بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الى الرئيس

سيادة الرئيس ابا مازن ...متى نهنئك ...!!!!

مبروك ... آلآف التهاني تلقاها الاخ ابا مازن بمناسبة  فوزة بالرئآسة الفلسطينية ... نعم فاز ابا مازن ويستحق التهنئه  ولكن هناك فرق بين الفوز والنجاح , والنجاح هو اعظم من الفوز لان الفوز ياتي لمرةواحدة ولكن النجاح يأتي كالشلال الذي يحمل الخير باستمرار التقدم  وهو   يحتاج للكثير من الوقت والجهد  وخاصة اننا بصدد مشروع وطن    ودولة . فالوطن..... ما زال تحت الاحتلال    والدولة....ما زالت الحلم الذي ننشده  

ان الظروف التي انتخب  خلالها الرئيس  ابا مازن ظروف غاية في التعقيد سواء داخليا او خارجيا  فالاخ ابا مازن لم يتوج على  كرسي العرش ولم يتولى  قيادة دولة مستقلة ذات سيادة , بل الى حطام وطن بلا دولة ولا سيادة و ارض محتلة وملتهبة ... و شعب يرزح  تحت نير  الاحتلال في قهر وقتل وتدمير يومي  وظروف سياسية غاية في التعقيد . مبروك ابا مازن .... واعذرني بالقول ...على الهم الكبير ... وعلى  المسؤولية الخطيرة... في ظل ظروف لا يمكنك الا السير على حد السيف او على حبل رفيع كمن يسير فوق شلالات نياجارا

من هنا جاء القول .... متي نهنئك ...؟ فمن وجهة نظري ان التهنئة الحقيقية تكون بعد النجاح ...والنجاح يبداء من خلال شق  الطريق المليئة بالالغام والافاعي والآثام

نهنئك سيادة الرئيس بعد ان تنتصر على نفسك ... اولا وقبل كل شيء  لتتحلل من كل عقد الحياة الصعبة بداية من الذات... ونهاية باصحاب الذوات ....نهنئك  بعد تنجلي الصورة امامك وحين تتهيء لك الظروف الطبيعية وتستمع الى ضميرك بهدوء وصحوة لا يشوبها شيء وخاصة  تداخلات الآخرين  من المتذبذبين والافاقين  

نهنئك عندما نرى حولك خيرة الخيرة من بطانة الخير ذوي الخبرة والحفاصة والاخلاص لله والوطن

نهنئك بعد ان تستطيع ان تنجو من كيد الكائدين ....   ومكر الحاقدين  ....   والاعيب الاسرائيلين

نهنئك بعد ان تحقق السلام الوطني  لشعبنا الفلسطيني اولا وقبل كل شيء  ...نعم سيادة الرئيس نتمنى لك ان ترى وتسمع التهاني بعد انجازات وعد ت بها شعبك ...(لا نقول كلها) بل بعضها   حتى لا نظلمك

 نعم... مع بداية فصل جديد من فصول قضيتنا الفلسطينية المتلاحقة والمتشابكة يطل علينا بحلتة الجديدةالتي  لم يتغير شيء فيها...  اللهم سوى مزيدا من القهر والقتل والتدمير من قبل شركائنا في سلام اوسلو  ولا ننسى غياب الراحل ياسر عرفات وها هو ابا مازن رئيسا جديدا يتحمل مسؤولية  من اخطر المسؤوليات التاريخية بعد غياب جبل المحامل الذي قال يوما:  ارموا علي كل شيء  وحملوني   المسؤولية في كل شيء مضى  وحتى فساد  الفاسدين  نعم  ابا عمار الذي اخذ القضية برمتها وحملها فوق كاهله بعجرها وبجرها مقاولة كاملة سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا ولم يترك لاحد شيء على الاطلاق واعدا شعبه بانه سيسلمه وطنا سليما معافى ...الا ان الرياح لم تأتي كما اشتهت سفنه رغم كل ما قدم من اجل السلام .

اوسلوا التي فاجاء بها العالم وشعبه الفلسطيني  وقام بمصافحة اعدائه معترفا باسرائيل آملا بان ينهي صراعا مريرا خاضه شعبة في حرب غير متكافئة مع اكبر قوة عسكرية في المنطقة , وما الحقها من مبادرات حسن نوايا بان الغى بعض بنود من الميثاق الفلسطيني امام امريكا التي حضرت بقضها وقضيضها وبيتها الابيض الى غزة   , كل هذا لم يعجب الجانب الاسرائيلي وكانوا دائما  يطالبون بالمزيد ...لا بل واكثر من ذلك ... الم تحصل اسرائيل على سنوات من الهدوء والامن !!! الم  تعج سجون السلطة  بالمئآت من قادة وكوادر حماس والجهاد!!! حيث اغلقت كل منافذ العمل المسلح ضد اسرائيل وهو امر يعرفه القاصي والداني .  ماذا قدمت اسرائيل لياسر عرفات مقابل كل الاجرائات التي اتخذها وهو يثبت للعالم صدق نواياه السلمية نحو تنفيذ ما تم التوقيع عليه ,  وسؤآل اهم  ماذا قدمت اسرائيل مقابل هذا من اجل السلام !!!

الم تتعاقب حكومات اسرائيلية منذ اوسلوا الى الآن !!! بداية برابين الذي قتل على ايدي مواطنيه باشارة واضحة لكل عاقل انها عملية (اعدام للسلام) بكل جوانبه ومعانيه !!!! الم يأتي الحمائم والصقور ثم الحمائم وأخيرا الوحوش بقيادة الوحش الكاسر شارون والذي انضم اليه أخيرا  الثعلب الماكر بيرز !!!

من اعطى اي اشاره فارقة او تلميحا لنية صادقة لتحقيق السلام ..! من منهم لم يرتكب المجازر ..! من منهم من صدق معنا القول !!  من قال انا مع دولة فلسطينية على حدود عام سبعة وستون ,ولا اقول القدس ولا اللاجئين فقط  (دولة)!!!!

اقول هذا واواكد شعوري بالخوف على المستقبل وليس على القضية... فالقضية الفلسطينية لها حاميها وراعيها الى يوم الدين.... فالخوف على شخص الرئيس ذاته وكيف لا ؟ ولنا تجربة ليست ببعيدة

نعم اخانا ابا مازن : لقد فزت بالانتخابات ولا اريد الدخول بالتفاصيل , ولنتحدث بصراحة  : انك لم تفوز فقط  باصوات حركتك العظيمة فتح  ان  الغالبية  الصامتة من ابناء شعبك العظيم , هؤلاء الذين ارتأوا فيك المخلص والمنقذ من كل الاهوال التي يتعرضوا لها على مدار الساعة من ظلم وقهر الاحتلال الذي يحول بينهم وبين ارزاقهم وحياتهم التي اصبحت جحيما لا يطاق ,ودعك من الذين يقولون ان شعبنا يتحمل عشرات السنين من هذا البطش والجوع والقهر والقتل والتدمير  فوالله لا يشعر بالالم الا من يسلخ جلده ويهدم بيته ويقتل ابنائه , ورغم هذا  فشعبك لا ولن يستسلم ولكنه يأمل بسلام عادل يعيد له حقوقه وكرامته , فانت الآن رئيس كل الشعب الفلسطيني.

 نعم ان الامل الذي يراود الكثيرين بانك من سيخلصهم من الاحتلال    كل هذا من خلال ثقتهم بانك الرجل المناسب وقبولك العالمي والدولي ناهيك عن شجاعتك وثباتك على الموقف وثباتك على المباديء باذن الله تعالى   

سيادة الرئيس : ان  الذين فرحوا لنجاحك لم يفرحوا لمجرد الفرح, بل  ليروا  نتائج وافعال.. لا اقوال وكيف لا

اليس هذا من حقهم !! واسرائيل تطلب منك ذالك  ( افعالا لا اقوال) ،،،

ان المهمة صعبة لا بل في  غاية الخطورة وان رضى اسرائيل غاية لا تدرك مهما قدمت... ولكن رضى شعبك امر في غاية السهولةوالادراك  , فانت طرحت برنامجك قبل الانتخابات وقلتها بكل صراحة ... ثوابت وطنية ...شرعية دولية...  لا لفوضى السلاح... واصلاح البيت الداخلي   

وبكل صراحة اقول لك شعبك واثق بموضوع الثوابت واعانك الله على الثبات والخروج بها بسلام وامان

والشرعية الدولية لا احد يجادل فيها ونتمنى ان تطبق قرارات الامم المتحدة  

وفي موضوع فوضى السلاح شعبك بكل اطيافه معك ولا يريد ان يرى بندقيه في شوارعنا الفلسطينية

اما في موضوع الاصلاح... وهذا هو المهم... لا بل الاهم نقول هنا ايضا : اعانك الله على هذا الامر   وانت الذي قلت من قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

ان شعبك العظيم لن يغضب منك اذا لم تنجز له عملية السلام لانهم يدركون انك جاد في هذا وستعمل كل جهد ممكن لتحقيقه ,والمسألة ليست بيدك وحدك  فالسلام هو مطلب شرعي ووطني ولا احد يتمنى الحرب , والكل يدرك تماما ان اي فشل في عملية السلام سيكون سببه اسرائيل التي تريد كل شيء ولا تريد ان تعطي اي شيء , ولكن غضب شعبك سيكون كبيرا اذا لم تحقق المستطاع وهو ما تملكه يداك في البيت الداخلي و لن يغفر لك اي تقاعس في الاصلاح ومحاسبة الفاسدين  ولا يكفي اقالة البعض او فصلهم من مناصبهم التي نزلوا عليها بمظلات الحاشية والبطانة من خلال تبادل  المنافع , بل في  استيفاء كل قرش وغنيمة استولوا عليها قسرا ودون وجه حق , فهناك اموالا هدرت ومشاريع غابت واستثمارت ذهبت مع ادراج الرياح ,  واكثر من هذا فهناك من استغل فرحة شعبنا بسلطته الوطنية وخروج الاحتلال في بداية الامر وعاث في الارض فسادا واستغلالا وقاسم  الناس ارزاقهم ومصانعهم وحتى بيوتهم , اما من باب الترهيب  او التخوين وغيرها من الامور التي يطول شرحها وهناك شواهد كثيرة

وكل هذا حصل على راي المثل (يا فرعون من فرعنك)  نعم  نعم ... لقد نشاء في ووطننا فراعنة وليس فرعون واحد ويجب ان ينتهي الامر بمن يردهم والا ستكون الطامة الكبرى .

 

كل عام وانت بخير سيادة الرئيس ... وحسب اعتقادي انك  لم تستمع لمن حاول اغرائك كما كان يغري سلفك   وأشار اليك   بان تقضي اجازة العيد  في رام الله لاستقبال المواطنين والاستفادة منها كمبايعة جديدة بعد فوزك , بل حكمت عقلك بان لا تترك الامور لتنزلق الى ما كان مخططا له لغزة , فذهبت مهرولا وبسرعة فائقة كالبرق  جمعت كل الاخوة هناك حتى لا يكون عيد غزة مأتما كبيرا في كل بيت فلسطيني , نعم اجتمعت الى اخوانك من قادة التنظيمات وجها لوجه دون وسطاء وبشجاعة الواثق من نفسه طرحت رؤيتك وبكل ثقة وحرص طرح الاخوة في حماس والجهاد والشعبية والديمقراطية رؤيتهم, وتشاورتم بالامر حتى يكون قرارا مشتركا توافقيا يشمل اطياف الشعب باكمله...  نعم ابا مازن هذه بداية النجاح على الطريق الصحيح( ومبروك ) وتستجق التهنئة الاولى ,واتبعتها بخطوة اخرى وانت تجوب شوارع غزة وشواطئها لتقف على الانتهاكات الخطيرة من قبل شباب غير مسؤول,  ولكن لا يخفى عليك ان اسبابا عميقة وقديمة سببت هذا الانتهاك الصارخ  واهمها ... تداعيات سوء الادارة وبدايات السلطة ,وان ما جرى اخيرا  هو  استقواء من قبل بعض الشباب الذين وجدوا الوقت مناسبا لهم مع غياب القانون والفلتان  ليثأروا لانفسهم من الماضي الذي استهان خلاله اصحاب المعالي والسادة ممن يدعون حرصهم على  القانون وحماته  وهم في مناصبهم واستولوا على حقوق الناس وزوروا وارتشوا , نعم سيادة الرئيس ...ولا يغرنك البكاؤون على القانون !!!

والذين كان منهم صاحب العدل حيث مورست في زمنه كل انواع السرقات والاستغلآل والفساد الاداري والمالي .

 سيادة الرئيس : نحن ندرك ان التركة ثقيلة والحصاد مر , ونعرف ان بذورا زرعت ونمت وترعرعت حتى اشتد عودها واصبح من الصعب اقتلاعها ,ولكنها ليست (شجر الزيتون) بل هي في ظاهرها صلبة  ولكن باطنها  هش  لا جذور ولا اساس وبمجرد لمسها او حتى النفخ عليها  ستسقط كاوراق الخريف  

ولا نقول انك تحمل عصى سحرية ( كن فيكون) ,وشعبنا لن يكون الا واقعيا ....والواقعية تقول القانون اساس العدل

والمحاسبة لا تفسد للود قضية فلا احد يزعل من شعار  ( خذ ما لك واعط ما عليك )

وكم اعجبتني مقالة كتبها الاستاذ المخضرم ناصر الدين النشاشيبي صديق الملوك والسلاطين وكانت تحت عنوان (اضرب يا ريس ) وهذا الرجل الذي عاش حياته بالطول والعرض مرفها ومنعما لايعرف العنف ومع هذا يقول.... اضرب يا ريس !!!

ماذا نقول نحن....!!! أبناء الثورة والكفاح الذين عشنا في اتون الصراع والموت والعذاب !!! اليس الاولى ان نقول لك نحن اضرب يا ريس !!! نعم اخانا القائد أضرب  ولا نقول اقطع الايادي و علق المشانق ... ولكن يحق لنا ان  نقول لك اعدل , نعم واحزم امرك وتوكل على الله وعلى الشرفاء وما اكثرهم  ... فقط ضع النقاط على الحروف واترك الضرب لغيرك

 فيا اخانا الرئيس هناك قضايا كبيرة ومعلقة تحتاج الى حلول جذرية لا يمكن حلها الا بوجود سلطة قضائية نزيهة ومسؤولة وقوية ويراسها شخص يكون صاحب ضمير كبير ولا يخشى سوى الله  , ولا يعقل ان نرى كما راينا في اول حكومةبعد اوسلو  مسؤولا عن العدل والقضاء   غائبا عن الوعي معظم  الوقت ويرى الابيض اسود والاسود ابيض ويحرم الحلال ويحلل الحرام , ويعطي اللصوص حقوق المواطنين ويتلاعب بالقانون ويزور ويرتشي نعم فاليسأل الرجل  المحترم صاحب العقل الراجح الذي عينه الرئيس الراحل  نائبا عاما  كيف انه لم يستطع ان يقوم بواجبه نتيجة ما وقع عليه من ظلم وارهاب فقدم استقالته قبل ان يقوم باي عمل .... ولا اريد ان اتحدث عن المهازل التي حصلت في تغييب القانون في اخطر قضايا المجتمع الفلسطيني  وتجده  قويا قاتلا عندما تتطلب المصالح الخاصة لبض مراكز القوى حيث  كانت من اسباب تفكيك اواصر المحبة والالفة داخل مجتمعنا الذي وصل الى تفكك  العائلة الواحدة   حيث تضاعفت الجرائم الجنائية فاصبح في كل بلد وقرية جريمة قتل او اكثر دون اتباع الوسائل القانونية التي تقتضي من الحد من الجريمة  وللعلم   (كل هذا كان يجري  قبل اللانتفاضة ) وانا على يقين ان الاخ ابا مازن كان يراقب الامور ولم يكن في برج عاجي

اننا بحاجة للمؤسسات القوية التي تستطيع ان تنظم الامور  بعد اعادة الهيكليات القوية وازالة التراكمات المهترئه  لضمان استمرار اي  مؤسسة  ...والا سنكون قد ابقينا الامور على (جرف هار )

سيادة الرئيس :عليك بالرجل المناسب والقائد الناجح على راس كل مؤسسة او هيئه , واي انسا ن قد اثبت فشلة في الماضي يجب ان لا يكون فالوطن ليس حقل تجارب

نعم .... للشباب  نعم... للجيل الجديد من الكفائات والطاقات الهائلة والكامنة.... وما اكثرها

فنحن بحاجة لهذا الجيل القادم من الشفافية والصدق من العلم و الثقافة  ...من الانتماء للوطن والارض نعم  لتجديد نشاط مؤسساتنا مع مراعاة خبرة بعض  الشيوخ وخاصة المخلصين منهم وليس (من قلب عداده وهو يعيث في الارض خرابا ) بل لاصحاب الخبرات المعروفين بالنزاهة وحسن الخلق  الذين يجب ان يسلموا الامانة بعد ان يعطوا كل خبراتهم ومهاراتهم لهذا الجيل العظيم... جيل الدوله القادمة باذن الله

واخيرا نقول  لك يا ايها الاخ القائد على بركة الله وتوكل على الله وسنهنئك عندما يعم السلام بين ابناء شعبنا الفلسطيني لان شعبنا يفتقد السلام الداخلي قبل السلام مع جيرانه , فلن يشعر احد بالسلام الا اذا شعر بالعدل اولا وقبل كل شيء فالعدل بين الناس يكون بتكافؤ الفرص ولمن يستحق وليس لابن فتح وحده لانه فتحاوي بل لاي كادر كفؤ مهما كان ومن اي اتجاه كان .... كفى للفئوية الضيقة والتي مارسها البعض لمصالحه الخاصة نعم للنظام والقانون الذي يطبق على القوي قبل الضعيف , نعم لتوزيع المنافع والخير على كل المواطنين ليعم  السلام الحقيقي

فانت لكل الفلسطينين   (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم

العميد  _  منذر ارشيد      20- 1 - 2005  

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع