزالة أي حاجز منها، كما أوحت
الوعود المقطوعة حينذاك وقت الانتخابات الرئاسية للسلطة.
بالطبع مطلب رفع هذا الحصار العنصري ، ليس هو المطلب الوحيد للشعب
الفلسطيني الذي هو ضحية المشروع الكولونيالي على ارض فلسطين.
+++++++++
في موضوع تقرير المصيرالمختزل للشعب الفلسطيني فان " جورج و. بوش
الثاني" قال بأن الدولة الفلسطينية هي في متناول اليد ، هذا بعد ان
اصبح أبو مازن رئيسا للسلطة أي هذا العام 2005 ، لكنه أكد انه لا يتم
الحصول عليها إلا في عام 2009 ، يبدو ان جورج بوش الذي كان قد أوعد
قبل عدة سنوات بالحصول على هذه الدولة في عام 2005 عند إطلاقه لمشروع
خارطة الطريق،عجز عن أيفاء وعده ، لذا فقد أجلها لعام 2009 ، ترى هل
يستطيع ان يضعها في متناول يده ويد الفلسطينيين حينذاك وعند انتهاء
حقبته الانتخابية الثانية؟
++++++++
على الرغم من تناقض التصريحات الإسرائيلية حول الإنجازات التي حققها
أبو مازن في مجال محاربة الإرهاب حسب ادعائهم ، إلا ان أبو مازن واثق
من نفسه وبما يفعله من اجل حفظ الأمن ، فقد بادر في بداية هذا الشهر
بالإعلان عن التوصل إلى الهدنة ، كما قام بنشر قوات أمن فلسطينية على
حدود قطاع غزة ، وظيفتها منع إطلاق الصواريخ أو منع أي محاولة للإخلال
بالأمن الإسرائيلي ، بالطبع ليس هذا فقط هو المرجو أمريكيا وصهيونيا
من أبو مازن ، ما يريدونه سيتم العمل والتنسيق لاجله بعد قمة شرم الشيخ
، هذه القمة التي تعطي ايحاءا بأنها قد تكون خطوة نوعية على طريق بناء
الشرق الاوسط الجديد الذي تتحكم به اسرائيل ، فيها ستتحدد شروط الرضا
الأمريكي عن الأنظمة العربية ، على رأسها مساعدة اسرائيل على حل
مشكلتها مع الشعب الفلسطيني .
أبو مازن ورجالاته بعدها سيطالبون باستمرار اسرائيل تحسين شروط عيش
الفلسطيني المحاصر في البانتوستان ، كاستحقاق لدور أجهزته الأمنية في
قمع أي شكل من أشكال المقاومة للشعب الفلسطيني ، مثل إطلاق عدد متواضع
من لمعتقلين ، فتح سوق العمل لعدد متواضع من العمال في السوق
الإسرائيلية حسب حاجة هذا السوق الخ من المطالب التي لا تسمن ولا تغني
من جوع.
بالمناسبة ان كلمة "استحقاق" هذه قد تم تداولها بكثرة من قبل قيادات
السلطة الفلسطينية بعد موت عرفات!!
++++++++++
يجري الترويج لفرصة جديدة للسلام في المنطقة ، مملوء بالغبطة والفرح
بحضور جديد لقيادة فلسطينية تحمل برنامجا منفصلا عن عهد الثورة وبرامج
التحرر، كما يستند هذا الترويج إلى الرغبة الشديدة لدى أبناء الشعب
الفلسطيني في مناطق الضفة وغزة إلى التهدئة ، أو ما قد ُسمي بالهدنة،
ولولا هذه الرغبة لما حصل أبو مازن على هذه الهدنة، بالطبع هذا الترويج
المغتبط بفرصة السلام الجديدة يهدف إلى خداع الرأي العام وتضليله.
لكنه من المعروف ان الرغبة الأشد للشعب الفلسطيني أينما تواجد هي
التخلص من كافة أشكال القهر والظلم التي يتعرض لها والتي لا تتحقق عبر
برنامج أبو مازن ورجالاته، المعروفون بمافيا الفساد حيثما أقاموا ،
هذه الرغبة الشديدة وفي فترة استراحة المحارب هذه ، تحمل رجاء بعدم
تكرار تجارب السابق، ومطالبة بالتقييم الشامل والمحاكمة الموضوعية لكل
هذه التجارب ، ذلك من اجل بناء البرنامج البديل ، برنامج المقاومة
وقيادة المعركة نحو تحقيق الأهداف المتمثلة في إنجاز حق تقرير المصير
الذي لا يمكن بتر حق العودة منه .
كما يحتاج الفلسطيني أينما تواجد ايضا، حينما يضع ويصيغ برنامجه
المقاوم ، يحتاج إلى برنامج عربي بديل لبرنامج شرم الشيخ أو غيره من
المشاريع ذات الدمغة الرأسمالية الكولونيالية ، حيث لا يمكنه لوحده هو،
أو الشعب العراقي لوحده، مواجهة هذه الهجمة التي تستهدف أكل الأخضر
واليابس في طريقها لنهب الثروات التي هي ملك للشعوب العربية.
باريس في 6/2/2005 جمالات أبو يوسف
|