سر الصراع المحتدم بين عرفات و دحلان :ايهما يحسم
الآخر؟
■
عرفات يتهم دحلان بمحاولة ازاحته عن السلطة و التعاون مع جهات خارجية .
■
دحلان : عرفات اكثر شخص اذاني في حياتي و امتناعه عن اقالة المفسدين
سبب الازمات الاخيرة .
■
حلس :هناك فاسدون يتسترون بالاصلاح و ما يجري صراع على " فتح " و ليس
داخل فتح
■
ابو عين : دحلان من زمرة المفسدين و يجب الا ننسى تاريخ في الاحتكارات
■
نافع : تحرك دحلان جاء ضمن سلسلة واسعة من التحركات الاقليمية والدولية
تستهدف عرفات
فلسطين-غازي حمد - على الرغم من القبلات و الابتسامات التي تبودلت بين
رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات و بين رئيس وزراءه احمد قريع و
تعبيرات ابو العلاء بان " الازمة عدت " , الا ان الواقع يقول غير ذلك
تماما , فالحراك داخل حركة فتح و اجهزتها العسكرية و التصريحات
المتناقضة التي تطرح من حين لاخر على السنة قادة فتح ما هو الا تعبير
عن تعمق الازمة و اشتدادها , بل و توغل الحركة التي يرأسها عرفات في
مزيد من الصراعات الداخلية و خلق "مراكز قوى " يمكن ان تعطي انطباعا
قويا بحدوث ازمة عنيفة داخل فتح لقرب الى الزلزال . عرفات من جهته حاول
-كعادته -الالتفاف على الازمة (هو لم يعتبرها ازمة على الاطلاق ) و
سارع الى اعطاء ابو العلاء بعضا من الصلاحيات غير الواضحة فضلا عن حديث
عمومي لم يجر تنفيذه حول ضبط عمل الاجهزة الامنية . ربما كانت الاشارة
الابلغ على اشتداد الازمة هو بروز موقفين في حركة فتح : الاول يعتبر ان
ما حدث ما هو الا " مؤامرة " تحاك ضد عرفات لازاحته عن السلطة ,و
الثاني يعتبر انا ما يجري محاولة لاصلاح الوضع و محاربة الفساد في
السلطة و فتح على حد سواء . المواجهة بين كلا المعسكرين لم تحسم بعد ,
غير ان وزير الشؤون الامنية سابقا محمد دحلان اثر هذه المرة ان " يدخل
على الخط " بصورة غير مسبوقة و يوجه انتقادا للرئيس عرفات طالبا من
القيام باصلاحات جدية .دحلان - و بعد الجدل الكبير حول دوره في الاحداث
الاخيرة و الاشارة اليه باصابع الاتهام من قبل اطراف في حركة فتح نفسها
و غيرها ايضا -هاجم المعسكر الاخر في فتح و بالذات عرفات و هاني الحسن
و اتهم السلطة بانها غير قادرة على ادارة الوضع و معالجة الفساد .فقد
توعد دحلان بتظاهرات حاشدة في غزة إذا لم يطبق عرفات الاصلاحات الأمنية
خلال الأيام العشرة المقبلة. وأعلن دحلان في احاديث متفرقة لوسائل
الاعلام العربية و الدولية إن الوضع الفلسطيني لم يعد يحتمل الفساد
ولابد من تطبيق الاصلاحات التي أقرها ياسر عرفات . وأضاف الوزير السابق
أنه إذا لم يتم تطبيق الاصلاحت قبل العاشر من أغسطس الجاري، فإن حركة
احتجاجات كبيرة تضم 30 ألف فلسطيني ستسير في قطاع غزة دعماً للاصلاحات
.
