ما الذي تريده سهى عرفات؟

عقيلة عرفات، التي لم تعش معه في السنوات الماضية ولكن منذ ادخاله المستشفى في باريس تمكث بثبات الى جانب سريره، هي التي تتحكم بيد عليا في البيانات التي تخرج الى وسائل الاعلام. كما أنها هي التي أملت على الصحافة مضمون البيان الذي نقله امس الناطق بلسان المستشفى وأصرت على أن يتضمن نفيا صريحا يقول: "عرفات لم يمت". وبالطبع ولا أي كلمة عن الموت السريري الذي يغرق فيه.

سهى سيطرت على الاوضاع منذ البداية. فرغم الاف الكيلو مترات التي فصلت بينهما، فانه عندما تبين الوضع الصعب للرئيس كانت هي التي قررت ادخاله الى المستشفى العسكري في فرنسا. وبعد الهبوط في باريس ظهرت الى جانبه ترافقه بسترة سوداء قديمة وفاخرة فيما هو مستلقي على الحمالة.

وكانت سهى بين القلائل الذين سمح لهم بالبقاء في غرفة الرئيس في المستشفى، بل وحصلت على غرفة مجاورة كي لا تضطر الى الدخول والخروج ولقاء الصحافيين الكثيرين الذين أمّوا المكان. وباصرار شديد انتزعت من اطباء المستشفى تعهدا مسبقا في ألا ينقل الى وسائل الاعلام اي بيان عن وضع عرفات الا من المرأة التي تثق بها، السفيرة القديمة في باريس  ليلى شهيد.

ولم يفكر الفرنسيون بالاحتجاج على طلب سهى. بالعكس، فقد لبوا بسرور منح عرفات حماية قصوى من وسائل الاعلام  التي تنبش، الى جانب العلاج الطبي المخلص. فلفرنسا تقاليد معروفة لاخفاء المعلومات الطبية، حيث ان النموذج الاكثر شهرة هو اخفاء مرض السرطان الذي عانى منه الرئيس السابق فرنسوان ميتران. وامس ظهرا، عندما تدهور وضع عرفات جدا ابلغ الاطباء سهى بان تبدد الأمل. وحسب تقرير نقله مراسل شبكة "الجزيرة" قال الاطباء لسهى أنه لم يعد ثمة شيء يمكن عمله، والقرار بقي في يدها متى تفصل عرفات عن الاجهزة التي يرتبط بها. وحسب التقرير، فان سهى طلبت زمنا اضافيا لتنظيم الامور.

فما هو بالضبط الذي تحتاج الى تنظيمه؟ قبل كل شيء ترتيبات الجنازة. يجب حل الجدال حول مكان الدفن، الحصول على الاذون، اعداد قائمة المدعويين وتحديد ترتيب الخطابات. ولكن ليس أقل اهمية هي الامور المالية غير المحلولة التي يتركها عرفات خلفه.

مجلة "فورباس" رتبت مؤخرا عرفات في المكان التاسع في قائمة الزعماء الاثرياء في العالم، مع 200 مليون دولار.  وأمس طرح الاعتقاد بان تأخير نشر البيان الرسمي عن وضع عرفات ينبع من بداية صراعات الوراثة، حتى في المستشفى. وهذه التخمينات لاقت تعزيزها في ضوء حقيقة أن وصل الى باريس أيضا المستشار المالي لعرفات محمد رشيد، الذي على علاقات مضطربة مع سهى. سهى ورشيد هما الوحيدان اللذان يعرفان ارقام الحسابات البنكية التي اودع فيها عرفات مبالغ طائلة من اموال السلطة، غير أن كلا منهما يعرف ارقام حسابات اخرى.

وحسب الشائعات، فعندما وصلت الى رام الله الاسبوع الماضي بدأت سهى بـ "حملة توقيع" ترمي الى تحقيق تفويض من زوجها للحسابات في باريس وغيرها من الاملاك. وبالتوازي حاولت ابعاد رشيد عن سرير مرض عرفات، كي لا يكشف لا سمح الله الارقام السرية التي تعرفها هي وحدها. ولا يعرف أحد حقا كم من المال يخفي عرفات في الحسابات السرية، ولكن بلا شك ستكون سهى قريبا غنية جدا.

  

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع