مرحى بالمحاكمات
هددت سلطة أوسلو على لسان أحد عمّالها في قطر
(يحيى زكريا الأغا) بمقاضاة موقع "فلسطين
الحرة"
بسبب ما ينشره، وننشر
هنا نص المقال الرسالة ورابطه للإطلاع مع تعليق بسيط: إن موقع
فلسطين
الحرة يرحب بل
يرجو من الكاتب ومن معه ومن حرضه وشجعه ونشر له بأن يٌقرن القول بالفعل
وأن يكون على مستوى ما ذكره، ونحن على كامل الإستعداد لفتح جميع ملفات
الفساد والإفساد التي أزكمت رائحتها النتنة الأنوف وعلى الملأ وفي
قاعات المحاكم التي تختارها زمرة أوسلو وعلى الشاشات وفي الصحف، وقد
أٌعذر من أنذر
وَنَزَعْنَا مِن
كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا
أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ
قذف الرئيس محمود عباس يستحق المحاكمة
بقلم:د.يحيى زكريا
الأغا
http://www.alwatanvoice.com/pulpit.php?go=articles&id=16673
Tuesday ,01 February - 2005
قذف الرئيس محمود عباس يستحق المحاكمة
بقلم د/ يحيى زكريا الأغا
المستشار الثقافي
سفارة دولة فلسطين / قطر
قال تعالى: ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ
وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) سورة الصف
اية8
} من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإ لم يستطع
فبقلبه و ذلك أضعف الأيمان
طالعتنا صحيفة ( فلسطين الحرة) تحت عنوان (مقارنات) ما يستحق المحاكمة
عليه.
رغم إيماني الشديد بالرأي الأخر، لأنه يفتح مجالاً لفكر أكثر رحابة،
خاصة إذا كان هذا الرأي يرتكز على أسس قويمة، ومنهاج أدبي في طرح الرأي
بعيداً عن التجريح، أو التشويه، لكن عندما يقرأ الإنسان (الرأي الأخر)
، ويجده غير أخلاقي على الإطلاق، فمن حق القارئ أن يرد على هذا الكلام
بالوسائل المشروعة التي أنتم تؤمنون بها من خلال الحديث النبوي الشريف،
الذي تضعونه نبراساً لكم بعد الأية القرآنية، لنرد عليكم من خلاله.
قرأت في صحيفتكم الغرّاء التي أتابعها أحياناً بغرض الوقوف على تطورات
الأوضاع في فلسطين، تحت عنوان ( مقارنات) فهالني ما هو منشور من تجريح
وقذف يستحق الوقوف عليه، بل ومحاكمته بالكلمة الطيبة، أو بالقانون الذي
ترونه مناسباً :
مقارنات
أوامر عباس بنشر القوات لحماية الاحتلال تتطابق وأوامر العميل لحد
في الواقع سلطة عباس اسوأ من حكومة علاوي وجيش العميل لحد
سلطة عباس تتشابه مع حكومة علاوي
سأستند في كلماتي إلى قوله تعالى( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن إنّ ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله) صدق
الله العظيم .
فأقصر الطرق لا يكون بالتجريح بل بالحوار، لأنه الأقوى والأنجع،
باعتبار أن هذا النهج إسلامي، ووطني، وقومي، ولا يمكن الوصول إلى
النتائج الإيجابية إلا من خلال هذا الطرح، فالجميع منذ أبليس آدم عليه
السلام يمتلك من الكلمات ما تصلح لكل زمان ومكان وإنسان، ولكن كلمة
الحق أعلى، والحوار أجدى، والشمس لا يمكن تغطيتها بغربال.
( هل وصل الأمر في صحيفتكم الغراء بهذا الشكل وأنتم الذين اتخذتم من
الأية القرآنية شعاراً لكم ومن الحديث النبوي الشريف منطلقاً لنشر
مقالات مَن لم يجد له مكاناً تحت الشمس.
واستناداً لهذا الطرح غير السياسي والأخلاقي والدبلوماسي، وبعيداً عن
الأمانة الصحفية، وشرف السلطة الرابعة في مقارنتكم غير المنطقية بين
الرئيس محمود عباس، والعميل ( لحد) فإن من واجب القضاء الفلسطيني الذي
تم فصله نهائياً عن السلطات الأخرى، محاكمة الصحيفة محاكمة عادلة بما
جاء فيها، ليس لأن الأخ محمود عباس رئيساً، وأنه قادر على اتخاذ
الإجراءات القانونية، بل من أجل أن يأخذ الحق مجراه، ومحاسبة
المتطاولين إن كانوا على خطاً، فهذا يمثل تطاولاً على مَن انتخبه
الشعب، وقذف يحاكم عليه الإسلام أولاً، كما تُحاكم عليه القوانين
الوضعية ثانياً، والدستور الفلسطيني الذي آمل قرآته.
إنني أريد أن أرجعك إلى قوله تعالى:(( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو
كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفر لهم،
وشارورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله لإن الله يحب المتوكلين)
سورة (آل عمران آية 159) التي تقول إن عملية نشر قوات الأمن الفلسطينية
في شمال وجنوب غزة جاء نتيجة اجتماع مع الفصائل الفلسطينية المختلفة،
وعلى رأسها ( حماس والجهاد الإسلامي، والديمقراطية والشعبية) بمعنى أن
هذا قرار الشعب وليس قرار أبو مازن وحدهن وهنا جاء التوكل على الله.
أليس هذا ما انتهجه الرئيس مع فصائل المقاومة الفلسطينية؟ أليس هذا ما
قام به في الأيام الأولى لتسلمه المنصب الذي استحقه بقرار شعبي؟ أليس
هذا ما أمر به الدين الإسلامي؟ أليس هذا ما دعا إليه في حملته
الانتخابية؟ أليس هذا جزء من الأمانة التي تحملها بأمانة وصدق؟ أم أننا
نقرأ التاريخ منقوصاً؟
وأريد أن أضيف للذاكرة قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله"
سورة النساء آية (59)
(واستناداً لهذه الأية، لا يحق لأي إنسان رجم الناس بالغيب، وبما ليس
فيهم، بل واجب على الجميع الطاعة بما أمر، ما لم يدع إلى ضلالة،
فالتاريخ النضالي الذي سبق اسم( محمود عباس)- بدون مجاملة أو تملق-
شاهد على ما حظي به من مكانة عالية في نفوس الشعب الفلسطيني، والقيادة
بكاملها، بل وأكثر شهادة الشعب الفلسطيني فيه.
إن قيام أبناء الشعب الفلسطيني بتوزيع الورود على أفراد وكوادر الشرطة
التي انتشرت في أنحاء متفرقة من الوطن دليل على صحة القرار الذي وافقت
عليه الفصائل الفلسطينية كاملة.
أما النقطة الثانية( بأن سلطة الرئيس / محمود عباس أسوأ من سلطة علاوي.
فهذا الكلام مرفوض من حيث المبدأ، كيف بالله يمكن مقارنة الوضع
الفلسطيني بالوضع العراقي، ومن منطلق حبي للعراق شعباً وأرضاً لا أريد
الخوض في هذا المجال، وما يمكن أن يُقال: اللهم احمِ العراق أرضاً
وشعباً من عبث العابثين.
أما النقطة الثالثة( سلطة عباس تتشابه مع حكوم علاوي) فأقول بأن هذا
الطرح لا يستند إلى أسس علمية، فما وجدناه على الساحة الفلسطينية من
تغيرات إدارية شاملة تُبشّر بأن القيادة الفلسطينية برئاسة الأخ
الرئيس/ محمود عباس، أو الأخ / ابو علاء جادان في بناء الوطن على أسس
قويمة، وستثبت الأيام مستقبلاً بأن هذ المقارنة ظالمة فكراً ومضموناً.
أتمنى عليكم توخي الدقة والموضوعية في الطرح، بعيداً عن التجريح
بالأشخاص كما تقوم الصحف الأخرى ( زميلاتكم) في الصحافة النزيهة.
إنني هنا لا أريد أن أصف طرحكم مشابه لما تقوم به بعض الصحف التي تصدر
في أوروبا بالقذف الذي يطال الشرفاء في عالمنا العربي والإسلامي، لسبب
واحد أنكم تحملون اسم ( فلسطين) التي نتفقق عليها، ونختلف من أجلها.
|