وفي إشارة واضحة إلي الرئيس الفلسطيني، نقلت صحيفة الوطن عن دحلان
قوله إن العقلية التي تدير الوضع الفلسطيني لم تعد ذات جدوي فالخسائر
لا تحصي والحياة الفلسطينية مدمرة . وتابع إن مجموع ما حصلت عليه
السلطة من مساعدات دولية بلغ نحو خمسة مليارات دولار ذهبت أدراج الرياح
ولا نعرف مصيرها حتي الآن .دحلان يتهم من قبل الموالين لعرفات بانه
يحظى بدعم اسرائيلي و امريكي و انه يتلقى التشجيع و الاموال للاطاحة
بعرفات و ان ما قام به مؤخرا يدل على انه باشر " مشروعه و طموحه " في
تبوأ مكان عرفات , و هؤلاء يقولون بان دحلان نفسه غير "نقي من الفساد "
و انه مارسه حين كان مسؤولا لجهاز الامن الوقائي ,و قال زياد ابو عين
قادة فتح في الضفة الغربية ان دحلان لم يكن مصلحا و انما مارس الفساد
و الاحتكار لسنوات و تساءل عن امواله و ممتلكاته احمد حلس امين سر
اللجنة الحركية العليا لحركة" فتح" احد ابرز قادة الجناح المحسوب على
الرئيس داخل حركة "فتح" في قطاع غزة وهو من المدافعين عن عرفات
بقوة.حلس اتهم من اسماهم ب "الفاسدين والعابثين والطامعين بالتلاعب
بمقدرات الشعب الفلسطيني تحت شعار الاصلاح ومحاربة الفساد",دحلان رد
عليهم في تصريحات صحفية بقوله " اتحدى ان يقدموا ضدي أي ملف فساد"
و سبق لدحلان ان اعتبر ان ما يحدث في قطاع غزة "هو تعبير عن الغضب
والرفض لاصرار القيادة على وضع الرجل غير المناسب في المكان غير
المناسب وترك الكفاءات. و اكد انه يؤيد الهدف من وراء الاحتجاجات
والمتمثل في اجراء تغييرات في السلطة،وقال دحلان الرئيس عرفات قائد
ويتحمل كل المسئوليات. المفتاح بيده لحل الازمة اما أن ينحاز لمصالح
الشعب الفلسطيني كما فعل دوما أو أن ينحاز لفئة مشوهة ومعقدة وفاسدة.
وتردد على نطاق واسع أن دحلان الذي تفضله بعض الدول الغربية وينظر اليه
على انه خليفة محتمل لعرفات سينال دورا بارزا في قطاع غزة اذا انسحبت
اسرائيل منه العام القادم حسب خطة رئيس الوزراء ارييل شارون احادية
الجانب.
**الصراع على زعامة غزة
ونقلت صحيفة السفير اللبنانية في مقال كتبه محرر الشؤون الإسرائيلية
حلمي موسى أن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات افتتح اجتماعات
للقيادة الفلسطينية قبل عشرة أيام الحملة المضادة على دحلان واتهمه
بالعمالة وأنه على استعداد لبيع فلسطين من أجل نيل زعامة غزة. وأشار في
هذا السياق إلى ما يعرف ب<<اجتماع طليطلة>> في أسبانيا الذي حضره دحلان
مع وزير الخارجية الإسرائيلية الأسبق شلومو بن عامي. وقد ناقش هذا
الاجتماع قضية الوضع في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي. وعرض عرفات هذه
القضية على أنها <<مؤامرة>> إسرائيلية مع دحلان ضده. ولم يكتف عرفات
بذلك بل حاول الاستعداد لمواجهة دحلان في غزة من خلال تعزيز التحالف مع
القوى الفلسطينية الأخرى. وأجرى عرفات مباشرة وعبر مبعوثين مداولات مع
قيادات فلسطينية من غير حركة فتح لتنسيق المواقف ضد الخطر الذي يمثله
دحلان.
وقالت الصحيفة إن دحلان عمد إلى اختيار العنوان الأقرب لمشاعر الناس
وهو موضوع الفساد وتجنّب مواجهة مباشرة مع عرفات خشية خسارة المعركة.
ومعروف أن دحلان ومنذ تحالفه مع رئيس الحكومة الفلسطينية الأسبق محمود
عباس (أبو مازن) بات يكثر من الحديث عن الإصلاح ويضع نفسه كأحد رواده.
وبحسب الصحيفة فإن مؤيدي دحلان في غزة نفذوا عمليات الاختطاف بقصد
إرباك عرفات بعد أن علم دحلان أن قرارا اتخذ بتوحيد الأجهزة وتعيين
موسى عرفات مسؤولا عن الأمن الوطني.
*** محاولة اغتيال نبيل عمرو
ويؤكد دحلان أن موقف تنظيم حركة "فتح" في الضفة الغربية هو نفسه موقف
التنظيم في قطاع غزة لجهة المناداة بالإصلاح ومكافحة الفساد. واعتبر في
هذا السياق أن محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها نبيل عمرو ، هي
الأولى منذ عشر سنوات التي يتعرض فيها كادر فتحاوي لمحاولة قتل. وقد
ابلغنا مروان البرغوثي من داخل سجنه الإسرائيلي، بالرغم من خلافاته مع
نبيل، بوجوب اطلاق الرصاص على من اطلقه على نبيل". وحذر دحلان "إذا لم
تتخذ اجراءات من قبل السلطة بحق من حاول اغتيال نبيل عمرو، فإن هناك
اجراءات سوف يتخذها التنظيم". وكشف عن أن اسم مطلق النار على نبيل عمرو
بات معروفا. وأضاف دحلان أن البرغوثي كان يريد اصدار بيان من داخل سجنه
الإسرائيلي يكشف فيه الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال نبيل عمرو،
"لكننا طلبنا منه عدم فعل ذلك، لأنه موضع اجماع وطني، ولا نريد أن
ينقسم المجتمع والرأي العام الفلسطيني حول بيانه". وكشف دحلان عن أنه
لهذا السبب، طلب من الصحف الفلسطينية عدم نشر رسالة البرغوثي كاملة
التي كتبها بشأن محاولة اغتيال نبيل عمرو، والاكتفاء بنشر جزء منها.
و اشار دحلان في حديث مع صحف عربية الى ان الرئيس عرفات هو المسؤول
عما جرى، وأنه لا يريد أن يفهم أنه يدفع باتجاه التصعيد من خلال سلسلة
التعيينات الأخيرة التي اجراها في قيادات الأجهزة الأمنية.
و قال : ان محمود نشبت المسؤول عن اختطاف اللواء غازي الجبالي، بعد أن
عينه عرفات قائدا للشرطة الفلسطينية، ليس من مرتبات الأمن الوقائي في
قطاع غزة، بل هو من مرتبات الأمن الوطني، وهو من المحسوبين على عرفات
شخصيا، حيث كان يوفر له موازنة مالية. ويعقب دحلان على ذلك قائلا لقد
ثبت أن محمود نشبت أقوى من اميركا واسرائيل وأبو مازن وأبو علاء
والمجلس التشريعي لأنه ارغم عرفات على عزل الجبالي بعد يومين من
تعيينه. ويؤكد دحلان " أن تيار الإصلاح في "فتح" سيحصل على %80 -
%70 من الأصوات في أي انتخابات شعبية، وعلى %90 - %80 في أي انتخابات
تنظيمية على مستوى كل الأراضي الفلسطينية. و حول الإتصالات التي كان
يجريها مع الأمريكيين والإسرائيليين. يقول دحلان عن ذلك أنه كان يتصل
بالأمريكيين والإسرائيليين أثناء وجوده في السلطة وباعتباره مفاوضاً،
ولذلك فإنه لم يجر أي اتصال معهم منذ أن خرج من السلطة. و يشير دحلان
الى تشويهات عرفات لشخصه بالقول إنه أكثر شخص آذاه في حياته، "لقد
طعنني في وطنيتي بعد أن رتبت له استقبالاً جماهيريا لدى وصوله قطاع غزة
شارك فيه ستمائة ألف نسمة". و قال: أبو مازن طلع كرزاي، وأنا المندوب
السامي الذي يحرك الأسطول السادس..!! مع أننا انخرطنا في حكومة السلطة
من أجل انقاذ عرفات..!
ويشير دحلان هنا إلى أن جميل الطريفي وزير الشؤون المدنية في حكومة
السلطة المعروف بعلاقاته مع اسرائيل، والذي كان يقف في الشارع يوما
كاملاً من أجل أن يرحب بالحاكم العسكري الإسرائيلي زمن الإحتلال، إن
سمع أنه سيزورالمنطقة الفلانية.. الطريفي، وفقا لدحلان، يقول عنه الآن
أنه (أي دحلان) يمثل تياراً اسرائيليا..!
**لماذا الاغا
يقول دحلان: تداعينا في القطاع والضفة لبدء نشاط ميداني من خلال اجراء
انتخابات تنظيمية، وقد تم ذلك في أحد عشر منطقة، كان يجري فرز الأصوات
فيها بوجود الناخبين والمرشحين، لكن نتائج هذه الانتخابات لم ترق
للقيادة، فكانت سلسلة التعيينات الأخيرة في قيادات الأجهزة الأمنية،
وما تبع ذلك من تحركات. غير أن دحلان يكشف عن مواجهات مع عرفات سبقت
ذلك يعود اولها إلى حين عين عرفات الدكتور زكريا الأغا عضوا في اللجنة
المركزية لحركة "فتح"، علما أن دحلان نفسه كان مسؤول التنظيم في قطاع
غزة، ما دعاه لسؤال عرفات: كيف تعين الأغا عضوا في المركزية..؟ يقول
دحلان إن عرفات اجابه يومها: باسم من تتكلم..؟ فرد عليه قائلا: باسم
عشر سنوات امضيتها في السجن الإسرائيلي .
ويشير دحلان إلى ضرورة تثبيت العضوية في حركة "فتح" لعدم صحة الوضع
الحالي حيث لايوجد توثيق لمن هو عضو في الحركة من غيره. ويقول إنه يوجد
120 ألف منتسب للحركة في قطاع غزة و300 ألف منتسب في الضفة الغربية،
وهؤلاء يفترض أن ينتخبوا 1750 كادراً يمثلون المؤتمر العام للحركة
الجاري الإستعداد لعقده.. مؤكداً نحن نقاتل الآن من أجل الانتخابات..
مؤكداً أن اللجنة المركزية الحالية لحركة "فتح" لا تمثله من حيث
القانون أو النظام، حيث مضى على عقد آخر مؤتمر عام للحركة خمسة عشر
عاما، في حين أن النظام الداخلي ينص على عقد مؤتمر عام كل خمس سنوات.
ويشكك دحلان في امكانية فوز أي من أعضاء اللجنة المركزية الحالية في
أي مؤتمر عام مقبل، ويقول إن الذين يخافون مغادرة رام الله، كيف لهم أن
يخوضوا معركة انتخابية ويطرحوا برامجهم على قواعد التنظيم في
مواقعهم..؟! .ويوجه دحلان نقداً شديداً لأعضاء اللجنة المركزية لحركة
"فتح" قائلا "عشرة حرامية طلعونا كلنا حرامية، وأكد دحلان أن تيار
الإصلاح الديمقراطي لن يقاتل عرفات، وقال متسائلا هل نقاتل عرفات على
الخازوق والدمار والجثث..؟ واشار إلى وجود نهجين في الساحة
الفلسطينية.. نهج الفوضى وعقلية الفاكهاني، ونهج اصلاحي سر قوته في
ايمانه بالتغيير، وقوته الأساسية، كما قال، في الميدان، حيث يستطيع
دحلان اخراج مظاهرة من ثلاثين ألف مواطن تخرج في مسارات تحدد لها. أما
سر قوة النهج الآخر ممثلا في اللجنة المركزية فهو، كما يقول، "التمسح
بشرعية عرفات التي يحبسها داخل المقاطعة برام الله". وكشف عن أنه قال
لعرفات يوما أنه لا وجود ولا أي دور للجنة المركزية. "أنت رامي حطتك
عليهم". وقال إن أقل عضو في المركزية يحصل من عرفات على ثلاثين ألف
دولار شهرياً، والنشيط منهم يحصل على مائة ألف دولار. ونفى علاقة أبو
مازن بالتيار الذي يضمه.. تيار الإصلاح الديمقراطي. وقال "إن أبو مازن
لا يتدخل فينا.. نحترمه ويحترمنا، لكن لا علاقة له بعملنا، إما لأنه لا
يريد، أو لأنه متردد
****دحلان ...الربيب السابق لعرفات
و كتب بشير نافع في صحيفة " القدس العربي " يقول (لقد بات من المتيقن
الان أن حركة الاحتجاج التي خرجت للتعبير عن المعارضة للرئيس عرفات لم
تكن مجرد رد فعل علي التعيينات الامنية والفساد الذي ضرب اطنابه منذ
سنوات في مؤسسات السلطة، بل كانت ايضاً، واساساً، حركة سياسية،
بالمدلول المباشر للسياسة. ان المسؤول عن التحرك ضد الرئيس عرفات في
قطاع غزة، والذي اخذ في الامتداد الي الضفة الغربية، هو محمد دحلان،
الربيب السابق لعرفات.
و يرى الكاتب نافع ان تحرك دحلان ضد رئيسه قد جاء برضي من ابي مازن،
وبتنسيق وتحالف مع القادة الحاليين للامن الوقائي في القطاع، الذين
يدينون بالولاء لدحلان. ولعل من الصواب القول بأن هذا التحرك جاء ضمن
سلسلة واسعة ومنسقة من التحركات الاقليمية والدولية التي تستهدف الرئيس
عرفات. ومن الصواب ايضاً الاستنتاج بأن عرفات يمر الان باقسي امتحان مر
به في حياته السياسية كلها، وانه يواجه تحدياً قد يضع بالفعل نهاية
لسلطته. السؤال المهم هو لماذا هذه التحركات غير المسبوقة المناهضة
لعرفات، لماذا الان، ومن هي القوي التي شجعت عليها، وما الذي تسعي اليه
علي وجه التحديد.
و يجيب نافع على ذلك بقوله "يكاد محمد دحلان ان يكون ظاهرة صنعها
عرفات بالكامل. فقد استطاع دحلان من خلال نفوذ الجهاز الذي ترأسه، من
خلال علاقات متزايدة بينه وبين المسؤولين الاسرائيليين، لاسيما بعد
الحملة التي شنها الامن الوقائي علي الاسلاميين في منتصف التسعينات، من
خلال تقربه وتقاطعه مع السياسة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية، ومن
خلال سلسلة من التحالفات الداخلية، ان يوطد قدميه في دائرة الزعامة
الفتحاوية الثانية، دائرة ما بعد جيل اللجنة المركزية. ولكن اضعاف
عرفات المستمر والمتعمد للجنة المركزية وطموح دحلان الجامح يدفعانه
الان لتحدي اللجنة المركزية ذاتها، بل واستخدام اعضاء منها في انقلابه
علي عرفات. لم يخف دحلان اعتراضه علي الطريقة التي ادار بها عرفات
مباحثات كامب ديفيد الفاشلة في صيف 2000، وربما كان فشل تلك المباحثات
بداية الافتراق بين الضابط ورئيسه وبداية بروز دحلان في اعين المسؤولين
الامريكيين المتعاملين مع الشأن الفلسطيني. خلال الفترة التالية، ابدي
دحلان اعتراضه علي دعم عرفات وتأييده للانتفاضة الثانية، وسرعان ما وجد
ان الافضل بالنسبة له الاستقالة من موقعه الرسمي، لاسيما بعد الاجتياح
الاسرائيلي للضفة الغربية وبعض قطاع غزة في ربيع 2002. ولكن الاستقالة
لم تكن تعني فقدان نفوذه في الامن الوقائي، ولا هي ادت الي قطع الخيوط
بين دحلان ورئيسه.
ولذا فان اتخاذ دحلان مثل الخطوات التي اتخذها مؤخراً في قطاع غزة، من
تهديد واختطاف لرجال عرفات الرئيسيين في اجهزة الامن، تنظيم المظاهرات
المنددة بالرئيس، العمل علي السيطرة علي تنظيم فتح في قطاع غزة، وتشجيع
عناصر فتحاوية اخري في الضفة الغربية علي تحدي قيادة عرفات، هو تطور
نوعي في العلاقة بين الاثنين. ثمة احساس متزايد في قطاع غزة، خطأ كان
او صواباً، بأن ساحة الحسم قد اقتربت، وان شارون جاد بالفعل في خطته
الانسحاب من القطاع، وان علي من يريد السيطرة علي الشأن الامني
والسياسي في القطاع ان يبدأ استعداداته من الان. لا تتعلق المسألة
بفساد الجبالي وموسي عرفات وامثالهما؛ ولكن معسكر دحلان وحلفائه لا يقل
فساداً. المسألة هي في تعزيز المواقع والنفوذ وامكانات السيطرة
انتظاراً لتسليم السيطرة في القطاع. ولكن دحلان لا يتحرك منفرداً،
فدحلان قد اصبح جزءاً من الطبقة السياسية الفلسطينية في الضفة والقطاع،
وهذه الطبقة قد تعرضت للانقسام منذ انفجار الانتفاضة.
ثمة معسكر يري ان الظروف ليست ناضجة بعد لحصول الفلسطينيين علي وعود
اتفاق اوسلو، او علي التفسير الفلسطيني لهذا الاتفاق، الذي اصبح سقف
الطبقة السياسية الفلسطينية. ويعتقد هؤلاء ان علي الفلسطينيين تقديم
المزيد من التضحيات والصبر وعدم الاستعجال حتي تنضج ظروف الصراع، وتصبح
الظروف الاقليمية والدولية مواتية اكثر. يقف علي رأس هذا المعسكر ياسر
عرفات، بغض النظر عن الكثير من اعوانه وحاشيته. وهناك معسكر آخر، يضم
امثال دحلان وابي مازن ونبيل عمرو وياسر عبد ربه وآخرين، لا يجمعهم
بالضرورة تحالف رسمي ولكنهم متفقون علي ان السبيل الوحيد المتاح الان
هو التفاهم مع ادارة بوش، وضع نهاية للانتفاضة، تحجيم القوي الاسلامية
المقاومة، والقبول بما هو متاح اسرائيلياً.
***حلس: مفسدون يتسترون بالاصلاح
احمد حلس امين سر اللجنة الحركية العليا لحركة" فتح" احد ابرز قادة
الجناح المحسوب على الرئيس داخل حركة "فتح" في قطاع غزة وهو من
المدافيعن عن عرفات بقوة.حلس اتهم من اسماهم ب "الفاسدين والعابثين
والطامعين بالتلاعب بمقدرات الشعب الفلسطيني تحت شعار الاصلاح ومحاربة
الفساد" . و اعتبر حلس ان ان الصراع الدائر حاليا ليس صراعا داخل حركة
"فتح" بل صراع على حركة "فتح" ومحاولات البعض استغلال الظروف الراهنة
واحتواء الحركة وقرارها وهي محاولات التي ستبوء على حد قوله بالفشل
الذريع تماما كما باءت كافة المحاولات السابقة، ونفى حلس ان تكون
لانتخابات الدائرة حاليا في حركة " فتح" بقطاع غزة قد كشفت عن تراجع
تيار الرئيس عرفات مشيرا الى ان الانتخابات لم تجرى سوى في عدد قليل
جدا من المناطق ولا تشير باي حال من الاحوال لتوجه ابناء " فتح" . و
اشار حلس الى ان "مجموعات من المسؤولين الذين اعتقدوا ان أي تغيير
سيمس بمصالحهم وبنفوذهم وبالتالي استخدمت فيها كل الشعارات واستخدمت
فيها كل العناوين التي يرغب شعبنا في ان يراها ولكنها استخدمت استخداما
كاذبات وباطلا لبان هذه الشعارات لا يمكن ان تنفذ الا بأدوات نظيفة
وباساليب نظيفة، لا يمكن ان تنفذ من خلال استخدام السلاح. و اوضح حلس
ان ما يحدث ليس انشقاقا في حركة" فتح" التي صاحبة مشروع وطني. ولكن
غياب الديموقراطية جعل هذه الحركة تضم في صفوفها من لا يؤمن حتى
بفكرها ومن لا يؤمن يخطها " . و لم ينف حلس وجود " اجنحة متصارعة "
داخل فتح و قال الاجنحة في داخل حركة" فتح" نعم متصارعة ولكن هذا
الصراع مسموح به دوما لاصلاح الحركة وللمحافظة عل وحدتها وعلى بقائها ،
وهناك ايضا من يسعى الى ان يتخذ من هذا الصراع وسيلة او طريقا للسيطرة
على حركة" فتح" وبمنع أي وجهة نظر اخرى تختلف معها، تقسيم الحركة الى
اصلاحيين او غير اصلاحيين هذا التصنيف كاذب وباطل وهو ايضا لها عناوين
ودلائل يجب التأكيد عليها حتى يقع تحت طائلتها من يمارس عملا يضعه في
دائرة الفساد.
و لم يعط حلس أي قيمة للانتخابات التي جرت في غزة قائلا بان الحديث عن
الانتخابات دليل على محاولة لوي الحقائق بشكل مفتعل ، وقال "حتى الآن
لم يعقد مؤتمرا واحد ولم يتم انتخاب منطقة واحدة وبالتالي من يريد ان
يسجل انتصارات وهمية فهذا دليل واضح على انه يجري ويسعى وراء اوهام ".
حقوق النسخ © بواسطة . جميع الحقوق محفوظة. قدس نت جميع الحقوق
محفوظة.
نشرت بتاريخ: 2004-08-05
|