في المشهد الفلسطيني.. لا تنسوا
عبد
العزيز الملا
صحيفة الشرق القطرية 7/10/2004
سمعنا من يحمِّل المقاومة وبالأخص حماس مسؤولية ما يقع على غزة من
عدوان.. وأقول لهؤلاء:
-
لا تنسوا أن العدو هو الذي يستفز حماس وكل الأحرار وليس العكس فهو الذي
يقتل كل يوم ويهدم ويفسد في الأرض بصواريخ القسام وبدونها حتى صارت
المقاومة هي الحل الوحيد في وجه هذا العدو.
-
ولا تنسوا أننا أعطينا للسلام والمفاوضات وسحب الذرائع كل ما يمكن إلى
درجة التفاوض لمجرد التفاوض وتسجيل نقاط أمام الرأي العام العالمي.. ثم
لما أتيحت الظروف للعدو دمر حتى من تفاوض معهم.
-
ولا تنسوا أن العدو قصف قبل خمسة أشهر مسيرة سلمية للأطفال ولا علاقة
لها بصواريخ القسام.
-
ولا تنسوا أن للشعب الفلسطيني حق المقاومة ككل شعوب العالم أم أن
مقدساتنا وأعراضنا لا تستحق ذلك؟
-
ولا تنسوا أن الجهاد جائز حتى لحماية عشرة ريالات إذا أراد أحد أن
يغتصبها منك وقد اعتبر الرسول من يقتل دونها شهيداً.
-
ولا تنسوا أن العدو أشد تألماً منا حتى لو سقط منا الكثير فالمئة منا
أقل من نصف شخص منهم، فضلاً عن أن قتلانا إنما هم شهداء وقتلى حق وفي
الجنة، وقتلاهم في النار ومرتزقة.
-
ولا تنسوا أن المقاومة أنجزت الكثير، وأن الانحناء الذي يطلب منها إنما
يجير كل مكتسباتها لعدوها بل إن عصرنا هذا هو عصر المقاومة، والمجد
والفخار، فلا نامت أعين الجبناء.
-
ولا تنسوا أن أهل فلسطين إنما يحولون دون امتداد العدوان الصهيوني
الغاشم إلى بلاد أخرى وأماكن أخرى.
-
ولا تنسوا أن القدر جعلنا خير أمة أخرجت للناس، وأن الله تعالى كلفنا
بمقارعة الطواغيت ورسولنا سطر في ذلك صحائف الفخار وصحابته من بعده،
فلا أقل من مقارعة الطواغيت على أرضنا وفي بلادنا وحماية لحياتنا
وأعراضنا ومقدساتنا.
-
ولا تنسوا أن ما يجري على أرض فلسطين إنما يكسب القضية تعاطفاً دولياً
شعبياً يرتجى أن يؤول في النهاية قريباً أو بعيداً إلى محاصرة ثقافية
وسياسية وإعلامية تنزع عنا صورة الإرهاب الملصقة زوراً وبهتاناً بنا
وتنزع عن عدونا جلد الحَمَل الوديع والضحية المظلومة زوراً وبهتاناً.
-
ولا تنسوا أن الصبر هو خياركم وأن نقيضه هو الاستسلام والكفر
والخيانة.
-
ولا تنسوا أن تجريم حماس وأخواتها وإثارة الغبار حول المقاومة إنما هو
إرجاف ومهزومية وتعبير عن أزمتكم مع الإسلام نفسه وأظن ألا أحد يقبل
مواقفكم ولا حتى أولادكم ونساؤكم، فالزمان تغير ونحن اليوم في زمن
الحقائق ولم يعد كافياً أن تقولوا كلمتكم في فنادق الخمس نجوم ثم
تخلدوا للراحة، في حين يسطر غيركم كلماته بمداد دمه وحريته.
وأخيراً أقول لو وجد هؤلاء في زمن النبي لقالوا كما قال المنافقون:
«غرَّ هؤلاء دينهم»، ولو وجدوا في زمن أبي بكر لاتهموه بالتهور، ولو
وجدوا في زمن خالد لقالوا «لم يحسبها صح»، ولكنهم في كل الأحوال لا
يصنعون تاريخاً ولن يفعلوا.
|