المشطوبون


09/12/2004

هدد الأخ فاروق القدومي رئيس حركة فتح بشطب المناضل الاسير مروان البرغوثي من حركة فتح اذا ما استمر بترشيح نفسه لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية فرد عليه مروان:انه انتمى الى حركة فتح قبل ثلاثين عاما داخل زنزانة ويشاء القدر ان يشطب على يد القدومي داخل زنزانة ايضاً.
ولأن مروان أساسا يعيش حالة الشطب الإنساني على يد الاحتلال داخل زنزانة انفرادية تفتقد لكل مقومات الحياة لا يجد فيها سوى الصمت والأغلال وقساوة السجانين يحمل فوق كتفيه خمس مؤبدات مظلمات يبحر فيها إلى المجهول، فقد استقبل تهديد القدومي بسخرية المعتقل الذي يتحايل على اللون البني الغامق ليرى السماء الزرقاء صافية ورحبة ودافئة وبلا سياج ونباح احتلال...
أن الأخ فاروق القدومي الذي لم يعترف باتفاقيات اوسلو وخرج عن خط حركة فتح السياسي في ذلك ورضي لنفسه أن يكون في الموقع التطهري بعيدا عن غبار الموت وحصار الرئيس والقتل اليومي في الشوارع وقاد الثورة عبر التلفون والعلاقات العامة هنا وهناك لم يشطب من حركة فتح التي عارض خطها السياسي تحت ادعاء مشروعية التعددية في الرأي السياسي داخل الحركة فحظى بكل الاحترام والتقدير من الكثيرين ولم يفكر أي مسؤول في اللجنة المركزية لفتح بمحاسبته على رأيه وموقفه...
ولأن كلمة الشطب بكل ما تعني هذه الكلمة من لغة عسكرية صارمة وحازمة تعتبر جديدة على نظام العقوبات التي اقرها النظام الداخلي لحركة فتح فهي جديرة ان تؤخذ بعين الاعتبار في المؤتمر السادس القادم اذا ما انعقد لكي يقوم الأخ القدومي باستعراض المشطوبين من الحركة ابتدءاً من الفاسدين، سارقي ثروات وإمكانيات الشعب الفلسطيني، ويمكن الاستعانة بتقارير المجلس التشريعي والنائب العام في ذلك، وانتهاءا بشطب من وقف وراء عمليات القتل واطلاق الرصاص على نبيل عمرو وغيره من المسؤولين وتشكيل فرق الموت، ومنظمي المظاهرات المدفوعة الأجر لإسقاط وتخوين الأخ أبو مازن أول رئيس مجلس وزراء فلسطيني عقابا له على اولى المقدمات التي اتبعها للإصلاح الداخلي ومرورا على النواب الفتحاويين الذين نزلوا لانتخابات المجلس التشريعي عام 1996 خارج قوائم فتح الرسمية ولم يحاسبهم أحدا بل أصبحوا وزراء وأعضاء مجلس ثوري وشخصيات تصنع القرار السياسي.
واعتقد ان قائمة المشطوبين طويلة جدا وسيجد الاخ القدومي نفسه في ازمة وهو يستعرض هذه القائمة لانها ستشمل الالاف من الشعب الفلسطيني المؤيدة لمروان البرغوثي وبالتالي سيتم شطب شعبية مروان المتزايدة حسب استطلاعات الرأي وليشمل الشطب جيل كامل من ابناء حركة فتح وكل من طالب بالتغيير وتجديد الحياة التنظيمية داخل الحركة وكل من رفع صوته في ذلك وستصل الجرأة الى شطب من استغفل واستهتر بابناء فتح عندما اغلقت ابواب المنافسة الداخلية الشريفة داخل اطر وهيئات الحركة ووزعت مراكز القرار والنفوذ السياسي بطريقة فوقية بعيدا عن الحد الادنى من الديمقراطية الفتحاوية...
وربما سيشمل منهج الشطب والتشطيب قيادات وصلت الى مواقعها بالتعيين والواسطة والولاءات الشخصية دون انتخاب وبلا تدرج في المراتبية التي حظيت بمواقع ومناصب هامة في عهدٍ لم يدرج فيه قانون الشطب...
وأخشى على القادة الفتحاويين الذين اجتهدوا في إبرام وثائق ومفاهيم للحل السياسي وبلوروا رؤية لانهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، اخشى ان تطالهم عملية الشطب لانهم خرجوا عن إجماع حركة فتح وتمردوا على قانون الشطب.
ان نظرية الشطب للقدومي تقول على جميع ابناء حركة فتح وكل الاجيال:الصغير والكبير والذين لم يلدوا بعد ان يبقوا جنوداً ينفذون الاوامر العليا ويتلقون التعليمات وعليهم ان يشطبوا احلامهم وطموحهم ورغبتهم في تطوير وتجديد حيوية هذه الحركة العظيمة.
ولا تعترف هذه النظرية بأن الابناء كبروا فمن اخذ الراية من امين الحسيني سيبقى حاملها الى ابد الآبدين.
لقد بدأت اخشى على الاخ ابو مازن من عقلية الشطب هذه ، لانها تعبر عن منهج سيطوقه في عمله مستقبلاً.
شكرا لمروان البرغوثي لانه سيكون اول المشطوبين
شكرا لمروان البرغوثي لانه بترشيحه لنفسه استفزّ كل الامراء المتحكمين بمقدرات وطاقات الحركة وسدوا كل المنافذ على الديمقراطية والتعددية والمنافسة الشريفة
شكرا لانه ذكرنا وذكر المجتمع الدولي بأننا لا زلنا تحت الاحتلال بعد ان نسي البعض منا ذلك...
شكرا لمروان البرغوثي لانه طالب بالديمقراطية المغيبة داخل حركة فتح فذبحوه في ضجيج النهار واتهموه بالتنسيق مع ظلام الزنزانة وجدرانها الصفراء..
شكرا لمروان البرغوثي لانه أثار عقلية الدكتاتورية في عهدِ سقطت فيه كل المركزيات والبيروقراطيات...
شكرا له لانه ذكرنا بواجبنا تجاه استكمال مهمات التحرر والاستقلال واسقاط كل الشكليات والاجراءات التي تشرع وجود الاحتلال.
شكرا لمروان البرغوثي الذي حرّك واقع الحركة الساكن...ولم يحرك أي مسؤول نفسه لزيارته ولزيارة عائلته منذ اربع سنوات...
شكرا لمروان البرغوثي الذي كشف ضعفنا الداخلي، فواجهنا امام المرآة حقيقة حالنا الصعبة...
لم يعد الموضوع يا صديقي ان ترشح نفسك او لا ترشح نفسك...صار الموضوع حديث المشطوبين وغير المشطوبين تحت قصف وسيطرة الاحتلال.
صار الموضوع انك ركزت الصورة دامية في اعيننا لأننا كلما ذهبنا بعيدا رفعت قيدك في وجوهنا فأعدت الاعتبار للجرح وللصرخة.
 

للكاتب : عيسى قراقع

http://www.bethlehem-tv.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=670

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع