نسبة
المسجلين في نابلس لم تتجاوز 4%
....مراكز
التسجيل : نسب اقبال ضعيفة سببها الاحباط وضعف التوعية الجماهيرية
نابلس/خليل مبروك- غزة –خاص تواجه
المرحلة الاولى من الاستعدادت للانتخابات المحلية والتشريعية انتكاسة
بعد نحو اسبوعين على انطلاق حملة التسجيل للانتخابات في ظل الضعف شديد
في اقبال المواطنين للتسجيل رغم الحملة الاعلامية المكثفة التي تنفذها
دائرة الانتخابات المركزية ودعوة مختلف الفصائل الوطنية والاسلامية
كافة المواطنين للمشاركة في التسجيلورغم الجهود والنداءات التي تطلعها
الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية والتي تطورت فيما بعد الى حد
يغلب عليه طابع"المناشدة"من قبل مؤسسات المجتمع المدني ولجان العمل
المجتمعي الفلسطيني(لحث)الناس على التسجيل فان مكاتب التسجيل بقيت شبه
خالية لا سيما في المدن الكبري مثل رام الله وغزة.و تشير مصادر مطلعة
في مدينة نابلس الى ان عدد المسجلين للانتخابات في المدينة لم يتجاوز
ال4000 مواطن أي بما نسبته 4% من الذين يمتلكون الحق بالتصويت.
وقال الناطق باسم لجنة الانتخابات المركزية بهاء البكري ان عملية
التسجيل هي اهم الخطوات اللازمة للاقتراع اذ تشكل ضمانا لعدم تكرار
اسماء المقترعين، والمسجل هو الشخص الذي يحق له الترشح والانتخاب .
كما ان شعور الجمهور الاحباط اضافة الي عدم وجود دوافع قوية تدفع
الناس للذهاب للتسجيل كلها تساهم في نسبة الاقبال الضعيفة علي التسجيل
حسب ما يري المراقبون. وينتقد المراقبون المحليون آلية تسجيل الناخبين
التي تقوم بها لجنة الانتخابات المركزية باعتبارها غير فعالة وخصوصا ان
الفلسطينيين ليس لديهم دولة لها تقاليد راسخة للانتخابات. وترجع شخصيات
وطنية واسلامية من العاملين في المعترك السياسي والوطني الضعف في
الاقبال على التسجيل لعدة عوامل ليتقدمها اصابة المواطن الفلسطيني
بالاحباط وخيبة الأمل من امكانية التغيير وجدية الانتخابات في تحقيق
ذلك, فيما يرى اخرون ان السبب يعود الى غياب المواطنين عن الصورة
وانشغالهم في حياتهم اليومية والفشل الذريع للقائمين على الحملة
الاعلامية للتسجيل في توضيح اهميته وضرورته (للجمهور) رغم المبالغ
المالية الطائلة التي انفقت في هذا الاطار بين اعداد مطبوعات وبرامج
ودعوات للمواطنين, وهم ما يضيف الى الاسباب السابقة عاملا ثالثا يتمثل
في ضعف آلية الانتخابات وعدم نجاحها في "حث" المواطنين للانخراط
بها.وقال البكري ان مدينة القدس تتعرض الى مضايقات اسرائيلية مستمرة
عن طريق مداهمات الشرطة الاسرائيلية لمراكز التسجيل والتهديد واستدعاء
موظفي التسجيل للتحقيق معهم في ساعات عملهم .
*** اليات ضعيفة
ويتضح دور ضعف الاليات لتنفيذ عملية الانتخابات من حديث خليل عاشور
مدير الحكم المحلي في نابلس الذي يوضح في البداية عدد الهيئات المحلية
الفلسطينينة قائلا انه لدى قدوم السلطة في العام 1994 طرأت تغيرات
كبيرة على تلك الهيئات ليصل عددها الى (503)هيئات سيتم انتخاب ممثلين
عنها وهذا يتضمن 121 بلدية و253 مجلسا قرويا و130 لجنة مشاريع, ويقول
عاشور ان يتحفظ على عدم معرفة المواطن بأي من تلك الهيئات سيتم
انتخابها في أي مرحلة .وبحسب البرنامج المزمع ان تنفذ مراحله
الانتخابات الاربعة , ستنتهي المرحلة الاولى نهاية كانون اول ديسمبر
حيث يقول عاشور "بعد انتهاء المرحلة الاولى اتوقع اننا سنملك دلائل
مبشرة ومشجعة لمواصلة بقية المراحل ".ويعتبر عاشور ان الاقبال الضعيف
للمواطنين على مراكز التسجيل لا يؤخذ كتقيييم لاهتمام الشارع الفلسطيني
بالعملية الانتخابية بل لا بد من خوض غمار التجربة العملية وهو يرى ان"
الهيئة العليا للانتخابات لجأت الى كل الوسائل من اجل توعية المواطن
باهمية التسجيل لذلك لا يمكن تقييم نسبة اقبال المواطنين على التسجيل
ومدى نجاح العملية الانتخابية الا بعد انتهاء المرحلة الاولى نهاية
العام الحالي .
** غياب شعبي
حركة المقاومة الاسلامية حماس وعلى لسان مصدر مسؤول في قيادتها
السياسية انتقدت آلية التسجيل للانتخابات واعداداها قائلة ان الآلية
اضعفت اقبال المواطنين على التسجيل لان الشعب الفلسطيني غائب عن الصورة
والارادة غير موجودة وهذا هو السبب في ضالة نسبة المقبلين على التسجيل
رغم انتشار المراكز وتغطيتها لتجمعات السكان ورغم ما انفق من مبالغ
طائلة على حملة الدعاية للتسجيل لضمان الوصول الى كل منزل ومواطن
.وانتقدت مصادر فيرحركة حماس سياسة السلطة الفلسطينية عموما قائلة انها
دفعت المواطنين للاحباط والشعور الدائم بعدم الجدية في التغيير قائلة
(الاحباط الذي اصاب قطاعا كبيرا من المواطنين سبب هام جدا . هناك نسبة
كبيرة من المواطنين غير متأكدين من اجراء الانتخابات لانه من السهل
ايجاد ذرائع لعدم اتمام العملية الانتخابية ما جعل امكانية اجراء هذه
الانتخابات موضع شك.وتتحدث حماس عن اليات مغلوطة كثيرة ساهمت في تغييب
الشارع عن التسجيل واضعاف توجه المواطنين الى المراكز حيث تقول مصادر
الحركة (طريقة التسجيل لا تدخل المواطن في مسار بوصلة الانتخابات بل في
مسار البوصلة الحزبية) .
*** احباط وليس عزوفا
وتتفق ماجدة المصري عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير
فلسطين مع الاجماع على ضعف الاقبال على التسجيل وتقول ان هذا الضعف
ملموس بشكل اكثر وضوحا في المدن الكبرى والمخيمات الفلسطينية في حين
يزداد الاقبال على التسجيل في الريف وان تفاوتت النسب من منطقة لاخرى,
وترجع المصري السبب في ذلك الى قرب اجراء انتخابات المجالس القروية في
الريف وهو ما يزيد من شعور المواطنين بالجدية ويدفعهم للتسجيل.د. عبد
الستار قاسم مرشح الرئاسة الفلسطيني المحاضر بقسم العلوم الساسية
بجامعة النجاح الوطنية يرد السبب في ضعف الاقبال على التسجيل الى غياب
ثقة المواطن بالسياسة الفلسطينية ويقول "الشارع لا يثق بالسياسيين
واغلب الناس مقتنعون بان كل سياسي هو لص ومخادع ومن يأتي لن يكون افضل
حالا ممن يذهب وبالتالي لا جدوى من عملية الانتخابات لانها لا تقود
الى التغيير حسب وجهة نظرهم .
**امكانات غير مستغلة
حالة الاحباط التي يمر بها الشعب الفلسطيني بفعل الضغوط السياسية
والامنية التي يمارسها الاحتلال من جهة, والضغوط التي يعيشها
الفلسطينيون لاسباب تتعلق بالمجتمع الفلسطيني ونظامه السياسي وظروف
النزاع الداخلي التي ظهرت للعيان قبل فترة ادخلت الناس في حالة من
الاحباط فيما يتعلق بمجمل الاوضاع , وليس فقط فيما يتعلق بالتسجيل,كما
يقول مصطفى الشنار استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة النجاح الوطنية
.ويقترح الشنار عددا من المواقف التي يجب اتخاذها من قبل لجنة
الانتخابات والسلطة قائلا :تفعيل الحوار الوطني يعتبر من أهم الدوافع
, فلو لاحظ الشعب الفلسطيني ان هناك تفاهما وطنيا تجمع عليه القوى
والفعاليات لكان حجم المشاركة بطبيعة الحال اكبر بكثير من ما نشاهده
الان .
ويعتقد الشنار ان هناك اسبابا اخرى لعزوف المواطنين عن التسجيل مثل عدم
وضوح الموقف السياسي للتيار الوطني المعارض وتحديدا المعارضة الاسلامية
ذات التأثير الواضح على الشارع فيما يتعلق بموقفه من المشاركة كمبدأ
دفع كثيرا من الناس للاحجام .ويضيف الشنار ان هناك سبب آخر للاحجام
يعود لانفراد الطرف الاسرائيلي كلاعب وحيد في المنطقة وبشكل منفرد في
تحديد الاجندة الزمنية والخريطة السياسية واجندة الحل فيما يتعلق
بالانسحاب من غزة وغير ذلك من القضايا دون أي اعتبار للطرف الفلسطيني
(الشعبي والمقاوم الرسمي).ويقترح الشنار بدائل لآلية التسجيل التي يجمع
المتحدثون ان لها دورا في احجام الناس قائلا : اقترح اعتماد السجل
الرسمي الصادر عن جهاز الاحصاء المركزي كسجل انتخابي بدلا من المراكز ,
لان التسجيل في سجل الناخبين يعكس مبدأ المواطنة , وبالتالي فلكل مواطن
فلسطيني الحق في المشاركة في عملية الانتخابات , ادرج اسمه في سجل
الناخبين اولا , فاين سيكون مصير الاف الطلبة الذين يدرسون في الخارج ؟
حتما لن تكون لهم اسماء في سجلات التسجيل , وكذلك حال الفئة المريضة
المعالجة في الخارج , وفلسطينيي المهجر والذين يملكون حق المواطنة
ومعهم هويات ويزيد عددهم على 300 الف
|