"فتح" تشكل مخابرات شعبية في خدمة الأمن الأردني
أعلنت
عنها في بيان مؤازرة
أصدره
عباس زكي
عمان ـ
شاكر الجوهري: 15/11/2005
اصدرت حركة "فتح" في الأردن بيانا مثيرا للجدل والقلق بمناسبة حوادث
التفجيرات التي وقعت الإربعاء الماضي في العاصمة الأردنية, أعلنت عبر
تشكيل لجان ومؤسسات المخابرات الشعبية لتعقب "المجرمين والإقتصاص
منهم".
البيان, الذي يعتقد أنه صادر عن عباس زكي عضو اللجنة المركزية في حركة
"فتح", والذي وصفه البيان بأنه "مسؤول الساحة الأردنية", تجاوز بيانات
الإدانة والإستنكار التقليدية التي اصدرتها جميع الفصائل الفلسطينية
تقريبا من حيث اللغة الحميمة التي صيغ بها, والإجراءات غير المقبولة
اردنيا, التي قال إنه تقرر اتخاذها في اطار مؤازرة الأردن.
وتحظر الأجهزة الأمنية الأردنية أي نشاط تنظيمي أو سياسي لجميع الفصائل
الفلسطينية داخل الأردن, بما في ذلك حركة "فتح". وكانت دائرة المخابرات
العامة الأردنية ضغطت مؤخرا من أجل حل لجنة قيادة اقليم "فتح" في
الأردن, التي شكلها عباس زكي بعد أن اقترح بعض قادة التنظيم أسماء
عليه, ورطوه بها, كان من بينهم مروان شحادة الذي سبق اعتقاله والحكم
عليه في قضية تنظيم اصولي تابع لأبي مصعب الزرقاوي.
وترى المصادر أن بيان زكي يهدف إلى أحد امرين أو كلاهما معا, وهما
اثبات حسن النوايا للأردن, أو استعادة شرعية العمل في الساحة الأردنية,
أو كلاهما معا.
بدأ البيان بالقول "لقد وقع الإعتداء الإجرامي على عاصمة الأنصار
والمهاجرين عمان العروبة والإسلام, على أسماع وأبصار أبناء الحركة
قيادة وكوادر ومناضلين, وقوع الخناجر والسيوف الغادرة, على اعناق وقلوب
اطفالنا, فهذه العاصمة العظيمة التي شهدت انطلاقة الثورة الفلسطينية
ورعاية تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في القدس عام 1964, التي جاءت
امتدادا وتجسيدا لوحدة الدم والمصير الذي تورد من قلوب الشهداء
الأردنيين في باب الواد وروابي القدس ونابلس وكل فلسطين عام 1948,
وتواصلت حتى امتزاج الدم الأردني الفلسطيني الذي أريق في جريمة
الإعتداء على عمان 9/11/2005 والذي راح ضحيته 4 من قيادة وضباط حركة
فتح".
وقال البيان "إن الحركة تعلن, وبكل جلاء ووضوح, وضع جميع امكانياتها
وخبراتها البشرية والتاريخية المادية منها والمعنوية, تحت تصرف المجتمع
الأردني قيادة وحكومة وشعبا, في مواجهة قوى التطرف والإجرام التي جرى
اعدادها في مدارس الإستعمار والصهيونية وجاءت لتنفيذ مخطط اجرامي يهدف
إلى خلخلة وازالة كل شيء في الوجود العربي, بما في ذلك دين الأمة
ومعتقداتها الروحية والحضارية".
وأضاف البيان "إن حركة "فتح" قد اعلنت, وعبر المشاورات الرسمية التي
جرت بين قيادتها المركزية ممثلة بمسؤول الساحة الأردنية الأخ المناضل
عباس زكي, وبقية اعضاء القيادة والكوادر في الساحة الأردنية, عن اعادة
النظر في منظومة البرامج النضالية والتعبوية والأمنية الفتحاوية, بعد
الإعتداء الإجرامي على عاصمة الأنصار والمهاجرين, وقد اصدرت تعليماتها
لإنشاء الهيئات واللجان والمؤسسات الحركية لمواجهة التطرف والإرهاب,
الذي يمارس على جماهير أمتنا العربية وشعبنا الأردني العظيم من قبل
الزمر الظلامية العميلة, وكذلك انشاء لجان ومؤسسات المخابرات الشعبية
لتعقب هؤلاء المجرمين والإقتصاص منهم أينما وجدوا وحيثما حلوا, ومواصلة
الضغط عليهم لاجتثاثهم من الجذور, وكذلك انشاء المنابر والمؤسسات
الإعلامية والتعبوية من مثقفي الحركة, لتحصين الأجيال الناشئة في وجه
محاولات التغريب والإغتراب السياسي والأخلاقي والإنساني الذي تعمل هذه
الزمر الفاسدة على ترويجه بين ابنائنا, وكذلك انشاء مؤسسات التعاون
والتنسيق المشترك مع كل الأطراف العربية لتعقب جميع ظواهر الإرهاب
وافشال مخططاتها واهدافها الإجرامية, معاهدين الله ثم شعبنا الأردني
البطل أن تبقى حركة "فتح" بكل مكوناتها وفية لأمتها العربية وشعبها
الأردني العظيم, وقادرة بإذن الله على الخروج من كل خرم أو مستحيل
لتعقب هؤلاء المجرمين وسحقهم وخلعهم من الجذور والدفاع عن مقدرات
المجتمع والدولة الأردنية وحماية الأمن والسلام الداخلي, تجسيدا لمقولة
القائد المؤسس الشهيد ياسر عرفات وحدة الضفتين أرض الحضارة والوجود
العربي".
وختم البيان قائلا "عاش الأردن عربيا منيعا عصيا شامخا في وجه الإرهاب
والطامعين.. عاشت وحدتنا الوطنية على ضفتي النهر العظيم".
وأثار البيان قلق التنظيم الفتحاوي في الأردن, كما أثار قلق أجهزة
الأمن الأردنية.. حيث يعرف أعضاء التنظيم أنه محظور عليهم ممارسة أي
نشاط, كما أنهم لا يرحبون بمبدأ القيام بأي نشاط استخباري, نظرا لخطورة
ذلك على أكثر من صعيد. |