مبادرة أوروبية تتضمن السماح لعرفات بالتنقل بين رام
الله وغزة لإنجاح خطة «فك الارتباط»
غزة: صالح النعامي
علمت «الشرق الأوسط» ان الاتحاد الاوروبي عرض مؤخرا على ممثلين للسلطة
الفلسطينية واسرائيل واطراف عربية مبادرة تقوم على السماح للرئيس
الفلسطيني ياسر عرفات بالتحرك بحرية بين قطاع غزة ومدينة رام الله فى
الضفة الغربية، من اجل المساعدة على تحقيق الهدوء في الاراضي
الفلسطينية قبل وبعد تنفيذ خطة «فك الارتباط»، محذرا من ان تنفيذ الخطة
وعرفات محاصر فى مقره يمكن ان تترتب عليه نتائج شديدة الخطورة، نظرا
لعدم وجود بدلاء فى قطاع غزة يمكن ان يضمنوا استتباب الامن. وشدد ممثلو
الاتحاد الاوروبي في لقاءاتهم مع مسؤولين من مختلف الاطراف على انه لا
يمكن ان يتم ضمان خلق اجواء مناسبة لتنفيذ «فك الارتباط»، ما دام عرفات
محاصرا في مقره في رام الله. واضاف ممثلو الاتحاد انه على الرغم من
الموقف الاسرائيلي المعلن من عرفات، الا ان التجربة دلت على انه وحده
القادر على الامساك بالخيوط وضبط الامور بما يؤدي الى استتباب الهدوء
بعد تنفيذ الخطة. ويؤكد الاوروبيون انه في حال ظلت الامور على ما هي
عليه الان، فان فوضى عارمة ستعم قطاع غزة في اعقاب تنفيذ خطة «فك
الارتباط»، بسبب غياب الاجهزة الامنية الفلسطينية. وتتفق حكومات عربية
مع التقييمات الاوروبية بشأن مستقبل الاوضاع في الاراضي الفلسطينية،
على اهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه عرفات في مرحلة ما بعد «فك
الارتباط». وحاول مسؤولون اوروبيون تجنيد الادارة الاميركية لاقناع
رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بتغيير موقفه من عرفات من اجل
انجاح خطة «فك الارتباط»، الا ان انشغال الادارة بحملة الانتخابات
الرئاسية لم يدع مجالا لتعاط اميركي جدي مع المقترحات الاوروبية. وخلص
المسؤولون الاوروبيون والعرب الى قناعة مفادها انه ليس بمقدور أي طرف
فلسطيني في الوقت الحالي ملء الفراغ الذي ينجم عن ازاحة عرفات عن واجهة
الاحداث. ويؤكد هؤلاء في اتصالات مع مسؤولين في السلطة ان الاطراف داخل
السلطة وحركة «فتح» التي بالامكان الاعتماد عليها في تشكيل قيادة
فلسطينية بديلة قد تآكلت صدقيتها امام الشارع الفلسطيني بشكل كبير،
وانه من المشكوك فيه ان يكون بمقدور هذه الاطراف اقناع الرأي العام
الفلسطيني بأهليتها لتمثيله. ويذكر ان الكثير من الدعوات قد صدرت مؤخرا
عن العديد من الدوائر النافذة فى اسرائيل تطالب شارون وحكومته باعادة
تقييم موقفها من عرفات ولو من اجل انجاح خطة «فك الارتباط». ويذكر ان
الاتحاد الاوروبي اثار حنق الحكومة الاسرائيلية عندما اصر على مواصلة
الاتصال بعرفات على الرغم من الموقف الاسرائيلي المعلن منه.
وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا اول من امس إلى إنهاء العمليات العسكرية
الإسرائيلية في شمال قطاع غزة فورا. واعتبر بيان صدر في اعقاب اجتماع
مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد « إن انسحابا أحادي الجانب من أراضي
فلسطينية لا يمكن أن يكون بديلا عن حل سياسي يتضمن دولتين، إسرائيلية
وفلسطينية». وقال الوزراء إن الاتحاد الأوروبي «يدين الطبيعة غير
المتكافئة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة».
|