ام شهيد وستة اسري: السلطة لم تتعلم من اخطائها وتقع مرة اخري في مطب الأمن

2005/03/03


الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس:
الحاجة لطيفة ناجي (أم يوسف) (60 عاما) من مخيم الامعري قرب رام الله، نموذج مضيء لتضحيات المرأة الفلسطينية، فهي ام لشهيد ولستة اسري سمح لها اخيرا بزيارتهم للمرة الاولي منذ اربع سنوات. داخل بيتها المتواضع الذي بني أخيراً بعد قيام الاحتلال بهدم المنزل الاول قبل اربع سنوات روت الحاجة ام يوسف لنا بكثير من الفخر نضال اسرتها منذ تهجيرها في العام 1948 من قرية ابو شوشة المهجرة قضاء مدينة الرملة.
منزلها الصغير كسائر بيوت المخيم يكاد يخلو من كل شيء عدا الحاجات الاساسية. تزين جدرانه الداخلية بصور ابنائها المناضلين وصورة الصخرة المشرفة، وخريطة فلسطين. جلست ام يوسف بجوار زوجها، وشرعت بالاشارة الي استشهاد ابنها عبد المنعم في 31 أيار 1999. كان نجلها البكر يحاول الشرح، لكنها كانت تصححه عندما يدلي بما هو غير دقيق، لانها باتت تحفظ تفاصيل قضايا فلذات اكبادها عن ظهر قلب، نضالاتهم، وملابسات وتواريخ اعتقالهم، ومحكومياتهم.
وكان الاحتلال قد حكم بالمؤبد ثماني مرات وخمسين عاما علي ناصر (40 عاما)، وبخمسة مؤبدات علي نصر (26 عاما)، وأربعة مؤبدات علي شريف (32 عاما)، وبالمؤبدين و30 عاما علي محمد (30 عاما)، فيما ينتظر باسل (27 عاما) واسلام (19 عاما) الحكم عليهما.
وكادت أم يوسف تطير زهوا حينما تحدثت بشكل خاص عن بطولات ناصر، الذي أضحي بطلاً مبجلاً في المخيم منذ ان اسس وقاد حركة الاسود المقنعة التابعة لحركة فتح، وهو مختص كما تقول في تصفية العملاء، ومن اشهرهم زهير العجل احد مخاتير القري المجاورة الذي قتله ناصر بعد ان دخل دكانه في رام الله بلباس سيدة واطلق عليه النار من مسدسه. وعلي اثر العملية وجدت الاسرة نفسها في العراء بعد ان اقدمت قوات الاحتلال علي هدم منزلها في العام 1991 وبدأت بحملة دهم وتفتيش واسعة عن ناصر فاعتقلته بعد ان اصابته وحدة خاصة بتسعة عيارات في جسده ونجا من الموت بأعجوبة ثم حكم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات.
ومنذ بداية انتفاضة الاقصي حرمت ام يوسف من زيارة أولادها بحجة الدواعي الامنية ، الي ان سمح لها للمرة الاولي قبل ايام، فتكبدت عناء السفر للتنقل بين سجون عسقلان (ناصر ونصر) ونفحة الصحراوي (محمد) وبئر السبع في النقب (شريف) و عوفر في الضفة الغربية (اسلام وباسل)، دون ان يسمح لها بإدخال رغيف خبز من صنع يديها كما كانت تحب. وكشفت الحاجة لطيفة انها اصطحبت ولد نصر، عائد، خلال زيارته في سجنه فلم يعرفه لأن الطفل ولد بعد اعتقال والده بأيام في العام 2001.
وأضافت: كانت هذه من اكثر اللحظات ايلاما، وأنا اشاهد ابني والدمعة تفضح انفعاله امام فلذة كبده دون ان يقوي علي ملامسته للمرة الاولي بسبب الجدار الزجاجي العازل. عدنا الي البيت وطوال الطريق ظل حفيدي يسألني غير مصدق ان من رآه هو والده.
وشاء القدر ان يواصل اختبار صبر ام يوسف، فإضافة الي اولادها اعتقل الاحتلال اربعة من ابناء شقيقها خميس: سعيد وشادي ورمزي وحمادة المعتقل منذ العام 2003 رغم بتر ساقه ويده وفقدان عينه وهم الاخرون محرومون من زيارة ذويهم لهم في السجن.
وعن دورها في اعداد ابنائها للمقاومة قالت الحاجة لطيفة بلهجة واثقة انها دأبت علي تنشئتهم تنشئة وطنية مذ ولدوا وأطلعتهم علي رواية التهجير والاقتلاع من وطنهم الام حتي كبروا وخبروا بشاعات الاحتلال فشاركوا شعبهم بالتصدي له.
وأبدت الحاجة لطيفة التي تتمتع بقسط من الثقافة السياسية انتقادات شديدة للسلطة الفلسطينية واتهمتها بإهمال قضية الاسري وأسر الشهداء وأصحاب المنازل المهدمة، لافتة الي انها تتقاضي 60 دولاراً شهريا عوضا عن ابنها الشهيد فيما يمنح كل اسير 200 دولار شهرياً. واعتبرت ان السلطة لم تتعلم شيئا من اخطائها السابقة في علاقاتها مع اسرائيل. واضافت مرة اخري يقعون في مطب الامن فيكرسون جل المفاوضات من اجل امن الاسرائيليين .

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع