أهالي "رفح" يطالبون بإزالة الجدار
الإسمنتي على الشريط الحدودي وإعادة الحدود إلى مكانها القديم
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام
طالب أهالي مدينة "رفح" وممثلو الأحزاب والقوى الفاعلة
في المدينة الجهات المعنية، بالإسراع في إزالة الجدار الإسمنتي الممتدّ
على طول الشريط الحدودي، والفاصل بين الأراضي الفلسطينية والـمصرية،
جنوب محافظة رفح، والذي أقامته قوات الاحتلال الصهيوني إبان احتلالها
الـمنطقة فوق أراضي الـمواطنين، بعد أن هدمت منازلهم وهجرتهم من مخيمات
وأحياء جنوب الـمحافظة.
وأشار الأهالي إلى أن إزالة الجدار بات أمراً ملحاً
باعتباره رمزاً من رموز الاحتلال، الذي أقامه لتأمين جنوده حين كانوا
منتشرين على طول الشريط الحدودي (ممر صلاح الدين)، لا سيما أنه لـم يسر
مع خط الحدود الدولية التي تم ترسيمها قبل عقود، بل توغل عشرات الأمتار
باتجاه الشمال، ملتهماً مئات الدونمات من أراضي جنوب الـمحافظة.
وناشدوا الجهات الـمعنية في السلطة التحرك من أجل إزالة
الجدار. مشيرين إلى أن استمرار وجوده على هذا النحو بات يؤرقهم، ويفسد
عليهم شعور التحرر من الاحتلال.
ووصف نافذ غنيم، عضو الـمكتب السياسي لحزب "الشعب"
الفلسطيني، الجدار الإسمنتي الـمقام على الحدود الـمصرية الفلسطينية
بأحد أبرز مظاهر الاحتلال، قائلاً: "هذا الجدار يجسد الفصل الحدودي
التعسفي القائم على الجدران وحجب التواصل، ما يذكرنا بجدار برلين
الشرقية". مشيراً إلى أن أخطر ما في الأمر هو أن هذا الجدار يلتهم مئات
الدونمات من أراضي رفح، في حين أن الـمواطنين في القطاع الذي يعاني من
الكثافة السكانية العالية، بحاجة إلى كل سنتيمتر مربع ليتم استغلاله في
عملية البناء والتنمية.
وأكد غنيم أن هناك ضرورة ملحة لإبرام اتفاق فلسطيني
مصري لإزالة هذا الجدار، وإعادة وضع الحدود وفق ما كانت عليه، مع إقامة
التحصينات اللازمة لتأمينها. مشيراً إلى أن استمرار وجوده بهذا الشكل
يرسخ، معنوياً ونفسياً، أن الـمواطنين في قطاع غزة يقبعون داخل سجنٍ
كبير، لا سيما أن الاحتلال يرغب في إقامة جدارٍ مماثل في الـمنطقتين
الشرقية والشمالية من القطاع.
من ناحيته، أوضح عبد الرؤوف بربخ، مشرف عام البرلمان
الفلسطيني الصغير، وأحد القيادات الـمحلية لحركة "فتح"، أن بقاء الجدار
يعني تذكير المواطنين دائماً بالاحتلال وممارساته التعسفية، التي عانوا
منها خمس سنوات، مؤكداً أن أحداً لـم ينس أن عملية بناء الجدار كانت
سبباً مباشراً في سقوط عددٍ كبير من الشهداء والجرحى من سكان جنوب رفح.
وقال بربخ: "حين ينظر المشاهد إلى هذا الجدار، بشكله
الحالي، يشعر كأن جدران سجن تطبق عليه"، منوّهاً إلى استهجان
الـمواطنين من استمرار وجود الجدار رغم رحيل الاحتلال عن القطاع،
ومطالباً بإزالته بأقصى سرعةٍ ممكنة.
وتابع: "نحن لا نمانع وجود حدودٍ قوية تمنع كافة عمليات
التهريب، ولكن ما لا نرضاه هو استمرار وجود الجدار الذي يذكرنا دوماً
بالمآسي التي عاشها سكان جنوب المدينة". |