"مفتاح" : الإعلام تحيّز لمحمود عباس أثناء حملته
الانتخابيّة
عن
المركز الفلسطيني للإعلام:
أُخضِعت
العمليّة
الانتخابية التي جرت في الضفة الغربية و قطاع
غزة قبل يومين
،
إلى
مجموعة دراساتٍ
و استطلاعات شملت شتى جوانب هذه العملية قبل بدء عملية الاقتراع و
أثنائها
و حتى أثناء عمليّة
فرز الأصوات
.
و
قد قامت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي و الديمقراطية "مفتاح"
في هذا الإطار برصد التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية
لمرشّحي
الرئاسة الفلسطينية
.
و
ذكر
تقريرٌ
صادر
عن المبادرة أنّ
هذا الرصد امتدّ
من الفترة بين 25 ديسمبر 2004 و السابع من يناير 2005 و هي الفترة
القانونية للحملات الانتخابية حسب التعليمات الصادرة عن لجنة
الانتخابات المركزية
.
و
ذكر
التقرير
أنّ
الهدف من هذا المشروع هو تقييم أداء و طريقة عمل الإعلام أثناء تغطيته
للحملات الانتخابية ، و قد استخدم فريق العمل أسلوباً
علميّاً
متّبعاً
في قياس الرقابة على الإعلام في قضايا من هذا النوع
.
و
قد أفاد
التقرير
أنّ
مشروع الرقابة على التغطية الإعلامية للانتخابات قامت من
أجل
تقييم جملة أمورٍ
و من أهمّها
قياس مدى
تمكّن المرشّحين
و الأحزاب السياسية من الحصول على فرص متكافئة في الإعلام ، و كذلك
طبيعة الشكل الذي حظي به المرشحون في التغطية الإعلامية و هل تمت
بطريقة متساوية و غير متحيزة ، و
أيضاً
معرفة مدى التزام الإعلام و السلطة الفلسطينية بالقوانين و التعليمات
الخاصة بالتغطية الإعلامية ، و كذلك تأثير قانون الإعلام الفلسطيني على
أداء المؤسسات الإعلامية في تغطية الانتخابات
.
و
قد
بيّن
التقرير
الذي أصدرته مؤسسة
"مفتاح"
خلال مؤتمر صحافي بعد يومين من انتهاء عملية الاقتراع و الفرز
للانتخابات الرئاسية الفلسطينية ، أنه قام برصد بعض وسائل الإعلام
المرئية و منها الرسمية كتلفزيون فلسطين و الخاصة مثل تلفزيون وطن في
رام الله إضافة إلى محطتين فضائيتي هما قناتي الجزيرة و العربية لما
لهما من تأثير على الرأي العام الفلسطيني ، و كذلك اشتملت عملية الرصد
على تغطية الصحافة المكتوبة و
بشكلٍ
خاص صحيفتي القدس و الأيام و كذلك صحيفة الحياة الجديدة لصحيفة رسمية
تصدر عن السلطة ، و كذلك موقع وكالة الأنباء الفلسطينية
(وفا)
كونها الوكالة الرسمية
.
و
شملت عملية الرصد
أيضاً
الإعلام المسموع في المناطق الفلسطينية و قد اكتفى المشروع بتغطية
الإذاعة الفلسطينية الرسمية و في ساعات الذروة الصباحية
..
و
حسب المادة رقم 57 من قانون الانتخابات الفلسطيني لعام 95 فقد أعطيت
الصلاحية للجنة الانتخابات المركزية للتنسيق و الترتيب مع الإعلام
الرسمي من
أجل
إعطاء مساحة حرة متكافئة و مجانية للمرشحين السبعة
.
و
قد قامت لجنة الانتخابات بالاتصال براديو و تلفزيون فلسطين و
قدّمت
المعلومات الوافية الكافية عن واجبها في التزام الحياد تجاه أي من
المرشحين ، كما تم تخصيص مدة دعائية موحدة لكل مرشح و تبث في نفس الوقت
خلال
أيام الداعية الانتخابية.
الإعلام الرسمي
:
و
قد اعتبر المشروع أنّ
لدى الإعلام الرسمي إشكالية في القيام بتغطية حيادية بسبب مجموعة عوامل
متداخلة أهمها أولوية الأخبار التي تعطى
لـ
"أبو
مازن"
مساحة أوسع في تغطية نشاطاته اليومية و كذلك بسبب شح المصادر و
الإمكانات و كذلك العراقيل التي وضعها
سلطات الاحتلال الصهيونيّة أمام
هذا النوع من الإعلام .
و
قد أوضح مشروع المبادرة إلى أنّ
الوضع التنظيمي للإعلام الرسمي لم يكن واضحاً
و
يفتقر
إلى
قانونٍ
واضح و مستقل و بالتالي لم يكن هناك وضوح في دور المؤسسة في خدمة
الناخب الفلسطيني . و قد انقسم المرشحون
و الإعلاميين و الأحزاب السياسية حول رأيهم في تغطية راديو و تلفزيون
فلسطين ، حيث قال البعض إنّ
المؤسسة حاولت جاهدة أن تكون منصفة و محايدة و متوازنة ، في
حين
ذهب
البعض إلى اعتبار هذه التغطية غير مبررة و
أنّها
وقعت في إطار الانحياز التام لمرشح فتح أبو مازن . و حصل أبو مازن على
أعلى نسبة تغطية في تلفزيون فلسطين بنسبة 16%. و في راديو فلسطين بنسبة
23 % عن باقي المرشحين الذي لم يستغل
أحدهم
ما خصصته له الإذاعة من فترة دعائية، و ظهر التحيز
واضحاً
للمرشح أبو مازن أيضاً
في تغطية وكالة الإنباء الفلسطينية
(وفا)
حيث وصلت نسبة تغطية دعايته و
أخباره
إلى
69 %
،
و
كان هناك مؤشر ضئيل على أنّ
(وفا)
كانت متوازنة في تغطيتها الإعلامية للمرشحين.
الإعلام الخاص
:
أما
بالنسبة للإعلام الخاص فقد كان هناك تغطية بسيطة للانتخابات باستثناء
الإعلانات السياسية المدفوعة ، كل هذه باستثناء التغطية العالية
لتلفزيون وطن ، حيث بث تلفزيون وطن
برنامجاً يوميّاً
للمرشحين خلال ساعات الذروة و قد اعتبر مساهمة
إيجابية
في التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية ، بالرغم من رفض أبو مازن
دعوة تلفزيون وطن لاستضافته على حد قول إدارة وطن ، و قد اعتبر بيان
المبادرة أنّ
تلفزيون وطن قد قام و بلا أدنى شك بالترويج للمرشح مصطفى البرغوثي بعد
أن أعطي مدة أطول في البرنامج الذي خصصته
القناة للمرشحين ، و حصل البرغوثي على ما نسبته 44 % من مجموع دعايات
المرشحين الآخرين
.
و
في الوقت ذاته لم يسمح لتلفزيون فلسطين بالقيام بالدعاية السياسية
مدفوعة الأجر ، ما بدا و كأنه وصول غير كامل لساعات البث في
التلفزيونات التجارية ، حيث إنّ
الدعاية السياسية مدفوعة الأجر شكلت
عاملاً رئيسيّاً
في التغطية من قبل القنوات مثل وطن
،
و لم يكن هناك أي نسب معينة حول حجم هذه الدعاية ، الأمر الذي دفع بعض
المرشحين إلى الإدلاء بشكوى ضد الإفراط في بعض الأحيان في حجم الدعاية
السياسية في الصحافة
،
و قد وصل الأمر إلى
حدّ
المنع بسبب الحجم الصغير لبعض الميزانيات ، و كان الدفع لقاء الدعاية
السياسية
واضحاً
في الصحافة
.
القنوات الفضائية
:
بالنسبة للقنوات الفضائية فقد امتنعت قناة الجزيرة عن بث إعلانات
مدفوعة الأجر لأي من المرشحين ، في حين عرضت قناة العربية إعلانات
مدفوعة الأجر للمرشح مصطفى البرغوثي ، و الجزيرة من جانبها عرضت
برنامجاً
في نشرة أخبارها اليومية "حصاد اليوم" و هو عبارة عن جزء من تغطية
عملية الانتخابات و قد تم فيه عرض شعارات المرشح و مقابلة معه ، و قد
كانت مدة المقابلة مختلفة لكن التباين الأساسي كان مع أبو مازن الذي
تمتع بمقابلة أطول بشكل واضح عن المرشحين الآخرين . و قد أظهرت
المبادرة من خلالها رصدها للقنوات الفضائية أن هناك
تحيّزاً كبيراً
أيضاً
لمرشح فتح أبو مازن حيث حصل في تغطية قناة العربية على ما نسبته 62.8 %
من مجمل ما تضمنته برامجها عن كافة المرشحين ، في حين وصلت نسبة تغطية
حملة أبو مازن الدعائية و
أخباره
إلى
28 % مما بثته قناة الجزيرة طيلة مدة الحملة الانتخابية لجميع المرشحين
..
و على الرغم من ذلك اعتبر المرشحون أن الجزيرة كانت من المحطات التي
أعطت فرصة جيدة لهم من
أجل
الظهور أمام الناخبين على أن تغطية أبو مازن كانت
أكبر
من تغطية باقي المرشحين
.
ملاحظات للجنة الانتخابات
:
و
وجّه
البيان مجموعة ملاحظات للجنة الانتخابات المركزية التي اعتبر بأنها
تتمتع بقدر كبير من الأخلاق و الاستقلالية. و لكن بالرغم من ذلك انتقد
البيان عدم تعاطي اللجنة مع مجموعة كبيرة من الخروقات في قانون
الانتخابات حيث قدم العديد من المرشحين شكاوى على ما اعتبروه تغطية
زائدة لأبي مازن في التلفزيون و الصحافة و قالوا إنّ
شكاويهم لم يجرِ
التعامل
معها
بشكل ملائم .
ضغوطات ضد الصحافيين
:
و
قد تطرّق
رصد مؤسسة مفتاح للتغطية الإعلامية لوسائل الإعلام
إلى
الضغوطات التي تعرض لها
الصحافيّون
حيث كانت تحركاتهم مقيدة بفعل الحواجز
الصهيونيّة
، بينما تغلبت الفضائيات و وسائل الإعلام الكبيرة على ذلك إلى حد ما
بتوظيف صحافيين و مناطق جغرافية مختلفة . كما
عبّر
الصحافيين لفريق التغطية عن استيائهم من الضغط الذي تعرضوا له من قبل
المرشحين و مكاتبهم سواء بسبب اتهامهم بالتحيز لمرشح أو التحيز ضد مرشح
دون غيره ..
خروقات بعد انتهاء الدعاية
:
و
قد
أظهر
بيان
"مفتاح"
أنّ
المدة المخصصة للحملات الدعائية للمرشحين و التي توقفت في الثامن من
يناير الجاري قد حملت مجموعة كبيرة من الخروقات خاصة في اليوم الأخير
قبل الانتخابات ، و الذي منعت فيه الدعاية الانتخابية بكافة أشكالها
بسبب انقضاء فترة الحملات الدعائية ، حيث خرق هذا القانون من قبل جميع
الصحف المحلية التي أفردت تغطية دعائية لأبي مازن و البرغوثي خاصة . و
كان هنالك أيضاً
إعلانات انتخابية في الصحف على الرغم من كونها غير مباشرة في فترة توقف
الحملات
.
و
قد تمتع مرشح فتح أبو مازن حسب نتائج الرصد بأكبر قدر من التغطية من
بين جميع المرشحين في الصحافة المطبوعة صحيفة الأيام هي الوحيدة التي
أُتيح
من خلالها لجميع المرشحين بأكبر تغطية ممكنة ، و بالرغم من ذلك كان أبو
مازن هو المرشح الذي حصل على تغطية أعلى حيث حصل على نسبة 41 % من
مجموع دعيات المرشحين المدفوعة الأجر ، بينما خصصت الحياة الجديدة ما
نسبته 55 % من إعلاناتها للمرشحين لأبي مازن . و وصلت نسبة تغطية صحيفة
القدس لأبي مازن 51 % من مجموعات الدعايات الانتخابية التي خصصت لكافة
المرشحين . و ذكر بيان المبادرة في هذا الإطار إلى أن هناك عاملاً
أساسياً
حجم تغطية الصحافية المطبوعة و هو المنصب الرسمي الذي يحتله أبو مازن
.
|