بلال البرغوثي

من سجنه يروي قصة تسليم الرجوب

لمعتقلي الأمن الوقائي

رام الله – خاص

اتهم بلال البرغوثي القيادي البارز في كتائب عز الدين القسام في أول حديث صحفي له من سجن عسقلان بعض قيادات الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالخيانة. وقال البرغوثي والذي كان من بين خمسة معتقلين من حماس سلموا إلى الجانب الصهيوني بموجب صفقة عقدها مدير جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب مع الصهاينة لإنهاء حصار المقر العام في بيتونيا خلال حملة السور الواقي في مدن الضفة الغربية نهاية آذار الماضي، وأضاف البرغوتي 26 عاما ( كنا ضحية صراع بين أجهزة أمن سلطة عرفات على أيهم يخدم الدولة العبرية أكثر ) .

بقي بلال وعبد الله لـ25 يوما في سجن الوقائي ببيتونيا بعد اعتقالهما ، وبعد تدخل جهات وأطراف كثيرة أسفرت عن إخلاء سبيلهما، ولكن بعد شهرين فقط عاودت قوات الوقائي اعتقال بلال الذي كان يختبئ في شقة سكنية مع زميله عماد الشريف ، وبالرغم من تدخل أطراف كثيرة إلا أن الوقائي أصر على اعتقالهم .

ويقول بلال: "احتجزونا في زنزانة تحت الأرض لمدة أسبوع ، أضربنا فيها خمسة أيام عن الطعام ، ثم نقلونا إلى السجن ، إنه يشبه تماما سجون الاحتلال، وكان معنا أربعة معتقلين اثنان  ينتمون للجبهة الشعبية ، والآخران من كتائب القسام وهما : إبراهيم أبو الرب ، وسليم حجة ) .

وقد عمل بلال طوال فترة اعتقاله ممثلا للمعتقلين لدى إدارة الأمن الوقائي ، فكان وبشكل شبه يومي يجتمع مع مسئولي الجهاز للإفراج عنهم .

اجتماعات مع الرجوب

ويتحدث البرغوثي عن لقاءاته بالرجوب قائلا: " اجتمعت ثلاث مرات مع العقيد جبريل الرجوب في مكتبه ، وكان دائما يبرر الاعتقال بأنه قرار سياسي ، وأن الأمر ليس في يده " .

وتابع بلال " عندما كنت أسأل العقيد الرجوب هل تضمن عدم تعرضنا للاغتيال أو الاعتقال ونحن هنا في داخل المقر ، فكان جوابه لي : هناك ضمانات أردنية ومصرية ودولية بعدم التعرض للمقر ، فكنت أجيبه : هل باعتقادك أن "إسرائيل" تحترم هذه الضمانات ؟ ، ثم أهلا وسهلا بهذه الضمانات ، وبعد أن يتم اغتيالنا أو اعتقالنا ما الذي سنستفيده من ضماناتكم ، ولم يكن يرد على ذلك بكلمة واحدة .......) .

خمسة شهور اعتقال

وخلال الخمسة شهور على اعتقال البرغوتي ورفاقه الذين لم يتوقفوا ليوم واحد عن الاحتجاج ، والمطالبة بالإفراج عنهم من خلال الإضراب عن الطعام ، والاجتماع من المسؤولين ، وتقديم الطلبات ورفعها لإدارة الجهاز كل يوم ، حتى وصل الأمر بهم إلى قيام كل معتقل بكتابة وصية قدمها إلى أهله تعبيرا عن المخاطر المحدقة بهم ، وتنظيم مسيرات من قبل الأهالي والقوى الوطنية والإسلامية إلى المقر ، وقبل عملية نتانيا بفترة قصيرة حاول المعتقلون الهرب من السجن إلا أن حراس السجن كشفوا الخطة في الدقائق الأخيرة واعتدوا عليهم بالضرب .

وأمام هذا الضغط الكبير من قبل كثير من الأطراف أفلحت الجهود بالإفراج عن بعض المعتقلين كان من بينهم عماد الشريف وبعض زملائه ، لكن بقي في سجن الوقائي أخطر المعتقلين وهم بلال البرغوتي ، أحمد أبو طه ، إبراهيم أبو الرب ، سليم حجه ، إبراهيم شكشك ، إبراهيم الهندي .

بداية المؤامرة

وقعت عملية نتانيا الاستشهادية بتاريخ 7/2/2002م ، وأدرك المعتقلون أن اجتياح المدن الفلسطينية أصبح مسألة وقت ، ومن هنا طلب المعتقلون في نفس الليلة التي حدثت فيها العملية الالتقاء مع العقيد الرجوب إلا أن نائب مدير السجن الملازم رائد الكيلاني أبلغهم أنه لا يوجد أحد من مسئولي الجهاز .

وفي اليوم الثاني والذي بدأ فيه الاجتياح جاء العقيد أسامة الجبريني ، نائب الرجوب ، وأخبرهم أن بإمكانهم الآن الخروج من السجن، وهنا يقول بلال: " طلبنا منهم تزويدنا بالسلاح ، فرفضوا .. قلنا لهم أعيدوا لنا السلاح الذي صادرتموه منا ، ولكنهم أيضا رفضوا ، لقد خلقوا لدينا شعورا بأن هناك مؤامرة تحاك ضدنا ، فصولها : السماح لنا بالخروج من السجن ولكن إلى أين إلى الكماشة “الصهيونية” إما الاعتقال أو الاغتيال بدم بارد" .

لم يثق بلال وزملاؤه بعناصر الوقائي مطلقا ، خاصة أنه ومنذ خمسة شهور وهم يطالبون بالإفراج عنهم دون جدوى ، وبعد دخول 100 دبابة إلى كل شارع وحارة في رام الله وتساندهم طائرات الأباتشي من الجو ، يأتوا ويقولوا لنا اليوم أنتم أحرار  وبإمكانكم الخروج  والدبابات على مرمى حجر من باب المقر .

ولم يكن بلال وزملاؤه  يعلمون بما يحدث داخل المقر عندما أحكمت قوات الاحتلال تطويقه من جميع الجهات وبدأت بقصف بعض الأقسام فيه ، إذ تجمعوا في غرفة واحدة مظلمة وحتى أثناء القصف رفضوا إعطاؤهم السلاح ، وبعد ذلك يخبرهم نائب الرجوب بأن المشكلة انتهت .

ويتحدث بلال "جاء إلينا الجبريني ، نائب الرجوب ، وأخبرنا أن المشكلة انتهت ، فسألته على ماذا اتفقتم ؟  أجابني أنه سنخرج جميعا من المقر ، أخبرته أننا لن نخرج من المقر إلا محمولين على الأكتاف" .

أصدر الجبريني أوامره إلى عناصر الجهاز بتجميع كل الأسلحة التي بحوزتهم ، وتم تجميعها ووضعها في إحدى غرف المقر ، وبدأت عناصرهم بالخروج واحدا تلو الآخر،ك"كان قرارا صعبا ومؤلما ، لم نكن نتصور ولا بأي شكل من الأشكال أن يصل بهم الأمر إلى هذه الدرجة ، لقد سلمونا للصهاينة على طبق من ذهب " .

ويصف بلال ما حدث له ولزملائه بأنها مؤامرة ، وانهم كانوا ضحية لصراع قذر وغير أخلاقي بين أجهزة أمن السلطة.

ثمن باهظ

وبعد تحقيق استمر عدة أسابيع في زنازين المسكوبية نقل المعتقلون الخمسة من كتائب القسام إلى جانب أربعة معتقلين من فتح وهم (ظافر الريماوي ، وليام الخطيب ، أمير أبو رداحة ، شريف أبو حميد ) وجميعهم من المتوقع أن تصل أحكامهم إلى السجن المؤبد ، إلى السجون المركزية الصهيونية .

وينتظر بلال صدور قرار الحكم بحقه ، حيث يتوقع أن يحكم من 15 إلى 17 مؤبدا، أما المجاهد سليم حجه تصل مدة حكمه المتوقعة بحسب محاميهم إلى 50 مؤبدا ، والمجاهد أحمد أبو طه / مؤبد ، وإبراهيم أبو الرب /10 سنوات

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع