دور المثقف الفلسطيني في مُساندة كفاح
شعبه!!
تحليلا وتعقيبا على مقالة " قصة البصل والتفاح...تيسير مشارقه, القدس
العربي
12.1.05"!
د.شكري الهزَّيل
لقد
جلب إنتباهي منذ فتره طويله حقيقة كثرة المواقع العربيه الالكترونيه
والصحافيه, ولكنني بسبب إنتمائي وإهتمامي ركزت بشكل خاص على مايُكتب عن
القضيه الفلسطينيه في المواقع الالكترونيه اللتي تُدار من فلسطين
والصحافه الصادره هُناك لابل أنني قُمت بأرشفة وتوثيق أكثرية المقالات
المُرتبطه بالاحداث الفلسطينيه وتصنيفها بين كاتب مهجر وكاتب وطن[
وللأمانه التاريخيه كان هُنالك الكثيرمن المُغالطات التاريخيه وغياب
المصداقيه في هذه الكتابات] من جهه وكُتاب وصحف سلطه[ولا ء الكاتب
والصحف لقبيلته السياسيه] من جهه ثانيه وبالتالي بِإعتقادي ان السيد
مشارفه قد لمس بعض من الحقيقه في لوعه كتابيه عِتابيه ولكنه ترك الحبل
على الغارب وحمّل المسؤوليه لكُتاب المهجر وغيرهُم عن غابة ألأراء
اللتي تَعج بها المواقع الالكترونيه الفلسطينيه وغيرها دون ان ياخذ
بالحسبان دور اصحاب هذه المواقع واالمُمولين لهذه المواقع ,.. وإدعاء
القائمين على هذه المواقع بعدم مسؤوليتهُم وهذا " مايصلهم" غير دقيق
وغير صحيح!!
من
هنا ارى انه من المهم التأكيد على ان التقنيه الالكترونيه قد سمحت
لكتاب المهجر بالاطلاع والمساهمه اكثر في قضاياهم الوطنيه, وإذا أخذنا
بالحسبان ان اكثرية الشعب الفلسطيني مُشرد ويعيش في المهجر, فسيكون هنا
من الطبيعي ان يكون من بين هؤلاء نسبه كبيره من الكتاب والمُثقفين
اللذين يهتمون بشؤون وطنهُم من خلال ديناميكية وتسارع الاحداث في
فلسطين, وبالتالي لا بُد من التفريق بين الاثراء الثقافي والوطني اللذي
يُساهم به العديد من هؤلاء الكتاب وبين هؤلاء "المُحزَبُون" او مايُسمى
ب"الليبراليون" او " كُتاب السلطه" اللذين
يبثون وينشرون معلومات موجهه تهدف الى كسب ألأخر اوتشويه وجهة
نظر الأخر ناهيك عن المأجورين اللتي ينشُر اصحاب المواقع الالكترونيه
والصحافيه سمومهم تحت حجة" حرية الرأي والتعبير"...بِإعتقادنا ان حرية
الراي والتعبير تنتهي عندما ينشر موقع فلسطيني الكتروني سلسله من
المقالات لما يُسمى بكاتب"ليبرالي" يشتم فيها الشعب الفلسطيني وقيادته
ويدعوا الى الاستسلام ومُباركة الاحتلال الاسرائيلي والاحتلال الامريكي
لابل يتهم الفلسطينيين بزرع" فرق موت وإغتيالات" في العالم العربي
والسؤال المطروح: هل تأكد صاحب الموقع من هذه المعلومات؟؟ وهل فعلا هذا
ما "يصله" ويجب ان ينشره؟؟ وبالمناسبه: إدارة هذا الموقع فلسطينيه
ومقدسيه!! هل ان السيد مشارقه على يقين ان هذا هو ما " يصلهمُ"؟ او هذا
ما يريدونه هُم ومُموليهُم من وزارات خارجيه وثقافيه أجنبيه؟؟
هُنا لا بد من التأكيدعلى أن الدافع الرئيسي اللذي جعلني أُعلق على
المقاله المذكوره اعلاه هو ليس بعض المُغالطات وتحميل ألأخرين مسؤولية
"قصف" الفلسطينيين بالقدح والمعلومات الخاطئه لا بل التأكيد على ضرورة
ضبط إيقاع الاعلام الفلسطيني ووقف فوضى المصطلحات في سوق عكاظ
الاعلامي, وبالتالي نحن..نعم نحن بحاجه الى إعادة الامور الى نصابها
والخيل الى مرابطها وان نتوقف عن الحديث عن الف فلسطين وألف نوع من
الفلسطينيين والف فتات نطلق عليه الشعب الفلسطيني ونتناسى عمدا الشعب
الفلسطيني وهويته التاريخيه وما جرى له ككتله واحده تعيش أكثريتها
مُهمشه قسرا في المهجر والمنافي القسريه!..هل يُعقَّل ان تُجري
انتخابات باسم الشعب الفلسطيني يُشارك فيها أقل من ثُلث الشعب
الفلسطيني بينما تُستثنى ألأكثريه الساحقه وتُهمش عمدا تحت مُسميات "
الواقع" , واللاجئين, وعرب ال48 , وعرب اسرائيل, وعرب خازستان!! وعرب
اوروبا ولندن وباريس وبرلين ..الخ! من هو المسؤول عن كل هذا التزييف
والعُهر الاعلامي والسياسي والتشويه المُبرمج لصورة وتعريف الشعب
الفلسطيني تاريخيا وجُغرافيا وديموغرافيا!!بالطبع سيرمي الكثيرون من
بيننا الكره في ملعب الصهيونيه والامبرياليه لوحدها ويتناسون دور
المُتصهينين من بين ظهرينا, والمُطبعين, وابواق الرُخص والمصالح اللذين
مارسوا العُهر السياسي والتزييف التاريخي من داخل الوطن وليس خارجه
فقط, ولم يتركوا منبرا اعلاميا واحدا إلا ودأبوا على تأكيد نهج إعلامي
يُرسِخ أكذوبة " الشعب الفلسطيني" الجديد المُصغَّر والمُقزّم
ديموغرافيا وجغرافيا لا بل المُفصَل على مقاس اوسلو و" دويلة" وَهِم
المُنتخبُون والمُوَزرُون من قبل اسرائيل وامريكا ومُشتقاتهُم , وهُم
ايضا المدعُومُون إعلاميا من وسائل اعلام فلسطينيه بَلاطْيَه وعشرات
الملايين من الدولارات الامريكيه والغربيه كما جَرى مؤخرا في العُرس
الانتخابي والاعلامي اللذي أقامهُ "الفلسطينيون الجُدد" في
مَحمياتَهُم!!... الوليمه الدسمه لهذا العُرس كانت ومازالت ذبح ونحر
حقوق اكثرية الشعب الفلسطيني على نفس المذبح الصهيوني والامريكي!! ولكن
الذَبَّاحِين والنحَّارِين في هذه المره "فلسطينيون" بسكاكين اسرائيليه
وامريكيه , وعُربان الرِدَه!!!
نحن
ندرك ان الشعب الفلسطيني يتوق الى الامن والامان مثله مثل كل البشر,
وندرك أنهُ يُفرِق بين العسل والبصل والتفاح والبصل, ولكن الاهم من هذا
وذاك أن هذا الشعب وبالرغم من كل تضحياته الجسيمه والجَبارَه على مدى
أكثر من قرن يَسقُط دوما في اتون التناقض بين مطالبه المشروعه وبين
مصالح"قيادته" ومُحيطه العربي الخائن والمُتخاذل,,منذ ثورة عام1936
[ اللذي كان فيها النصر الفلسطيني قاب قَوسين] اللذي دعا فيها الملوك
العرب انذاك الفلسطينيين" بوقف الثوره والثِقه بِاصدقاءَهم الانجليز
وحلهُم العادل" ناهيك عن الصراع بين الشيخ الحسيني والنشاشيبي وفرق
الموت النشاشيبيه التي لاحقت الثوار والمواليه لبريطانيا,,ومرورا
بانتفاضة عام
1987
اللتي حُرْقت إنجازاتها وضاعت تضحيات الشعب الفلسطيني في اتون اوسلو
والتأمر العربي اللذي مد طوق النجاه للاحتلال الاسرائيلي ورَسَّخهُ,,,
وحتى انتفاضة الاقصى اللتي حاصرها وطوقها النظام العربي والاوسليون حتى
جاء دور الكرازيون لُيُعيدوا الشعب الفلسطيني الى أقّل من الرُبع
الاول, والانكى من هذا كُله أنَّهُم " مُنتخبون" ألأن من قبل "الشعب
الفلسطيني"!!.. لاحظوا: قِلة عدد المُشاركين في الانتخابات في الضفه
والقطاع والعدد الكامل للشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا!!
صارت الخيانه والتفريط في الدول العربيه وفلسطين مجرد وجهة نظر تُقال
في سياق واطر" حرية الراي والتعبير", والديموقراطيه",وتُنشَّر في جميع
المواقع الاعلاميه وتحت مُسميات كثيره من " الخبير في الشؤون
الاسرائيليه والامريكيه",, ومُرورا ب"الخبير بالشؤون الديموقراطيه
وكيفية ترسيخ الاحتلال وتسويقه جماهيريا" وحتى "الخُبراء" بتزييف
تَعاريف الشعوب وحقوقها وتفصيلها على مقاس صهيوني وامريكي!! ثُم
يتساءلون ما العَيب في ان تُمول امريكا " الانتخابات الديموقراطيه" و
عملية تزييف وتشويه صورة الحق الفلسطيني؟؟...الَم تُوافق "القياده
الفلسطينيه المُنتخبه ديموقراطيا" على تسجيل اسماء
6000
مَقدسي فقط للتصويت في القدس والبقيه ألأكثريه كان عليها التوجه الى
خارج واطراف القدس إذا ارادت المشاركه في التصويت؟؟ بالطبع: من قال لكم
ان ابوديس هي عاصمة "فلسطين" وليس القدس, فهُو لا يفقه في السياسه ولا
يثق بدهاء وذكاء القياده الفلسطينيه "المُنتخبه" وشعبُها" الفلسطيني"
المُفَصَل في واشنطن وتل ابيب!!
من
الملاحظ في الوقت الأخير ظاهرة اساليب بعض الكتاب والمفكرين والسياسيين
الفلسطينيين الذين يعيشون داخل فلسطينَهُم!, ويُحاولون تَعْيِِير كُتاب
المهجر بكونهُم يعيشون في رغد المهجر ولا يعيشون الواقع في فلسطين!,
ولربما هذا الطرح صائب في بعض الاحيان بسبب غُربة بعض الكتاب عن الواقع
الفلسطيني!, ولكن هذا لايعني ان جميع الفلسطينيون في الخارج مُغتربون
عن واقع فلسطين من جهه ولا يعني بالضروره ايضا ان كُتاب الداخل" صافي
يا لبن" وأنهُم لا يُسخرون مقدرتهم في كثير من الاحيان لخدمة نهج سياسي
ومارب سياسيه بحد عينها من جهه ثانيه وبالتالي لا ارى انه من الصائب
توجيه الاتهامات الى "الخارج" بينما المصدر والناشر وأصحاب المواقع
الاعلاميه يُقيمون في فلسطين ويقُومون بنشر مقالات تحُط من قدر الصمود
الفلسطيني والعراقي تحت حُجج "الليبراليه" لابل يَقومون بنشر مقالات
أعتى رموز التصهيُن العربي!!!.. ولكن ايضا : ماذا مع صحف ومواقع
فلسطينيه قريبه من السلطه الفلسطينيه تَقُوم مُنذ سنين ببث سموم
الخذلان والهزيمه في نفوس الشعب الفلسطيني!! هُنا بالضبط هو مربط الفرس
ومركز التشويش والتشويه التاريخي!!
واخيرا وليس اخرا لابُد من الاعتراف أن هُنالك فوضى إعلاميه وغابه من
الاعلام التضليلي الموجه ضد العرب عامه والفلسطينيين خاصه, ولكن الأهم
من هذا هو محاولة علاج هذه الظاهره السلبيه بكل جوانبها وعلى راسها
تَحديد مصدر الفوضى والتضليل المُوجَه ضد الانسان والشعب الفلسطيني,
ومن المؤسف القول أن اكبَر مُشوه للعقل الفلسطيني هو وسائل اعلام ثُلة
أوسلو اللتي ساهمت في تقزيم الوعي الفلسطيني وحاولت وتُحاول فصل الداخل
الفلسطيني عن الخارج الفلسطيني لاسباب سياسيه ومصالح ذاتيه ظَنا منها
بحتمية نجاح برنامجها الاعلامي الهادف الى تشويه وتقزيم القضيه
الفلسطينيه الى حَد مُحاولة صياغة تعريف جديد لجغرافيا وديموغرافيا
الشعب الفلسطيني!!.. دور المثُقف الفلسطيني في هذه المرحله هو إضاءة
الشموع غلى طُول وعرض الطريق الفلسطينيه نحو توجيه الشعب الفلسطيني
الى
نيل حقوقه وليس تَيئيسه ولا تشويه هويته التاريخيه كما هو جاري من قبل
" المُنتخبون" من قبل "الشعب الفلسطيني" اللذين تقبلُوا تَهاني شارون
بالفوز, وكأن هذا المُجرم لم يَلُغ ويَلغ في الدم الفلسطيني بأبشع
اشكال الفاشيه والاجرام.
|