4/7/2005

 

مفاجآت  مركزية

 

شاكر الجوهري

اعلان رسمي يصر على قلب الحقائق, وقيادات تغلب الحسابات الذاتية على الحسابات الوطنية, وفصائل تلهث وراء السراب..!

هكذا بدت ملامح المشهد أثناء وبعد اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" في عمان.

من قرأ الصحف الأردنية, واستمع الى ما بثه الإعلام الرسمي الأردني يومي الخميس والجمعة الماضيين فهم أن قيادة "فتح" تجتمع في الأردن برئاسة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.

ولذلك, فقد فاجأ البيان الرسمي الذي صدر عن الإجتماع, قطاعات واسعة من الأردنيين, وهو يعلن أن الإجتماع تم "برئاسة الأخ فاروق القدومي "أبو اللطف", أمين سر حركة فتح".

اعلامنا الرسمي, وانعكاساته في صحافتنا المحلية لا يزال يحتاج الى مهنية راقية تخلصه من الإنحياز المعلوماتي.

القدومي نفسه فاجأ الرأي العام الفلسطيني والأردني والعربي والدولي. وقد تمثلت هذه المفاجأة في عدة بنود رئيسة:

اولا: تخليه بسهولة بالغة عن مهمات رئيس الدائرة السياسية, ووزير خارجية دولة فلسطين في المحافل العربية والدولية مقابل الإقرار بمرجعيته التنظيمية لعباس, وابلاغه مسبقا بتعيينات ومناقلات السلك الدبلوماسي.

ثانيا: امتناعه عن مخاطبة الرأي العام عبر وسائل الإعلام, باستثناء بضعة جمل قالها أمام العدسات حاول من خلالها تمييز نفسه عن البيان الذي صدر عن الإجتماع, بتحدثه عن "تسوية سياسية", بدلا من السلام.

وقد كان القدومي, ولا يزال مطالبا بأن يشرح للرأي العام تفاصيل مصالحته مع عباس, إذ أنه من حق الرأي العام أن يعرف تفاصيل هذه المصلحة, ما دام القدومي سبق له أن استنجد بالرأي العام ذاته طالبا النصرة على عباس.

بل إن القدومي سبق أن طلب انتصار الفصائل الأخرى له في مواجهته لأبي مازن, فلم تفعل لأنها كانت تتوقع تراجعه عن كل مواقفه, لصالح عودة الوئام مع رفيق الدرب, وهذا ما حدث.

ثالثا: البيان يظل أقوى من التصريحات الإعلامية, ولذلك فإن الرأي العام, مع أنه سبق للقدومي أن أعلن أن خلافاته مع عباس ليست سياسية, فوجىء بالفقرة الحادية عشر من تأكيدات بيان اللجنة المركزية, التي تنص على "التأكيد على المواقف السياسية الثابتة لحركة "فتح" من حيث قرارها باختيار السلام كخيار استراتيجي يستند الى قاعدة قرارات الشرعية الدولية والإتفاقات والتعهدات المبرمة, ورؤية الرئيس بوش بشأن اقامة الدولة الفلسطينية".

أخطر ما في هذا النص, ليس فقط موافقة القدومي عليه, وإنما اعتماد رؤية بوش كمرجعية للعمل الوطني الفلسطيني..! وهي رؤية لا أحد يعرف على ماذا يمكن أن ترسو..!!

رابعا: طي صفحة تعيين نائب لرئيس اللجنة التنفيذية, ونائي لرئيس دولة فلسطين جراء رفض القدومي لهذه الرشوة.

ولكن لم رفض القدومي هذا العرض السخي..؟

لأنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية فشل سياسات عباس, ولأنه يفضل انتظار قطاف ثمار الفشل المتوقع. ولأنه يرى نفسه أكبر من عباس. فهو كأمين سر للجنة المركزية لحركة "فتح" يمثل المرجعية التنظيمية لعباس, وهو لا يريد أن يصبح عباس مرجعيته الوظيفية في حال قبوله بمنصب النائب.

مفاجىء جدا أيضا مسارعة بعض الفصائل للترحيب باقتراح انضمامها الى حكومة وحدة وطنية, قبل أن تعرف حقيقة وتفاصيل ما هو معروض عليها..!!!

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع