صرخـة برلين:بيان صادر عن المؤسسات الفلسطينية في برلين
25 May - 2005
صرخـة برلين
وحدتنا الوطنية وتلاحم جماهيرنا
هي مصدر قوتنا وصمودنا وهي الضمانة والأساس
إننا في الاتحادات النقابية الفلسطينية أبناء الجالية الفلسطينية في
ألمانيا برلين نتابع ببالغ القلق التطورات والتبعات الانتخابية الخطيرة
الجارية في قطاع غزة والتي لا تهدد التجربة الديمقراطية الفتية في
الوطن فحسب، وإنما تتعداها لتمس وحدة الشعب الفلسطيني المناضل، والتي
عجزت جميع المحاولات الصهيونية وما أنتجته من وسائل عدوانية، وما قامت
به من فتن وتشريد وحصار على مر عقود من النيل منها أو زعزعتها
رغم ثقتنا المطلقة بنزاهة القضاء الفلسطيني ومصداقيته، رغم محاولة
البعض زعزعة ثقة المواطن الفلسطيني بهذه الثقة من خلال استغلاله لتحقيق
مكاسب تنظيمية وحزبية ضيقة، إلا أننا ومن خلال متابعتنا لمجريات
الانتخابات، نرى أنه كان من الأولى أن تغلق الأبواب من البداية على أي
حكم قد يشكك بنزاهة اللجان الانتخابية والرقابية، الأمر الذي سيؤدي
بالضرورة إلى زعزعة ثقة المواطن في مصداقيتها وجديتها، سيما والوطن
الحبيب تحف به الأزمات والمخاطر، وشعبنا المرابط ما زال يرزح تحت نير
الاحتلال والقمع والتسلّط والقهر والاستبداد !!
إن دور القضاء والسلطة الفلسطينيين في التصدي ومنع الخروق القانونية
أثناء سير الانتخابات وبشكل مباشر يفوق بشكل كبير أهمية دورهما في
النظر في الشكاوى والطعون بأثر رجعي .
إنه إذ لا يفوتنا الترحيب بقرار المجلس التشريعي الفلسطيني بإلغاء
العمل بالسجل المدني، آملين عليه تبني القانون الانتخابي الذي تم
التوافق عليه مؤخرا في حوارات القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، لنضم
أصواتنا إلى كل الأصوات المخلصة والقيادات الحكيمة في حركة التحرير
الوطني الفلسطيني " فتح "، وكذلك في حركة المقاومة الإسلامية "حماس "،
ونناشد الأخ محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب، وكذلك
الأخ فاروق القدومي، رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين سرها، والأخ
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وكل قادة الفصائل
الفلسطينية الوطنية والإسلامية وجميع المناضلين وأصحاب الضمائر الحية
والعقلاء من أبناء شعبنا ومن كل المؤسسات الفلسطينية، للتصدي لجميع
الأوساط المغرضة والمعادية لشعبنا الفلسطيني ولحركته الوطنية ومقاومته
الباسلة والتي تحاول أن تشكك بالمظاهر الديمقراطية السليمة التي ما
فتئنا نُحسد عليها من دول كثيرة أخرى رغم أنها لا تزال تقبع تحت
الاحتلال.
ونستغرب في هذا السياق الأصوات التي تنظر إلى السلطة كأنها إرث أو حق
مكتسب لها دون غيرها من القوى على الساحة الفلسطينية، بل وتستنكر هذه
الأصوات سعي الحركات الفلسطينية الأخرى باتجاه هذه الوسيلة الدستورية
التي تمكنهم من خدمة شعبهم وتخفيف المعاناة عنهم
إن الشعب الفلسطيني المناضل، شعب الجبارين وصاحب حق العودة والإرادة
التي لن تنكسر، الذي قدّم آلاف الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى والأسرى
والمحاصرين والمشردين، هو الوحيد صاحب الحق في اختيار سلطته وبلدياته
وممثليه عبر الانتخابات الحرة والنزيهة دون أي تأثير خارجي أو تسلط
وإكراه، أو استخدام السلطة والقانون والقضاء لأغراض غير نزيهة. لقد
علمتنا الثورة والانتفاضة والمقاومة الباسلة والمعاناة، وعلمنا التشرد
والسجون والقهر والظلم أن نخسر ونربح، وأن نكر ونفر، أن نحمي شعبنا
ونحمي انتفاضتنا وثورتنا، حتى نستطيع أن نقيم دولتنا المستقلة على
أرضنا ونرفع علمنا على قدسنا وبرنا وبحرنا
إن الشعب الفلسطيني بأكمله هو "حركة " واحدة ضد الاحتلال، وبالتالي فإن
أي اتجاه سياسي مقاوم يحصل على ثقة المواطن الفلسطيني هو نصر وفوز
للوطن بأكمله، قبل أن يكون فوزاً لهذه اللائحة أو تلك، على أن مصلحة
الوطن الذي يتسع للجميع، تكمن في ضمان استمرار المسيرة الديمقراطية
التي ناضلنا من أجلها دون تفرد أي جهة بالسلطة، وأن احترام حرية الفرد
في التعبير عن رأيه والإدلاء بصوته هو أهم نصر على الاحتلال الإسرائيلي
وقطعان مستوطنيه
و إنها لثورة حتى النصر . . . و يا جبل ما يهزك ريح
عاشت فلسطين وعاش نضال شعبنا الفلسطيني وعاشت وحدته الوطنية