في وقت تعاني فيه قلقيلية من حصار الجدار ونقص المواد والتموين

ثلاثة اسود الى حديقة حيوانات قلقيلية

14/09/2004

مشهد غريب, الفلسطينيون المحاصرون وراء الجدار والحواجز العسكرية واقفاص الحديد وزنازين السجن يهرعون بفرح لمشاهدة النمور والاسود وهي مسجونة في اقفاص حديد بحديقة حيوانات هي الوحيدة في الضفة الغربية بمدينة قلقيلية.

وقد عمّت الفرحة الزوار وهم يهرعون الى هناك بعد وصول معلومات عن شراء حديقة قلقيلية عدة وحوش كاسرة من حديقة safari في مدينة نتانيا قرب تل ابيب, ولم يعرف بعد كيف سمحت سلطات الاحتلال بهذه الصفقة؟ ومدى صحة وسلامة الاسود والوحوش؟ فالجمهور الفلسطيني صاحب تجربة مريرة في حقل الوحوش وقد شعروا بحزن شديد لا سيما الأطفال حين شاهدوا اسداً متهالكاً نعساً متثائباً في حديقة حيوانات bobay بمدينة اريحا , ويبدو ان اغلاق الحديقة لم يفاجيء احداً.

وقال أحد الزوار انه القى بحبة بندورة للأسد فأخذ الأسد "التافه" يشمشمها رغبة في أكلها وهو ما احزن الناس الذين رغبوا ان يشاهدوا ويراقبوا سبعا فتاكا لا يعرف الحمة, وربما في داخلهم تمنّوا ان يلقوا لها بقرة او عنزة ليفترسها امامهم ويحقق لهم هذا الفضول.

وأمام حزن الأطفال الشديد اخذوا يلقون له البسكوت والحلوى لاستفزازه, ولا يعرف المراقب من جاء لزيارة من؟ هل هم جاءوا لمشاهدة الأسد والتمساح؟ ام هذه الوحوش جاءت لمشاهدة شعب محاصر في اقفاص الاحتلال منذ 4 سنوات؟

ويبدي القائمون على حديقة ومنتزه قلقيلية تفاءلهم رغم الظروف الصعبة التي تعيشها الحديقة بسبب قلة الرواد بسبب الحصار والحواجز العسكرية والتدمير والقصف.

السيد سعيد داوود مدير الحديقة قال انها كانت تستقبل 300000 زائر من المدارس فقط اما هذه الايام فالاف عدة فقط.

الطفلة لطيفة زيد 8 اعوام كانت سعيدة جدا وهي تقف امام اقفاص الحيوانات ويعقّب السيد زهران رئيس بلدية قلقيلية ( ان للحديقة ابعاد ثقافية وتربوية اضافة الى استقطابها السكان من مدن اخرى) على كل حال, كان هناك حديقة حيوانات في رفح, ولكن الإجتياح الأخير للمدينة بحجة البحث عن الأنفاق دفع بجنون الاحتلال الى قصفها فهربت الحيوانات مع اللاجئين, فكنت ترى حماراً وحشياً او فرساً او طائراً يبحث في الفضاء الطلق (نسبيا طلق) عن اجابة لما يحدث, وكأن الحيوانات تقول في نفسها " كان الله في عون البشر, يظلمون انفسهم, ويظلموننا" .

 

الكاتب : دائرة الاخبار - تلفزيون بيت لحم

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع