شاكر الجوهري

كاتب ومحلل سياسي - الأردن

  11/29/2004

قبل أن تتصارع الكتائب

من هي كتائب شهداء الأقصى..؟

طرح هذا السؤال حين طالب محمود عباس وانصاره داخل المجلس الثوري لحركة "فتح" بحل هذه الكتائب بعد أن نفذت عمليات مسلحة، وذلك بدعوى رفضهم عسكرة الإنتفاضة، قبل أن يعلنوا رفضهم للإنتفاضة ذاتها.

يومها اجابهم أنصار الإنتفاضة والمقاومة: وهل صدر قرار بتشكيل كتائب شهداء الأقصى حتى يصدر قرار بحلها..؟!

الآن يتكرر السؤال: من هي كتائب الأقصى..؟

لكن السؤال يطرح هذه المرة في معرض التساؤل عن التشكيل الذي يعلن دعمه لمحمود عباس، ما غيره، مرشحا لرئاسة السلطة الفلسطينية، ومطالبة مروان البرغوثي، أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية كتائب شهداء الأقصى بدعم الرجل الذي بذل جهوداً غير محدودة لحلها وتفكيكها.

كان ذات السؤال قد طرح كذلك حين أعلنت كتائب الأقصى دعمها للعقيد محمد دحلان ضد ياسر عرفات في تموز/يوليو الماضي، باعتباره رمز من رموز الإصلاح ومكافحة الفساد، وهي التهمة التي كانت توجه لعرفات.

النماذج السابقة تؤكد وجود أكثر من جهة تعمل من وراء يافطة كتائب شهداء الأقصى. ففي قطاع غزة ارتدى افراد الأمن الوقائي ملابس سوداء واقنعة، ورفعوا شارات الكتائب. وفي محيط مدينة نابلس ارتدى هذه الملابس عاملون في المخابرات الفلسطينية لم يتورعوا عن تسليم عناصر مقاومة حقيقية للأجهزة الإسرائيلية، وها هم يظهرون ثانية في مخيم بلاطة المجاور لنابلس يعلنون دعمهم لعباس.

قبل البيان الذي اصدره مروان البرغوثي من داخل سجنه يطالب فيه كتائب شهداء الأقصى بدعم عباس، كان يسهل الفرز بين المقاومين الحقيقيين الذين عملوا تحت هذا الإسم، وبين المدعين الذين يريدون القضاء على المقاومين باسم ذات الكتائب.

أما بعد بيان البرغوثي فقد بات الأمر ملتبسا، ذلك أن البرغوثي الذي حكم بخمسة احكام مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، بعد "تجريمه" بالوقوف وراء عمليات كتائب الأقصى، ذلك أنه يطالب الآن هذه الكتائب بتأييد عدوها محمود عباس..!

هل تنصاع الكتائب لهذا الطلب الغريب..؟

تصعب الإجابة على هذا السؤال الذي لا يقل غرابة عن الطلب ذاته، ما دامت القواعد التي يفترض أن تؤسس عليها المواقف أصبحت مائعة إلى حد اختلت معه قواعد القياس.

لكن المؤكد هو أن الحديث الدائر بين طاقم القيادة الفلسطينية التي زرعها وورثها عرفات، عن ضبط فوضى السلاح غير المقاوم يمكن أن يعني في المحصلة العملية فقط ضرب السلاح المقاوم تحت شعارات الضبط، من قبل السلاح الذي يدعي المقاومة..!

ومنذ الآن يمكن أن نتوقع صدور بيانات باسم كتائب شهداء الأقصى تعلن فيه عن قيامها بضبط السلاح غير المقاوم لدى مجموعات فوضوية، فيما ستعلن هذه المجموعات أنها باعتبارها كتائب شهداء الأقصى تتعرض للضرب والتصفية من قبل أجهزة أمن محمود عباس التي تنتحل صفة كتائب الأقصى وتقوم بتصفية المقاومين.

في هذا السياق، يصعب تصور اعلان قرار حل "فرقة الموت" في الأمن الوقائي بقطاع غزة خارج المرحلة الأولى من سيناريو تصفية المقاومة واخماد الإنتفاضة..!

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع