مهزلة إستمارات الإنتساب والانتخابات التمهيدية في فتح إلى أن؟

بقلم: أحمد البطش

نائب في المجلس التشريعي

يشهد شعبنا الفلسطيني وحركة فتح خاصة هذه الايام ظاهرة تمثلت بتضخيم ثوب الديمقراطية الزائفة المصطنعة أطلق عليها "البرايمرز" أو الانتخابات التمهيدية كما يحاول أن يسميها بعض المنظرين في "فتح" حصر العضوية، وهي بعيدة عن الديمقراطية أو الحصر، بعد الأرض عن السماء بل أشبه بمحاولة لايهام أعضائها بانها في حالة إستقرار على المستويين السياسي والداخلي، وخاصة بعد أن بات واضحاً للعيان بأن الحركة أصبحت في حالة تشرذم. وغياب الرؤية المستقبلية في رأس هرم قيادتها.

وبدلاً من أخذ العبر والبدء بعملية تقييم ونقد ذاتي على ضوء نتائج الانتخابات البلدية والمحلية ورص الصفوف لبدء مستقبل أكثر وضوحاً وأملاً. ولا سيما ونحن مقبلين على الانتخابات التشريعية، وعلى المؤثر الحركي فإن قادة هذه الحركة العريقة بماضيها وحاضرها لم يستخلصوا العبر والدروس من كل الاخطاء السابقة.

يخرج علينا بعض منظري الحركة بما يسمى إستمارات الانتساب أو حصر العضوية ويا سبحان الله أبعد هذه السنين الطويلة يلتفتون لإستمارة العضوية؟ وهل ما يحصل في الشارع من توزيع الاستمارات بالأكياس لحصر الكادر الفتحاوي الذي ولد، والذي لم يولد بعد منطقي ومعقول؟

إنها مأساة اليمة وقاسية لكوادر "فتح" التي قدمت وأعطت لهذه الحركة والوطن، إنها خطيئة وجريمة أن تتم مساواة المناضل والكادر ذو السيرة والسلوك النضالي الأصيل بالسماسرة والزعران والبلطجية ومدمني المخدرات وهل هذا هو حصر للعضوية أو تقسيم إلى عشائر وحمائل وتقزيم فتح بعد تقزيم الكادر الشريف المحترم من المشاركة في هذه المهزلة؟

هذه الحركة عملاقة بشهدائها وأسراها وجرحاها ومناضليها وعطائها وليس هكذا ترتب الصفوف بل بهذه الطريقة يتم تشتيت الصفوف وهدم الحركة.

إنني أرفع صوتي عاليا للاخ أمين سر حركة اللجنة المركزية وأعضائها بأن الوقت لم يفت بعد لتدارك هذا الخطأ، وأن توضع آلية واضحة لكادر الصف الأول ولجميع الشرائح والمؤسسات الطليعية والمثقفة والمعتقلين، والحركة النسوية وغير ذلك.

..... وسوف لن يشارك في هذه الانتخابات التمهيدية الكثير الكثير من الكادر الفتحاوي لعدم قناعته بذلك، ولاعتقاده أيضاً بأن هذه الاستمارات ستودع إلى أرشيف الاستخبارات الإسرائيلية وإنها قد وزعت على البعض وحجبت عن البعض الآخر والسؤال كيف وزعت، ولمن وزعت؟

وتجري الانتخابات الداخلية لكتلة "فتح" بالتشريعي وتكون هذه الآلية نفسها للمشاركة في مؤتمر الحركة القادم، فهل سيتم إنتخاب المؤتمر العام بهذا الشكل؟

وهنا أقول للاخوان والاخوة في حركة "فتح": نحن مقبلون على إنتخاب المجلس التشريعي ولسنا مقبلين على إنتخابات هيئة لدار حضانة أو جمعية، أو ناد رياضي، أو دار للمسنين مع كل الإحترام للدور الهام الذي تقوم به كل المؤسسات. وسوف لن يشارك في هذه الانتخابات التمهيدية الكثير الكثير من الكادر الفتحاوي لعدم قناعته بذلك، ولاعتقاده أيضاً بأن هذه الاستمارات ستودع إلى أرشيف الاستخبارات الإسرائيلية وإنها قد وزعت على البعض وحجبت عن البعض الآاخر والسؤال كيف وزعت، ولمن وزعت؟

والاخطر من ذلك هو عدد المتنافسين فمثلاً في القدس وحدها وصل العدد نحو خمسين متنافساً لإنتخاب 6 أعضاء للمجلس التشريعي بينهم 4 مسلمين وإثنان من الأخوة المسيحيين.

تصوراً أن الذي لم ينجح في الانتخابات التمهيدية سوف يتهم البعض بالخداع وعدم دعمه وسيتحد فلان على علان، وينتظر أن يأتي يوم الحساب وهو الانتخابات التشريعية وسوف نجد الكثير الكثير ممن لم ينجحوا يصوتون ضد قائمة "فتح" لعدم قناعتهم لفلان أو لان فلان قد تآمر على علان ولم يدعمه.

ومن هنا سيأتي الخطر وسيتم التصويت ضد "فتح" وبهذه الطريقة سيتم تقسيمهم وتقزيمهم وخسارة حركة فتح من أبنائها أولاً في الدوائر وقائمة التميل النسبي.

اللهم اشهد فاني قد بلغت

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع