إستكمالاً
لمسلسل الإعتذارات
برلمانيون وكتاب مصريون طالبوا ابو مازن بزيارة قبر
السادات والأسف على التهليل لاغتياله
أنهى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) زيارته لمصر، السبت
29-1-2005م، دون أن يلبي، طلبات بعض البرلمانيين والكتاب بالاعتذار
للشعب المصري وللرئيس الراحل أنور السادات، على غرار اعتذاره للكويت،
عما اعتبره البعض "تهليلا" وتوزيع حلوى بمناسبة اغتيال الرئيس السادات
عام 1981.
وكان نائبان في البرلمان المصري قد طالبا الرئيس الفلسطيني، قبل وصوله
للقاهرة بيومين بتقديم اعتذار عن الإهانات التي وجهتها القيادة
الفلسطينية السابقة لمصر عقب توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية،
على غرار اعتذاره للكويت عن تأييد الغزو العراقي لأراضيها، خلال زيارته
لها في كانون أول (ديسمبر) الماضي. كما طالبه إبراهيم سعده، رئيس مجلس
إدارة وتحرير جريدة /أخبار اليوم/ بذات الطلب، مبديا إعجابه به، ووجه
انتقادات عنيفة للرئيس الفلسطيني الراحل عرفات.
وقال مراقبون سياسيون إن حالة الكويت تختلف عن حالة مصر، لأنه كانت
هناك قطيعة بين الكويت والقيادة الفلسطينية، بعكس الحال مع مصر، كما أن
القاهرة تدرك أن المظاهرات ومظاهر الفرح، التي خرجت في بعض البلدات
الفلسطينية، ترحب بمقتل السادات كانت محدودة، ولا يجب عقاب الشعب
الفلسطيني كله على أمر قام به عدد محدود من أبنائه، فضلا عن أن مصر
التي تحتضن قرابة 60 ألف فلسطيني لم تعتد عقاب أي شعب عربي علي مواقف
حكامه أو تصرفات بعض قادته.
الكبير عندما يعتذر!
وكان الكاتب "أنور وجدي"، وهو اسم مستعار للكاتب إبراهيم سعده، يستخدمه
في كتابة مقاله في زاوية بعنوان "هذا رأيي"، قد كتب اليوم السبت مقالا
بعنوان "الكبير عندما يعتذر"، أ‘رب فيه عن إعجابه "برئيس السلطة
الفلسطينية الجديد، بدأ منذ أن اختاره ياسر عرفات رئيسا للحكومة، وهي
الحكومة التي لم تصمد أكثر من أسابيع معدودة، وحدث ما حدث بين أبو عمار
وأبو مازن. وكان الأخير من الشجاعة واحترام الذات أن سارع بتقديم
استقالته، التي قبلها عرفات على الفور".
وأضاف "على المستوى الشخصي.. ازدادت قامة أبو مازن عندما رأيته يطير
إلى دولة الكويت، ولا يتردد في الاعتذار لشعبها عما نسب إلى
الفلسطينيين بتأييدهم للدكتاتور العراقي صدام حسين، عندما قام بغزو
الكويت، ومحاولة ضمها إلى داخل الحدود العراقية، في عام 1991".
وقال "اقترحت يومها على أبو مازن أن ينتهز فرصة أول زيارة يقوم بها إلى
القاهرة، ويقوم بزيارة قبر الرئيس الراحل أنور السادات، ويضع باقة زهور
على قبره، تعبيرا عن اعتذار شعبه عن كل الإساءات التي وجهها البعض،
وعلى رأسهم عرفات للرئيس المصري الراحل لسنوات عديدة متصلة، وكان
أبشعها وأفظعها: فرحة، وتهليل، وتشفي ياسر عرفات فور سماعه باغتيال
السادات".
وأضاف يقول تحت عنوان "في انتظار مفاجأة أبو مازن"، "لا أعرف كيف تقبل
أبو مازن ما اقترحته عليه؟ وكم أتمنى أن يفاجئنا الرئيس الفلسطيني
الجديد بزيارة قبر السادات، بعد انتهاء مباحثاته صباح اليوم مع الرئيس
حسني مبارك، مما يزيد من احترام الشعب المصري له، ويضاعف ثقتنا فيه
كمسئول عقلاني، وحضاري، لا يجد حرجا في أن يعتذر عما فعله من سبقه في
حق الشعب المصري، الذي لم تتزعزع قناعته في عدالة القضية الفلسطينية،
وضرورة قيام دولة فلسطين فوق أرضها".
وكان الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس
(أبو مازن) قد عقدا جولة محادثات اليوم السبت تناولت "تحركات السلام
بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي". وقالت وكالة أنباء الشرق
الأوسط المصرية الرسمية إن المحادثات تناولت نتائج الحوار الذي أجرته
السلطة الفلسطينية مع فصائل المقاومة، والاتصالات الفلسطينية مع كل من
الجانبين الإسرائيلي والأميركي، والدعم السياسي والاقتصادي والأمني
المطلوب لتهدئة الأوضاع في المناطق الفلسطينية.
بيد أن مصادر سياسية مصرية توقعت أن يكون الرئيسان ناقشا أيضا
الترتيبات الأمنية على الحدود الفلسطينية المصرية في غزة، وتدريب قوات
أمن فلسطينية في مصر، والاقتراحات الجارية، التي سبق لمصر مناقشتها مع
تل أبيب، بخصوص مد خطوط سكك حديدية بين الضفة الغربية وغزة كممر آمن
للفلسطينيين يوصل سكان الضفة وغزة.
وسبق للرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس (أبو مازن) أن تقدم باعتذار
للكويت من القيادة الفلسطينية عن موقف منظمة التحرير إزاء الغزو
العراقي للكويت في آب (أغسطس) 1990، وذلك في مستهل زيارة تاريخية
للكويت الشهر الماضي، قال خلالها "نعتذر للكويت وللشعب الكويتي عما بدر
منا"، في إشارة واضحة إلى موقف منظمة التحرير الفلسطينية الذي اعتبر
داعما للرئيس العراقي السابق صدام حسين من الغزو.
*قدس برس-العربية نت
|