إزالة تعديات أم عرض عضلات؟

بقلم:سالم غانم


يبدو أن الحكومة قد وطدت عزمها و حزمت أمرها على تنفيذ ما وعدت به من إزالة كافة أشكال التعديات على الأراضي الحكومية و يبدو أن حديث أبي تمام عن السيف و القلم قد وقع. فقد تناقلت المحطات الفضائية و الأرضية صور الجرافات الفلسطينية -هذه المرة- و هي تغرس سيوفها القاطعة في منشآت بدا للمشاهد أنها مؤقتة فتحليها هشيما و تبقيه في موضعه.
و لا أخفيكم سراً أن شعوراً من الحزن قد سيطر على محدثكم الذي عادت به الذاكرة إلى وقت غير بعيد حين كانت جرافات الاحتلال تعمل أنيابها هي الأخرى في مناطق السلطة المختلفة خاصة المحاذية لمواقع جيش الاحتلال و مستوطنيه. و استذكرت عندها مشاهد الدمار الواسع الذي أحدثته موجات المد العالي في شرق أسيا..
و قد يقول قائل: لقد أصبتمونا بالحيرة! فإن قعدت السلطة عن القيام بمسئولياتها قلتم أنها ضعيفة متخاذلة , و إن هي فرضت هيبة القانون قلتم إنها قاسية متجبرة.
و الحق أن الأمر بين هذا و ذاك. فالمشهد الذي تناقلته وسائل الإعلام لا يخلو من عرض للعضلات و إن جاء في ساعات الليل ربما لتقليل الاحتكاك مع الجمهور إلى أدنى مستوى ممكن. إلا أن الحضور المكثف للشرطة و الضباط من ذوي الرتب العالية و الذي ظهر في شريط تعريفهم مسميات جديدة لم نسمع بها من قبل, هذا الحضور و التصريحات السخية التي جادوا بها على المراسلين من كافة القنوات و نبرة التحدي التي طغت على هذه التصريحات خرجت بالمشهد عما خطط له إضافة لما حمله من قسوة لم تستطع تصريحات المصرحين التخفيف من حدتها. و قد يسأل سائل ألم يكن من الممكن بل من الأحرى أن يتم ذلك بعيداً عن عدسات الفضائيات و الأرضيات؟ على الأقل رحمة بعيوننا و أعصابنا و عيون أطفالنا الذين يبدو أنهم أدمنوا رسم آلات الحرب و التدمير! و لم نستطع إقناعهم أن الجرافات التي رأوها ليست جرافات يهود…
و هناك أمر أخر: فأنا لست خبيراً في الاقتصاد و لكني إنسان أعرف أن القوانين لها روح و أن تدمير منشآت سياحية و ترفيهية استطاعت خلال الأربع سنوات الماضية أن توفر فرص العمل و العيش الكريم لعشرات العاطلين عن العمل بعد أن سدت في وجوههم كافة المعابر و المنافذ إلى الرزق في ظل أوضاع تشهد تراجعاً اقتصاديا شهدت به كافة التقارير الصادرة بكل اللغات و عن كافة الجهات المانحة و القابضة. و كلنا يعرف أن الحكومة و في المستقبل المنظور لا تستطيع وحدها إيجاد فرص عمل مناسبة لطوابير العاطلين الطويلة و لا حتى في الكويت التي لا زال الجو العام فيها معادياً للعرب عامة و الفلسطينيين خاصة رغم الإعتذار ممن هم تحت الحصار و تحت النار!!
بقلم: سالم غانم

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع