مبارك يتدخل لتسوية «الخلاف الشخصي» بين عرفات وأبو علاء بعد مشادة كلامية

مبارك يتدخل لتسوية «الخلاف الشخصي» بين عرفات وأبو علاء بعد مشادة كلامية

الرئيس الفلسطيني يتصل برئيس وزرائه هاتفيا ويخاطبه بـ«أخوي وحبيبي»

صحيفة الشرق الأوسط-09/09/2004

لندن: علي الصالح تدخلت القاهرة امس من اجل تسوية «الخلاف الشخصي» بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه احمد قريع (ابو علاء) حسب مصدر مطلع، الذي ادى الى تقديم ابو علاء استقالته (شفويا) للمرة الثانية في غضون اقل من شهرين. وقال المصدر ان الرئيس المصري حسني مبارك ومدير المخابرات العامة عمر سليمان اتصلا بعرفات وابو علاء وتحدثا معهما بلهجة حازمة، وطالباهما بوقف «لعب العيال».


من جانبه توقع جبريل الرجوب مستشار عرفات لشؤون الامن القومي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: ان تنتهي الازمة التي وصفها بـ«الازمة الصغيرة وزوبعة في فنجان» بتراجع ابو علاء عن استقالته التي لم يتقدم بها خطيا اصلا، ولكنه تحدث عنها اثر المشادة الكلامية بينه وبين عرفات الليلة قبل الماضية وتبادلا فيها كلمات نابية خارجة عن المألوف.


واتصل الرئيس عرفات بعد المشادة الكلامية هاتفيا بابو علاء، مخاطبا اياه بـ «اخوي وحبيبي ابو علاء» ورد عليه ابو علاء سأبقى الى جوارك مدى الحياة. وانا معك دائما.. واذا اختلفنا فانت على صواب، على حد قول المصدر.


يذكر ان ابو علاء طلب من وزير المفاوضات صائب عريقات، نقل الاستقالة الى الرئيس عرفات، الا ان عريقات رفض القيام بهذه المهمة، فطلب من وزير المالية سلام فياض ان يقوم بها فرفض، وحاول ارسالها عن طريق امين عام مجلس الوزراء الدكتور حسن ابو لبدة، فنصحه مقربون بالا يفعل ذلك وان يقوم هو شخصيا بتسليمها. ولم يفعل ذلك ابو علاء واكد عرفات انه لم يتسلم الاستقالة.


وعند سؤال المصدر عن الكلمات التي جرى تبادلها بين عرفات وابو علاء، رفض التفوه بها مؤكدا انها نابية ولا تليق ان تصدر عن رئيس لرئيس وزرائه ولا عن رئيس للوزراء لرئيسه».


ومصدر الخلاف او الخلاف ذي الطابع الشخصي، كما وصفه وزير مطلع لـ«الشرق الأوسط»، هو ان عرفات نفى ان يكون تسلم رسالة من ابو علاء حول مقاطعة مؤتمر الدول المانحة، الذي يفترض ان يعقد في نيويورك في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. واضاف المصدر ان ابو علاء اكد لعرفات انه سلمه نسخة عن الرسالة فاتهمه عرفات بالكذب فرد عليه ابو علاء بنفس الشتيمة.


واكد الوزير ان الاستقالة شخصية ولا علاقة لها بالاصلاحات في السلطة ولا بالاسئلة التي رفعها ابو علاء الى عرفات حول مطالب المجلس التشريعي الاصلاحية. واستطرد قائلا «ليست هناك ازمة سياسية او تنظيمية كالتي كانت قائمة عندما قدم ابو علاء استقالته الاولى في 17 يوليو (تموز) الماضي «احتجاجا على حالة الفوضى التي سادت قطاع غزة واختطاف قائد الشرطة اللواء الجبالي ورهائن فرنسيين وتعيين اللواء موسى عرفات رئيسا لجهاز الامن الوطني في قطاع غزة، وما عقب ذلك من حالة الانفلات الامني».


ويعتقد مصدر ثالث ان ابو علاء غير جدي في استقالته لانه لو كان جادا لذهب الى عرفات وقدم الاستقالة الخطية شخصيا واعلنها امام الصحافيين لدى خروجه من مقر الرئاسة، بدلا من ان يتهرب منهم.


وقال مصدر في المجلس التشريعي الفلسطيني انه ليس ثمة بديل لابو علاء لاحتلال هذا المنصب. واستبعد المصدر ما اشيع عن امكانية ان يكلف نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية في السلطة هذا المنصب لاكثر من سبب الاول: هو صعوبة بل استحالة ان يمنحه المجلس التشريعي الثقة، رغم انه عضو لجنة مركزية في فتح، لارتباط اسمه بالفساد وكان من الاشخاص الذين طالب المجلس بابعادهم عن الحكومات المتعاقبة. وثانيا فان شعث ينتمي الى قطاع غزة ورئيس الوزراء لا بد ان ينتمي الى الضفة الغربية.


واستبعد المصدر ان يكلف سلام فياض بهذا المنصب اولا لانه ليس عضوا في اللجنة المركزية لفتح والاهم من ذلك انه ليس راغبا في هذا المنصب او اي منصب اخر وينتظر اللحظة التي يغادر فيها الحكومة.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع