الاستاذ عبد الستار
قاسم في لقاء خاص مع قدس نت
2004-02-18 07:39:19
القيادة
الفلسطينية تتحمل مسؤولية الفساد والخلل الداخلي
العمليات الاستشهادية ادخلت الرعب في قلب اسرائيل
قال عبد الستار قاسم استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية "
ان حملة جمع المليون توقيع التي اعلن عنها مؤخرا ضد التنازل عن أي من
الحقوق الفلسطينية, جاءت في الوقت الذي تطرح به مبادرات اخرى تدعو الى
التنازل وكان فلسطين املاك خاصة " مضيفا " انه يتوجب توظيف الوقت
والجهاد من اجل التحرير وعدم الانشغال في سباق بين الذين يريدون
الاستسلام وبين الذين يرفضونه " .
واوضح عبد الستار وهو اكاديمي وسياسي بارز " ان ما يجري على الساحة
الفلسطينية من فساد هو نقيض الدولة الفلسطينية واضعاف للشعب الفلسطيني
وتقوية للعدو, وهو ليس مجرد خطأ وانما هو سيرة منظمة التحرير في تونس
ولبنان "واكد " ان هناك قوى وفصائل ترى الخطيئة وتتساوق معها واخرى
تراها وتغمض عينها ".
وكان عبد الستار يتحدث في سياق مقابلة خاصة اجراها معه موقع " قدس نت "
تطرق خلالها الى الوضع السياسي الراهن, وحالة الفوضى والفساد على
الصعيد الداخلي, وموقفه من المبادرات السياسية, دون نسيان طبيعة حملته
( جمع المليون توقيع ضد التنازل عن فلسطين )..وفيما يلي نص المقابلة :
*ما
هو تقييمك للوضع الفلسطيني السياسي في ظل المتغيرات والظروف الحالية ؟
الوضع الفلسطيني الحالي غير جيد وهو يشهد تدهورا متواصلا على الصعيدين
الداخلي والخارجي. على الصعيد الخارجي أو المسيرة السلمية التي تفاءل
بعضنا بأنها ستوصلنا إلى دولة يتبين بوضوح أن السلام بالنسبة لأمريكا
وإسرائيل هو الاستسلام الفلسطيني التام، وأن يكتفي الفلسطينيون بما
تقرره إسرائيل بأنه يكفيهم في ضوء احتياجاتها الأمنية والجغرافية
وسياساتها الاقتصادية والثقافية والفكرية. قناعتي أن القيادة
الفلسطينية بأن الفلسطينيين لن يحققوا التفاؤل الذي حدا بالبعض مع
بداية المفاوضات مع إسرائيل، لكنها قادت حملة من التضليل والإيهام بحيث
يبتلع الشعب الفلسطيني الخيبة على جرعات.
العالم القوي ليس معنا، والذين من المفروض أن يكونوا معنا ليسوا أصحاب
قرار مستقل ولا يملكون سوى محاولات إقناعنا بقبول شيء حتى لا يكون
بأيدينا مستقبلا أي شيء. السياسة الفلسطينية لم تكن يوما موفقة، ولا
أظن أنها بحثت عن التوفيق ضمن المنظور الشعبي الفلسطيني. وهي ما زالت
تنقلنا من وهم إلى آخر، أو من قضية إلهائية إلى أخرى. من قضايا
المبادرات السياسية التي يقوم بها أجانب مثل تينيت أو فلسطينيون مثل
الهدف وجنيف، إلى قضايا تشكيل الوزارة التي غالبا لا عمل لها.
على المستوى الداخلي، واضح أن القيادة الفلسطينية كانت تتعمد التخريب
والهدم بطريقة تتمشى مع إدخال الهزيمة تدريجيا إلى نفوس الشعب
الفلسطيني. هذا الفساد الذي يشمل التلاعب بالأموال والوظائف والأنصبة
والقضاء والتسيب الأمني، الخ ليس عفويا وإنما محصلة لسياسة واضحة
مقصودة. لا يوجد شخص عاقل يريد أن يقيم دولة بالفساد ولا يوجد من لا
يصحح الأخطاء بعد تنبيهه مرات ومرات إلا إذا كان لا ينتمي فعلا لهذا
الشعب. هناك إصرار على الفساد وعلى تبذير الأموال وعلى تعطيل العمل
المؤسسي والمهني.
المضيء في الوضع أن شعبنا صامد ومستعد لتقديم التضحيات. هذا يؤكد أن كل
محاولات تصفية القضية الفلسطينية لن تنجح.
*اعلنت
عن طرح حملة لجمع مليون توقيع ضد عدم التنازل, هل لك ان تحدثنا عنها ؟
صحيح أنني على رأس حملة جمع المليون توقيع، على الرغم من أنني أرى
ضرورة تجنيب الشعب الفلسطيني مثل هذا الوضع الذي يشهد استقطاب تواقيعه.
من المفروض توظيف الوقت والجهد من أجل التحرير وليس في سباق بين الذين
يريدون الاستسلام والذين لا يريدون. صحيح أن هذه المبادرات والوثائق لا
تصب في عملية التحرير، لكن الذي دعاني ومن معي للقيام بخطوتنا لجمع
تواقيع تؤكد على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني هو وجود مبادرات أخرى
تدعو إلى التنازل وكأن فلسطين أملاك خاصة. الغرب يقدم الدعم المالي
لأشخاص لهم وجهة نظر في حل القضية الفلسطينية على أسس من التنازل عن
بعض الحقوق، وهم يغرقون الساحة بإعلاناتهم ومنشوراتهم. إنهم يجمعون
التواقيع بهدف الإثبات للغرب بأن الشعب الفلسطيني مختلف عمن يصفونهم
بالمتطرفين الإرهابيين. ولهذا كان لا بد من خطوة مضادة لنقول للعالم أن
الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من الآلام والأحزان متمسك بحقوقه وسيأتي
يوم تنقلب فيه موازين القوى.
يحصل أصحاب المبادرات التنازلية بالإضافة إلى الدعم المالي على دعم
إعلامي بالأخص من الفضائيات العربية. يظن المتتبع لوسائل الإعلام أن
هؤلاء يعبرون عن موقف الشعب الفلسطيني. يجب عدم ترك الساحة السياسية
لأشخاص يلهثون وراء النعم التي يقدمها الغرب وإسرائيل فتكون أعمالهم
حجة علينا. تصور وسائل الإعلام هؤلاء على أنهم يمثلون الشعب الفلسطيني
وتعطيهم مساحات واسعة في نشرات الأخبار والبرامج الأخرى، وأنا ومن معي
معنيون بأن نقول للعالم أن هؤلاء ومن معهم لا يمثلون الصورة الحقيقية
للشعب.
أما إذا قرر هؤلاء التوقف عن مبادراتهم وجهودهم في جمع التواقيع فإن
حملتنا ستتوقف فورا.
*كيف
ترى تعدد مبادرات السلام الفلسطينية, في الوقث الذي تتجاهل فيه اسرائيل
والعالم الرئيس ياسر عرفات ؟
لا
أريد التعليق على مسألة حصار عرفات لأنني أعي أن إسرائيل دأبت على
القيام بحركات منذالسبعينيات لم تكن جادة بها أصلا.
أما بالنسبة للمبادرات، فهي تتوالى. الأمريكيون يقدمون مبادرات من
ناحيتهم مثل ميتشيل وتينيت وخريطة الطريق أو يسهلون لفلسطينيين طرح
مبادرات مثل الهدف وجنيف. الهدف هو إلهاء الشعب الفلسطيني وتحويل
أنظاره عن القضايا الرئيسة نحو تفاهات إعلامية لا تجد طريقها إلى
التنفيذ. هذه المبادرات تمنح إسرائيل الأجواء المناسبة للاستمرار في
سياساتها مثل مصادرة الأراضي وتكثيف الاستيطان وتطغى على عقول بعض
السذج من شعبنا الذين ما زالوا يظنون أن هناك مبادرة غير مبادرة تحويل
فلسطين الانتدابية إلى وطن قومي خالص لليهود.
نحن الفلسطينيين غير مطالبين بمبادرات. المفروض أننا نعمل على تبني
سياسات تؤدي إلى التحرير، وإذا كان هناك من غيرنا من يريد أن يطرح
مبادرة علينا فإنه من المحتمل إخضاعها للنقاش. الشعب الفلسطيني هو
الضحية، والضحية لا تقدم مبادرات وإنما تعمل ما بوسعها لرفع الظلم عن
نفسها واستعادة الحقوق. وعليه أرى ضرورة إعادة تقويم كل سياساتنا إنها
لا تمشى بتاتا مع التحدي الذي نواجهه.
*انت
لا تتوانى عن طرح قضية الفساد والخلل الداخلي..ما هي برايك اسباب
استمرار مثل هذه الظواهر ؟
القيادة الفلسطينية يا صديقي تتحمل مسؤولية الفساد، وهي تقوم به عن
سابق إصرار وتعمد بهدف إفساد كل ما هو فلسطيني. يقول لك أخوك أنك مخطئ
وكذلك الجيران والأصدقاء والأقرباء والأبعاد والصحف والمجلات والكتاب
والأدباء والمفكرون والعلماء والعقال والجهال، وأنت تصر على عدم
التعديل والتصحيح. ماذا أنت؟ لا يوجد صبي عاقل بعض الشيء لا يستطيع
الإجابة.
ما
يجري على الساحة الفلسطينية من فساد هو نقيض الدولة الفلسطيني، إنه
إضعاف للشعب الفلسطيني وتقوية للعدو. وهو ليس مجرد خطأ وإنما يغرق
ويستغرق بالخطيئة. علما أن الفساد ليس حديثا ولا من ابتداع السلطة، إنه
سيرة منظمة التحرير في تونس وبيروت. إنه سياسة قديمة.
القيادة الفلسطينية أحاطت نفسها بأناس لا يعرفون الله ولا ضمير لديهم
يردعهم. لقد استبعدت من القرار كل من رأت أن فيه بقية من ضمير وارتقت
بكل من ثبت سوء عمله واستزاد سوءا. لكن الشعب والفصائل يتحملون أيضا
المسؤولية. هناك فصائل ترى الخطيئة وتتساوق معها، وأخرى تراها وتغمض
عينيها، أناس كثر يفضلون الخنوع حفاظا على مصالحهم الخاصة في تناقض تام
ومطلق مع قيامهم وسجودهم. يرون الخطيئة فيكفون إما بالتأفف أو بتغيير
زاوية النظر.
*كثرت
في الآونة الاخيرة الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الاعلامية..كيف
تنظر لهذه القضايا ؟
الفساد والاعتداء على الآراء الحرة لم يتولدا في عهد السلطة، وإنما
لهما جذورهما الضاربة في عمق الاستئثار بالقرار الفلسطيني. أذكر في
الثمانينيات عندما كان يُكتب مقال فيه رائحة انتقاد للقيادة
الفلسطينية، يذهب أحد إلى الكاتب ليقول له أنهم (من هم؟) اطلعوا على
المقال وهم بعض الشباب ليضربوك لكننا منعناهم. هذا الأسلوب القديم ما
زال معنا لكنه تطور إلى ضرب.
رجال السلطة هم الذين يعتدون على الصحافيين وأصحاب الأقلام لأنهم
يريدون وسائل إعلامية دعائية لهم ولا يحبون سماع الصوت الآخر. ومما
يشجع هذه الاعتداءات أن الصحافيين حتى الآن لم يقرروا أن يكونوا موحدين
في الدفاع عن حرية الكلمة. بعضهم يريد عملا جماعيا لكن المنافقين من
بين الصحافيين والجبناء كثر ويقدرون على تعطيل العمل الجماعي المؤثر.
هذا علما أن عددا من الصحفيين قد باعوا ضمائرهم ويتقاضون هبات ومنح بين
الحين والآخر من أصحاب الشأن حتى لا تخرج تقاريرهم وتعليقاتهم عن
المطلوب سلطويا. أكرر أن هناك من بين الصحافيين من لديه الاستعداد
للمواجهة دفاعا عن حرية الكلمة، لكن الرياح ما زالت إلى جانب الذين
يأبون إلا الركوع.
*هل
تعتقد ان الانتفاضة في تراجع..وان اسرائيل هي التي تستثمر كل شيئ
لصالحها ؟
الانتفاضة انتهت منذ زمن بعيد. ما هو موجود الآن هو أعمال مقاومة تتسم
بعمل عسكري مرعب بالنسبة للإسرائيليين. الانتفاضة عبارة عن أعمال
احتجاجية لا ترتقي إلى العمل المقاوم الذي يبدأ بالمقاطعة على أضعف حال
وتنتهي بالعمل العسكري.
ولهذا ما جرى هو أن إسرائيل أحست بتوازن الرعب إثر العمليات العسكرية
الاستشهادية. صحيح أن العمليات تتباعد زمنيا، لكن سبحها كفيل بإثارة
الرعب في إسرائيل التي تعتبر الأمن ركيزة بقائها الأولى. أي أن الشعب
الفلسطيني قطع شوطا واسعا خلال هذه الانتفاضة بمسه لأسس قيام دولة
إسرائيل، وأعتقد أنه لن يتراجع وإنما سيصعد. أنا لا أستبعد تطوير أسلحة
جديدة بدائية فتاكة من قبل الفصائل الفلسطينية.
أما ما ينقصنا حقيقة هو تطوير برامج اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيره
من أجل حشد كل الطاقات للبناء ولتحمل المعاناة جماعة. الناس في الضفة
الغربية وغزة ليست محشودة على الرغم من مرور زمن طويل منذ انطلاق
المرحلة هذه. المهندس لا يعرف موقعه في المرحلة، وأستاذ الجامعة لا
يدري إن كان له موقع، وهكذا. فضلا، أين هي البرامج الاقتصادية الهادفة
إلى حمل الناس. من المفروض أن يحمل الناس بعضهم بعضا بحيث لا يكون
عندنا جائع ولا يكون عندنا متخم.
السلطة الفلسطينية لم تطور هكذا برامج لأنها تتناقض مع سياستها،
والفصائل الفلسطينية عجزت حتى الآن عن تطوير عمل مشترك يقود إلى تبني
سياسات عامة. غياب البرامج يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني بخاصة
الفئات الفقيرة.
وأيضا ماذا فعلنا للأسرى حتى الآن؟ البيانات والمظاهرات لن تخرج أسيرا
واحدا، ومن المفروض أن الزمن قد علمنا كيف يكون الرد على القمع
الإسرائيلي.
*كيف
ترى مستقبل القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الاخيرة من جدار فاصل,
وجمود سياسي, وانهزام عربي ؟
أنا متفائل. إسرائيل دولة لا فرص جيدة أمامها للبقاء. إنها دولة صغيرة
مساحة وسكانا، ومهما عظمت عسكريا ستبقى عبارة عن كمشة. احتشدت اثنتان
وثلاثون دولة عام 1996 دفاعا عن إسرائيل بعدما قامت حماس بسلسلة من
العمليات الاستشهادية. وزن المتفجرات التي تم استخدامها لم يصل إلى
خمسين كيلو غرام، ومع ذلك تباكت اسرائيل طالبة من العالم الوقوف معها.
صحيح أن إسرائيل قوية عسكريا وبالأخص نوويا، لكن القوة العسكرية نسبية
وهي عرضة للتذبذب وللانهيار. قوة إسرائيل الاستراتيجية الوحيدة تكمن في
الأنظمة العربية والقيادة الفلسطينية. هذه أنظمة إلى زوال مهما طال
الوقت، والذي أعتقد أنه لن يطول كثيرا.
الجدار الفاصل ليس هو الضربة القاضية ولن ينهي القضية الفلسطينية. ربما
يقضي الجدار على أوهام الذين يريدون إقامة دولة هزيلة، لكنه لا يقضي
على ملايين القلوب التي تتطلع نحو القدس وأكنافها. قضية فلسطين أكبر من
الشعب الفلسطيني وأكبر من إسرائيل. إنها قضية ذات بعد عربي وإسلامي ولا
خوف من محاولات تصفيتها. إن ما يجري الآن من سياسات عربية وفلسطينية
إنما يعرقل جهود البناء بالطريق الصحيح لكنه لا يلغيها ولن يوقفها.
على كل حال، هذا التفاؤل عبارة عن موضوع طويل يحتاج شرحه إلى ما هو
أكثر من مقابلة صحفية.
سيرة ذاتية مختصرة
د.
عبدالستار قاسم
الدكتور عبد الستار توفيق قاسم الخضر من مواليد دير الغصون/
طولكرم/فلسطين عام 1948. حاصل على درجة البكالوريس في العلوم السياسية
من الجامعة الامريكية بالقاهرة، وعلى الماجستير في العلوم السياسية من
جامعة ولاية كنساس، وعلى الماجستير في الاقتصاد من جامعة ميزوري
الامريكية، وعلى الدكتوراة في الفلسفة السياسية من جامعة ميزوري عام
1977.
كاتب للعديد من الكتب منها سقوط ملك الملوك (حول الثورة الإيرانية)،
الشهيد عز الدين القسام، مرتفعات الجولان، التجربة الاعتقالية، أيام في
معتقل النقب، حرية الفرد والجماعة في الاسلام، المرأة في الفكر
الإسلامي، سيدنا إبراهيم والميثاق مع بني إسرائيل والطريق إلى الهزيمة.
له أكثر من ثلاثين بحثا ومئات المقالات المنشورة في المجلات والدوريات
والصحف والموجز في القضية الفلسطينية. وهو مساهم نشط في ميدان
المحاضرات العامة والندوات وجريء في الطرح. حائز على جائزة عبد الحميد
شومان للبحث العلمي وعلى درجة الأستاذية (بروفيسور)، ولديه القدرة على
استعمال أربع لغات.
فصل الدكتور من عمله في الجامعة الأردنية عام 1979 لأسباب سياسية على
إثر اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان. وقد اعتقلته السلطات الصهيونية عدة
مرات منها أربع فترات ادارية خلال الانتفاضة/1987. دوهم منزله في نابلس
وفي دير الغصون عدة مرات ووُضع تحت الإقامة الجبرية، ومُنع من السفر
لحوالي عشرين عاما، ووجهت ضده ثلاث تهم تحريض. وقد تعرض لمحاولة اغتيال
على أيدي رجال المخابرات الفلسطينية عام 1995 وأصيب بأربع رصاصات.
واعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1996، وعام 1999على خلفية بيان العشرين
وعام 2000 لأسباب غير معروفة.
ينوي ترشيح نفسه للرئاسة الفلسطينية إن جرت انتخابات.
|