شاب فلسطيني يناشد السلطة والاردن منحه وثيقة تثبت شخصيته

2004/09/27


رام الله ـ القدس العربي


ـ من وليد عوض:


لم يجد الشاب جهاد معتز محمد سروجي (17 عاماً) من سكان طولكرم وسيلة لاثبات شخصيته الا مناشدة المسؤولين في السلطة الوطنية والحكومة الاردنية والمؤسسات الدولية والانسانية مساعدته في الحصول علي وثيقة تثبت شخصيته.


وكان السروجي وهو من مواليد سورية قد عاد الي الاراضي الفلسطينية مع اسرته حيث عمل والده في الامن الوطني الفلسطيني قبل استشهاده في مطلع عام 2001. ورغم ان والده كان يحمل جواز سفر اردنيا فقد تم فصل اخويه وشقيقته من الجواز الاردني في حين اشترط الاردن حضوره شخصيا الي عمان لمنحه جواز سفر مؤقتا. وقال السروجي: انه لا يملك هوية ولايستطيع مغادرة طولكرم كما انه معرض في كل لحظة لتوقيفه من قبل الجنود الاسرائيليين. كما ان والدته التي تحمل وثيقة سفر سورية لا تستطيع اضافته الي تلك الوثيقة، لان سورية ووفق قوانينها فان الابن يتبع والده في الجنسية.


وناشد السروجي وزير الشؤون المدنية الفلسطينية جميل الطريفي مساعدته، وقال انه يشعر وكأنه في سجن لايستطيع مغادرة حدود مدينة طولكرم. ومن الجدير بالذكر ان السلطة الفلسطينية لا تستطيع منح هويات للفلسطينيين الا بموافقة سلطات الاحتلال التي تتحكم باصدار ارقام تلك الهويات. وقال الشاب انه لايستطيع الخروج خارج حدود طولكرم بسبب عدم توفر هوية او ما يثبت شخصيته.


واذا كان هذا حال شاب فلسطيني يعيش في طولكرم شمال الضفة الغربية ولا يجد ما يثبت هويته فان رجال الاسعاف في خانيونس بقطاع غزة لم يجدوا الا عربة يجرها حمار لنقل مصاب حالته خطيرة جداً إلي المستشفي، جراء إغلاق القوات الإسرائيلية طريق غزة الساحلية التي تربط بين وسط وشمال قطاع غزة.


ولم ترحم هذه الإغلاقات الاسرائيلية استغاثة الطفل وتسمح بنقله بسيارة الإسعاف، لذلك لم يكن امام ضباط الاسعاف من سبيل سوي نقله بواسطة عربة الحمار وعبر طرق ترابية التفافية وعرة أدت إلي تدهور حالته الصحية وتهديد حياته. ويعاني الطفل (11 عاماً) من إصابته بشظايا في الرأس والصدر، ومختلف أنحاء جسمه خلال قصف صاروخي إسرائيلي لمنزله في مخيم يبنا في رفح جنوب قطاع غزة.


وقال سائق الإسعاف الذي حاول نقل الطفل الي مستشفي اسرائيلي لخطورة حالته : إن مستشفي غزة الأوروبي، حوّل الحالة منذ ساعات الصباح الباكر، ولكن القوات الإسرائيلية منعت إدخالها وتمت اعادتها بسبب إغلاق الطريق، رغم أن الطفل محول للعلاج في إسرائيل، ولديه كافة الأوراق الثبوتية، لكن قوات الجيش الاسرائيلي كانت قد أغلقت طريق غزة الساحلية قبالة مستوطنة نتساريم .وأضاف: أنّ الحالة كان منسّقا لها للعبور عن طريق شارع صلاح الدين، إلا أنه تمّ منعها من الدخول، وتمّ تحويل المسار إلي طريق غزة الساحلية، وكانت الطريق مليئة بالحفر ولا يمكن لسيارات الإسعاف الدخول بسبب العراقيل والحواجز الإسرائيلية، ونظراً لخطورة الحالة الصحية للمصاب وانتظارنا لما يقارب الساعتين وعدم استجابة قوات الاحتلال لاستغاثة المريض اضطررنا لنقل المصاب والأجهزة اللازمة وجهاز المونيتور وأنبوبة الأوكسجين بواسطة عربة حمار، والمشي عبر طرق التفافية ترابية وعرة قطعنا خلالها ما يزيد عن مسافة كيلومتر.


وتابع سائق الإسعاف: عند وصولنا كانت الحالة حرجة جداً وتمكنا من مقابلة سيارة إسعاف آخري علي الناحية الأخري الموجودة معنا، ولكن كان الوقت قد تأخر كثيراً وفات ميعاد تحويله إلي إسرائيل، ورجعنا به إلي مستشفي الشفاء، مما أدي إلي تدهور حالته الصحية بتأثير عملية نقله وجو الحر الشديد.وندّد الدكتور محمد أبو شهلا، مدير عام مستشفي غزة الأوروبي، بالممارسات الإسرائيلية وإغلاق الطرق، الذي تمارسه القوات الإسرائيلية تجاه المرضي وسيارات الإسعاف وتجاه السائقين والأطباء والممرضين من العاملين في القطاع الصحي الفلسطيني

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع