هل تحدث مفاجئات يوم الانتخابات ؟ وهل يسقط مرشح فتح ابو مازن ؟

بقلم : ناصر اللحام

مجرد السؤال يعتبر في هذه اللحظات جريمة ، فبالنسبة لمعظم المراقبين و المحللين ، يعتبر فوز محمود عباس ابو مازن بالانتخابات أمرا محسوما و يمكن النقاش و الاختلاف حول النسبة فقط .

ولكن وقبل الانتخابات بثمان و اربعين ساعة ، يحق ، و يجب ان نلتفت الانتباه للنقاط التالية :

اولا : ان هذه الانتخابات ستجري من دون تاثير و نفوذ ياسر عرفات الذي اعتادت قاعدة فتح ان ياتي و ينقدها في اللحظة الاخيرة بامكانياته المعنوية و المادية الهائلة.

ثانيا : ان جسم قاعدة فتح مترهل و ينقصه الانضباطية اللازمة و الحّس الجماعي و التفكير وفق روح الفريق الواحد .

ثالثا : ان اعضاء اللجنة المركزية لفتح لا يشاركون في الحملة الانتخابية و ان و جود الاخ فاروق القدومي بعيدا عن الميدان خلق النافذة اللازمة للمبادرات الفردية و الاجتهادات الارتجالية ، ثم ان عدم حضور الرؤية التنظيمية الواضحة يمنع فتح من ان تعيش و حدتها .

رابعا : اثبت التجربة ان قيادة فتح القادمة من المنفى اكثر خبرة و حنكة و نقابية من كادر الارض المحتلة الذي يرتبك ويعيش التشتت النقابي ، بعكس اليسار الذي يعتبر المراقبون كادره في الارض المحلية محنّك واكثر خبرة من قيادته في الخارج و المنفى و التي تعيش الارتباك و التشتت و الانغماس في النظرية .

خامسا :عدم نجاح فتح في انتخابات المجالس المحلية كما كانت ترغب ما يهزّ صورة الانتصار الكاسح و يدخل الريبة في نفوس المستقلين الذين شرعوا يغازلون المعارضة ولو من باب الاحتياط.

سادسا : ضالة الاهتمام الفتحاوي بقطاع المرأة ، وارتكان قادة الحملات الانتخابية الفتحاويين الى رموز العشائر و التحالفات الذكورية مغفلين ان المراة في فلسطين تشكل ما قيمته 54% من الاصوات الناخبة .

سابعا : المراة الناشطة سياسيا و بشكل نافذ في المدن الفلسطينية اما ان تكون يسارية - و هي فئة ضّيقة و ليست واسعة- و اما ان تكون اسلامية و هي قطاع عريض يصل الى 30% من اصوات المراة.

 

واما المراة المناصرة لفتح فهي عادة شبه مستقلة أو ( خاملة ) من الناحية الفعلية و قد لا تتحّمس للمشاركة في التصويت مثل اليساريات و المسلمات ما يشكلّ مفاجئة قاسية لفتح مثلما حدث في السلطات المحلية.

ثامنا : ان يوم التصويت ستيزامن مع وصول منخفض جوي قوي وهو مانع حقيقي للمترددين و المناصرين لابو مازن ، في حين لن يردع المنخفض الحزبيين و الايديولوجين عن التصويت ، ومما يلاحظ حتى الان ان فتح لم تستعد لمثل هذا الاحتمال وتراهن كعادتها على ( النخوة ) و ( الفزعة ) في أخر ساعة .

تاسعا : حين نافست السيدة المرحومة سميحة خليل الرئيس المرحوم عرفات في انتخابات 1996 حصلت على 27% ومن دون اية حملات دعائية أو اصطفاف حزبي وسياسي كالذي يحصل عليه مصطفى البرغوثي الان ما يعني ان ( الغاضبين) و ( العاتبين ) على فتح سيصّوتوا لخصم محمود عباس.

عاشرا : حركة فتح تعيش مرض النرجسية والتفرّد و خصوصا كادر الارض المحتلة ولم يعتادوا بعد اهمية القوى الاخرى و ماذا تستطيع ان تفعل ؟ ما اوقعهم و سيوقعهم في مفاجئات عديدة ، ومن الملاحظ انهم لم يستفيدوا من تجربة الحزب الشيوعي الروسي و حزب العمل الصهيوني و الكثير من الحضارات التي سادت ثم بادت بسبب تفردها و نرجيستها ، وسواء فازت فتح أو لم تفوز في الانتخابات. عليها الوقوف عند هذه النقاط.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع