المشكلة هي : فرد يقود بلا مؤسسة ام مؤسسة يقودها قائد
.
المؤسسة والقيادة
الاخ ابو اللطف فاروق القدومي المحتــــرم
الاخوة في اللجنة المركزية المحترمين
الاخوة في المجلس الثوري المحترمين
تحية لكم جميعا
مع الاحتفاظ لكل منكم بتوصيفاته الحركية وبمهماته ومسؤلياته
الاخوة : قد تكون الظروف المحيطة بكم الان غاية في التعقيد وعلى درجة
لا متناهية من الاستعصاء السياسي وذات افق ضبابي
مضافا اليها كم من الفردية والذاتية المشبعة بتراكم هائل من الظواهر
المرضية التي تراكمت عبر العديد من السنوات الماضية
ونحن نتابع جملة غير محدودة من الامراض والممارسات السلبية والتي يجري
الحديث عنها عبر وسائل الاعلام المختلفة
نجد لزاما علينا وواجبا تفرضه المسؤولية الوطنية ان نبدي وجهة نظر قبل
انعقاد اجتماع اللجنة المركزية للحركة في الفترة القريبة من نهاية هذا
الشهر في عمان .وهو الاجتماع الاول لكم منذ زمن
بعـيـــــــــــــــــــــــــــــد
لا ننكر ابدا الدور الذي يلعبه أي قائد ايجابا او سلبا فيما هو مكلف به
من مهمات وغالبا القائد يترك بصماته شخصيته على جهازه ومرحلته .
وعندما يكون القائد فردا يتصرف بناء على اجتهادات شخصية وفردية فإن
تورطه في اخطاء الممارسة او الاجتهاد سيكون من التواتر لدرجة تفقد
المحيطين به الثقة المفترض ان يتمتع بها القائد المسؤول .وبالتالي
ستكون اغلب ممارساته واعماله عرضة للتشهير ان لم نقل للتعهير مما يفقده
تلك الكاريزما التي يحتاجها القائد بين من هو مسؤول عنهم .
من هنا بعد حوار مع مجموعات من الاخوة في مراتب مختلفة في هذه الحركة
نتسائل و نقول :
هل حقيقة ان المسؤول الاول في حركة فتح ليس لديه أي جهاز استشاري او
انه لا يملك القدرة على تكوين جهاز ادارة يساعده في رؤية الامور
الحركية الداخلية او الموضوعية ويكون صلة الوصل في تنسيق الاتصالات مع
اعضاء القيادة المنتشرين والموزعين بين عدة بلدان ان لم نقل قارات .
وانه استظل بدائرته في منظمة التحرير ليتخفى عن مسؤولياته الحركية
السابقة والراهنة ،
وان اكثر من خمسين متفرغا في دائرته في دمشق لا يملك عليهم أي سلطة او
تأثير فما بالك في الدوائر والساحات الاخرى
هل الاخ رئيس حركة فتح الان ( هذه الحركة السياسية الكبيرة والعظيمة
برجالها وتاريخها ومؤسساتها ) وامين سرها طيلة الفترة السابقة ليس له
جملة من الاذرع والوسائط يستعين بها في رؤية الامور ومتابعتها واتخاذ
ما يلزم لها من افعال واقوال إلا ما يصل اليه من بعض الجهات وهو اقل
القليل وهو اندر من النادر وغالبا بطريقة ( وعلى قاعدة الوشوشة بالاذن
)
لماذا ؟؟؟ !!! وهل بالامكان الثقة بقيادات تتصرف بشكل فردي بدون ان
يكون لها مؤسساتها الفاعلة والنشطة والتي تقدم المشورة الصادقة
والصحيحة وبالتالي هي الاذرع التنفيذية للمهمات مهما كانت نوعيتها .
لنأخذ مثلا جهاز التعبئة والتنظيم : هو جهاز ذو شطرين الاول داخل الوطن
والثاني في تونس والشطر الاول الموجود داخل الوطن ذو جناحين الضفة
والقطاع اما ماهو في تونس فقد تابع تواصلة بشكل من الاشكال مع اكثر
الساحات الخارجية
اذن هو جهاز ذو بنية بغض النظر عن درجة فعاليته او نجاحه او الانجازات
المطلوبة منه تحقيقها وهذا الجهاز اذا رغبنا في التعرف على بناه
وادواته فإننا نجدها كوادر حقيقية واعية ونشطة ومؤهلة منتقاه ولها
تجربتها وحضورها الحركي وهي قادرة على تقديم وجهة نظرها للمسئول الاول
في جهاز التعبئة والتنظيم وافضل مثال هو الاستنفار والنشاط الذي تعمل
به اذرع ولجان التعبئة والتنظيم فيما يخص الاعداد للمؤتمر الحركي العام
السادس ( رغم العوائق والثغرات غير العادية المتركمة طيلة سنوات وسنوات
) في أي وقت تجري الدعوة له للإنعقاد رغم قصر المدة المكلفين بها .
ومحدودية الانجاز ، لن اتكلم عن التشكيلات الاخرى داخل هذه الحركة لأن
ما جرى حول تداخل بنى المنظمة والسلطة والحركة افقدنا القدرة على
التمييز بين الاشكالات والمشاكل التي تعاني منها الحركة او القيادة في
الحركة وبين ما تطور من سلبيات السلطة خلال الاعوام الماضية وشلل منظمة
التحرير الفلسطينية .
( يقال انها كانت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني - فهل لا
زالت كذلك )
لذلك نختصر الكلام بالايجاز التالي :
أي مسؤول وخاصة ذووا المرتبة الاولى ( اللجنة المركزية ) عليه ان يكون
قادرا على ابسط تقدير لبناء وقيادة جهاز فاعل ونشط ومجدي ونظيف ومتواصل
ومؤثر حتى يتمتع بالمصداقية التي تجعل ابناء الحركة يعتزون بالانتماء
لها ولتاريخها ومستقبلها والعمل لتحقيق رسالتها واهدافها . فلا يجوز
ان تصل الامور الى الانضواء تحت راية الحركة والتصويت لصالح قوى سياسية
اخرى .
نحن في الشتات واخوتنا في الداخل مالذي يوحدنا ويجمعنا لولا المعاناة
التي نتعرض لها جميعا كل في ساحته ومجاله ولولا اشكال المعاناة هذه ،
لما كان هناك شيء يجمع الفلسطينيين مع بعض . دعكم من صيغة المتفرغين
والمخصصات هذه لها شأن وحديث آخر .
اما ان تقول لي ان ادبيات الحركة هي القاسم المشترك او النظام الداخلي
او الاساسي ....الخ فللحقيقة اقولها من يعنيه هذا النظام الذي يجري
تجاوزة والقفز عن اشتراطاته سوى بعض الاخوة الامناء عليه وهم غالبا
رومانسيين اكثر قليلا من الحالمين .
ايها الاخوة عندما نسمع احد اعضاء المركزية يشكوا ومن على الفضائيات
بأنة غير قادر ضمن حدود مسؤلياته على اتخاذ القرارات والخطوات المناسبة
لحماية وتطوير جهازه وادارته وتنفيذ مهماته وتمويلها او ان يتصدر احد
الاخوة للتطاول على دورة المجلس الثوري لأنها اتخذت قرارا لا يعجبه (
شبه قرار تأجيل المؤتمر بالصاعق الذي سيفجر الحركة ) فإننا نقول السلام
على هذه الحركة المسئولة وعلى من حولها ورغم ان هذا المسئول ، مرتبته
الاولى وذاك من القريبين من القيادة الاولى .
لذك احموا انفسكم مجتمعين من السنة قاعدتكم التي تتطاول عليكم وعلى
الحركة التي تبوأتم المسؤولية فيها قولا وفعلا ، وتهييء هذه القاعدة
للانقضاض عليكم قولا وفعلا . والانحيازات التي تتم الان على كافة
المستويات والساحات ألا تؤشر لكم على شيء .
لكل عضو في المركزية جهازه المسئول عنه وله كادره المنتقى بعناية
وميزانيته المحفوظة له واذكركم ان اخوتكم الذين سبقوكم بالشهادة
والاستشهاد والذين غابوا عن الساحة ، كانو قادة اجهزة حقيقية يحسب لها
الف حساب من القريب والبعيد من الصديق والعدو . وما كان احد ليجرؤ على
التطاول عليهم حتى ولو اختلف معهم او تناقض .
ما بالكم الان لا توجد حرمة او حصانة لأي موقع في هذه الحركة حتى
الاسرى والشهداء يجري التطاول عليهم .
نعم مادامت هذه القيادات تحمي نفسها احيانا بالقرارات المالية فلن تكون
لها حماية إلا قليلا وذات مدى قصير ،
اما الاعمال الكبيرة فهي لوحدها التي تشكل الحماية الدائمة لرجالها .
الجميع في مأزق والبوصلة الحركية غير مستقرة على أي اتجاه وان اشارت
فلا تشير للإتجاه الصحيح ،
والمرحلة الانتقالية الحركية نحن بصدد الوصول الى خاتمتها اذا كنتم
جادين .
فهل نعيد انتاج هذه الحركة بما يحمي تراثها وما ناضلت من اجله واستشهد
الالاف من ابنائنا على دربها .
نأمل ان تكونوا كما عهدنا ( المركزية ) رجالا قادرين فاعلين مؤثرين
.والصحيح ان متغيرات كثيرة حصلت على كل الساحات والسياسات ، وان امراضا
كثيرة اشيعت انها مستشرية بينكم .
ويحكى انه قيل لو بدها تشتي لغيمت ، فهل لنا ان نري غيوم التغيير قد
تجمعت في لقاء عمان
ايها الاخوة في المركزية : اصطففنا الى جانبكم عندما دعونا لتأجيل
انعقاد المؤتمر الحركي العام السادس لخوفنا من نتائج هذا المؤتمر عليكم
وبينكم ، ولكننا لن نستطيع ان نحمي الشخصية القيادية غير القادرة على
احداث التغيير او المتوترة من عمليات التشهير القادمة على قدم وساق ،
هي الان في الغرف المغلقة قصص وروايات ولكنها تموج لتطفوا على السطح
ونحن نرى كيف ان البيانات التي تتناسخ كالفطر تنتقد وتهاجم وتشهر وكل
لديه مستمسكات يعرضها ضد هذا وذاك . حتى اننا صرنا نخجل عندما نسمع ذكر
بعض الاسماء التي كانت سابقا علامات نضالية تستحوز على الكثير من
التقدير والاحترام .
بالله عليكم كيف ستواجهون معركتكم المعقدة والطويلة المدى وتنتصرون
فيها اذا كان احترامكم بين كوادركم معتمدا على المنح والعطايا
والمخصصات فقط .
لكل عضو مركزية مقره وميزانيته والمحيطين به ومع ذلك لم ارى ضعفا
طيلة العقود الاربعة الماضية كما اراكم فيها الان
بالله اتقوا الله بمن استشهد او اسر او دمرت حياته دفاعا عن هذه الحركة
واهدافها ومن اجل فلسطين حرة ،
من اجل هؤلاء واولئك وقفة مع الذات ونحن ننتظر منكم ما سيصدر عنكم بعد
لقاء عمان
كانت ولا زالت وستستمر
ثورة حتى النصر
13/6/2005
دمشق
مقاوم يأبى التقــــــــــاعد
kandil41@yahoo.com
احمد
قـنـــــــديل - عربـــــي فلسطيني
|